الجيش الحر: «تسلل الإرهابيين» ذريعة لمهاجمة المدن المحاصرة

قيادي لـ«الشرق الأوسط» : المقاتلون السوريون أصبحوا 300 ألف.. وعاتبون على الحكومة التركية

TT

نفى مصدر قيادي في الجيش السوري الحر تسلل مقاتلين مسلحين عبر الحدود اللبنانية - السورية والحدود التركية - السورية إلى الداخل السوري، مؤكدا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «تلك الادعاءات عارية تماما من الصحة، ويتمسك بها النظام لتبريره قصف المناطق السورية الثائرة عليه».

وجاء تصريح المصدر عقب إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية في منطقة تلكلخ قرب قرية العرموطة»، كما أعلنت أن «قوات حرس الحدود تصدت ليلة أمس لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة إلى داخل الأراضي السورية في موقع الزوف بريف إدلب».

وقال المصدر العسكري في الجيش الحر إن «النظام يتذرع بدخول إرهابيين إلى المناطق السورية، لشن حملاته العسكرية على المدن المحاصرة»، متسائلا: «إذا كان القصف على الحدود اللبنانية - السورية والحدود اللبنانية - التركية هادفا لإعاقة وصول مقاتلين، فلماذا يقصف حمص وحماه وريف دمشق ودير الزور وغيرها من المدن غير الحدودية؟».

وأشار إلى أن من يقوم ضد النظام في سوريا «هو الشعب، وليس الإرهابيين، لأنه لا وجود لإرهابيين هنا»، موضحا أن «الرقم الذي بلغته القوات المقاتلة ضد النظام والبالغ 300 ألف مقاتل، خير دليل على أن ما يجري في سوريا هو ثورة حقيقية، وليس مجموعات مسلحة؛ إذ تصنف على هذا النحو في العلوم العسكرية إذا كان عددها لا يتجاوز الألفي مقاتل من أصل 20 مليون مواطن».

وأبدى المصدر القيادي عتبه على الحكومة التركية التي لا تسمح بمرور أي عسكري إلى الأراضي السورية، قائلا: «نحن عاتبون على الحكومة التركية، كونها شددت الحصار على الحدود، ومنعت دخول أي مقاتل إلى الداخل السوري عبر أراضيها، مما زاد التضييق على السوريين الراغبين بالقتال في الداخل»، لافتا إلى أن «من دخل إلى الأراضي السورية عبر تركيا هم مسعفون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد».

وإذ أشار إلى أن الحدود اللبنانية «قد تكون حصلت فيها بعض التجاوزات»، أكد أن ذلك يحصل في مختلف دول العالم، وقال: «ليست التجاوزات قاعدة؛ بل استثناءات»، لافتا إلى أن «البلد دخل في حالة من الفوضى، مما يسمح بحصول تجاوزات عبر الحدود»، مشددا على أن «الثورة عمت الأراضي السورية، وشملت 40 في المائة من الساحل السوري الذي يعتبر عقر النظام، مما يؤكد أن ما يجري ليس إرهابا؛ بل ثورة شعب على النظام».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، وتحديدا على الجانب اللبناني، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات النظامية فرضت حصارا خانقا لمنع دخول مسلحين - أو حتى ناشطين في ميدان حقوق الإنسان - إلى الداخل السوري»، مؤكدة أن الحدود التي تمتد من عرسال في البقاع الشمالي إلى منطقة وادي خالد والبالغة 180 كيلومترا «أحكمت القوات السورية إغلاقها، ولم تسمح لدخول أحد إليها إلا عبر معبر عرسال الوحيد، فيما تجري بعض التجاوزات؛ حيث يتسلل بعض النازحين إلى الأراضي اللبنانية في المنطقة المتاخمة للبقاع في محيط بلدة أكروم، بمعرفة القوات السورية التي تسمح بذلك استثنائيا بغية تخفيف الضغط عنها، بما يتيح لها القصف العنيف بغياب المدنيين عن المنطقة».

وعن التسلل إلى الأراضي السورية، أكدت المصادر عينها أن «القوات النظامية لا تسمح بدخول قشة إلى الأراضي السورية»، مشيرة إلى أن «حرس الحدود يطلقون النار على الحيوانات العابرة إلى الداخل السوري، خوفا من أن تكون محملة بالسلاح والذخائر». وأضاف: «تلك الادعاءات اعتدنا عليها، فنحن أبناء القرى نعرف تفاصيل الأمور، ونشاهد بأم العين ما يحصل، لذلك لم تعد تلك المبررات لقصف المدن السورية الحدودية تمر علينا».

من جهة أخرى، تعد المنطقة الحدودية الشرقية اللبنانية «مقفلة تماما أمام عمليات العبور إلى الداخل السوري»، حيث «لم تسجَّل أية عملية تسلل إلى الداخل السوري منذ انطلاق الثورة السورية». وقالت مصادر ميدانية في البقاع الشرقي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات النظامية تحكم السيطرة على قمم الجبال المطلة على منطقة بعلبك وصولا إلى منطقة رياق، وهي منطقة جرداء، تكشف كل من يحاول التسلل عبرها، خلافا لمنطقة وادي خالد الوعرة التي تكسوها النباتات والأشجار الحرجية».

وكانت وكالة «سانا» أفادت عن «إحباط الجهات السورية المختصة في حمص محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا في عدة مواقع بريف حمص». وقالت الوكالة إن «الجهات المختصة تصدت لمجموعة إرهابية حاولت التسلل من لبنان إلى الأراضي السورية بالقرب من منطقة الجورة في ريف القصير، واشتبكت معها وتمكنت من قتل 6 وجرح 4 إرهابيين، بينما لاذ باقي أفراد المجموعة بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».

ونقلت «سانا» عن مصدر قوله إن «الجهات المختصة تصدت أيضا لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل أيضا من لبنان إلى سوريا من مواقع حالات والعزيزية والعريضة في ريف تلكلخ، واشتبكت معها وأصابت عددا من أفرادها، بينما فر بقية الإرهابيين باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين منهم إلى الداخل اللبناني».

وذكرت الوكالة أن «قوات حرس الحدود تصدت ليلة (أول من) أمس لمحاولة تسلل (مجموعة إرهابية مسلحة) إلى داخل الأراضي السورية في موقع الزوف بريف إدلب» حيث «اشتبكت قوات حرس الحدود مع المجموعة الإرهابية وأوقعت في صفوفها عددا من القتلى والجرحى ولاذ الباقون بالفرار إلى داخل الأراضي التركية».