سيدا يدعو «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى التحرك بمفردها أمام عجز مجلس الأمن

الجامعة العربية: عقد مؤتمر المعارضة السورية نهاية يونيو الجاري بالقاهرة

TT

دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أمس «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى التحرك بمفردها لإنقاذ المدنيين في سوريا، في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار بسبب الفيتو.. فيما طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار حاسم من النظام السوري عن طريق الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، مشددا على أنه «بعد تجميد عمل المراقبين الدوليين بات من الضروري وضع كل الاحتمالات على الطاولة، لأن النظام السوري لا يفهم إلا لغة القوة ويصر على ارتكاب الجرائم في حمص، ويقوم بقصف تلبيسة والقصير والكثير من المناطق، فيما تتعرض مدينة حلب وريفها لحملات شرسة من قبل قوات النظام، في حين تم ارتكاب مجزرة في جبل الأكراد».

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول: «نطالب بقوة مجلس الأمن لأن يتخذ قرارا حاسما عن طريق الشرعية الدولية، لكن في حال جوبهنا بفيتو - كما لا نتمنى ولا نرغب - فحينئذ سنتوجه إلى مجموعة أصدقاء سوريا لكي تتحرك عاجلا»، معتبرا أن «المسألة لا تحتمل انتظار موعد الاجتماع المقبل في باريس» للمجموعة المذكورة.

وكانت باريس أعلنت أن اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» سيعقد في السادس من يوليو (تموز) في باريس، وبرر الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الدعوة إلى الاجتماع «بالتفاقم المقلق للوضع في سوريا».

وخلال المؤتمر قال سيدا: «إن قرار تجميد عمل المراقبين، الدوليين في سوريا يؤكد أن المجتمع الدولي بات يقطع الأمل في النظام السوري.. الذي يعيش مراحله الأخيرة، التي تتمثل في تراجع سيطرته على المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها»، لافتا إلى أن «النظام السوري يعيش حالة تآكل داخلي تتمثل في حالة الارتباك التي يعانيها».

واستغرب سيدا كيف أن المجازر باتت عادة مألوفة في الأيام الأخيرة في سوريا، مؤكدا أن هذا أمر يتنافى مع منطق العصر وقيمه التي لم يعد النظام السوري ينتمي إليها بأي شكل من الأشكال. وأضاف أن النظام الأسدي الذي لم يكن يمتلك الشرعية قط، مصمم على المتابعة في جرائمه وسط مناخ دولي لم يرتق بعد للمستوى المطلوب، منوها بأن النظام يعي أن كل تراخٍ دولي بمثابة إعطاء المزيد من الفرص لكي يتمكن من قتل المزيد من السوريين.

وقال رئيس المجلس الوطني: «نطالب الأشقاء العرب عبر الجامعة العربية، خاصة الإخوة في الخليج العربي، ونطالب المجتمع الدولي وسائر الأصدقاء ضمن مجموعة أصدقاء سوريا باتخاذ موقف حاسم، لأن الأيام الحالية مفصلية في تاريخ الثورة السورية، والنظام مصمم على بث روح الفوضى والدمار ويقتل السوريين من دون أي إحساس بالمسؤولية».

وتوجه سيدا بالتحية إلى شهداء الثورة السورية والجرحى والمعتقلين، وكل أبناء الشعب السوري في مخيمات اللاجئين بتركيا ولبنان والأردن وكردستان العراق، الذين استبسلوا في الدفاع عن حرية شعبهم وكرامته.

إلى ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن اللقاء التشاوري لأطراف المعارضة السورية الذي عقد على مدار يومين بإسطنبول خلص إلى التوافق على عقد مؤتمر المعارضة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، تنفيذا لقرار مجلس الجامعة الوزاري في هذا الشأن.

وقال مسؤول بالجامعة أمس إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر على أن تباشر أعمالها خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وجميع أطراف المعارضة السورية.

وتتولى اللجنة التحضيرية إعداد قائمة المشاركين وجدول الأعمال ومشاريع الوثائق المختلفة التي ستعرض على المؤتمر.

وقال بيان عن الجامعة إن اللقاء التشاوري تطرق أيضا إلى تطورات الأوضاع الخطيرة في سوريا، كما أكد المشاركون ضرورة الوفاء بالتزامات جميع أطراف المعارضة السورية تجاه الشعب السوري والمجتمع الدولي والعمل على تقريب وجهات نظرها وتوحيد مواقفها إزاء تحديات المرحلة الراهنة، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يتعلق بالمجازر المستمرة في المدن والأحياء السورية.

كما أكد المشاركون دعم المعارضة لأي مبادرة دولية تهدف إلى وقف القتل وحقن دماء الشعب السوري، وضمان رحيل بشار الأسد ونظامه، وبدء التفاوض على عملية سياسية تفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة.