النظام السوري يعلن مقتل مهندس تفجيرات «جبهة النصرة».. والجيش الحر يعتبرها فبركات

المقدم الحمود لـ«الشرق الأوسط»: لا وجود لمقاتلي «القاعدة» في سوريا.. وفكرهم لا يتناسب معنا

معارضون لنظام الأسد في مظاهرة بأحد أحياء دمشق أمس (أ.ب)
TT

نفى الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر، المقدم المظلي المنشق خالد الحمود ما أوردته وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري عن أن قوات الأمن السورية تمكنت من قتل القيادي المسؤول عن تخطيط التفجيرات بـ«جبهة النصرة» التابعة لمنظمة القاعدة، في ريف دمشق بعد اشتباك معه، مشددا على أنه لا وجود لمقاتلي «القاعدة» في سوريا، وأن فكر «(القاعدة) التكفيري والطائفي» لا يتناسب مع توجهات الثورة السورية بالأساس، التي ليس لها اتجاه ديني أو سياسي.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أعلنت أنه «وبعد التحري والمتابعة وبالتعاون مع الأهالي داهمت الجهات المختصة وكرا لإرهابيين في ريف دمشق واشتبكت معهم، فتمكنت من قتل الإرهابي وليد أحمد العايش، الذراع اليمنى لزعيم جبهة النصرة التابعة لـ(القاعدة)، الذي أشرف على تفخيخ جميع السيارات التي تم تفجيرها في دمشق».

وأوردت «سانا» أن الجهات المختصة ضبطت كذلك في وكر الإرهابيين كمية من الأسلحة والذخائر»، وأرفقت الخبر بصورة لمن قالت إنّه وليد أحمد عياش (26 عاما) سوري الجنسية وملقب بـ«أبو ياسر».

واعتبر المقدم الحمود أن «جبهة النصرة» هي مجموعة ابتكرها النظام لإيهام الغرب بأن «القاعدة» أصبحت في سوريا، وأنها قد تسيطر على الأسلحة الكيماوية، مما يهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا علاقة لنا بأي من عناصر (القاعدة) الذين نلفظهم أصلا، لفكرهم التكفيري والطائفي، لأن اتجاهنا الوحيد تحرير سوريا بعيدا عن أي اتجاه ديني أو مذهبي».

وبينما نفى الحمود معرفة الجيش الحر بالقتيل الذي عرفت عنه «سانا» على أنه الذراع اليمنى لزعيم جبهة النصرة، أعرب عن تخوفه من أن تؤدي هذه الفبركات التي يتمادى بها النظام ويصدقها الغرب لتدخل غربي بري في سوريا، وإنشاء قواعد عسكرية غربية، وأضاف: «نحن نرفض هذا السيناريو رفضا قاطعا، إذ إننا نسعى للحرية وليس لنوع جديد من الاحتلال»، مذكرا بأن ما يطالب به الجيش الحر ضربات جوية لمفاصل النظام، وحظر جوي وإنشاء ممرات آمنة، وليس تدخلا عسكريا أجنبيا عبر البر.

ويأتي إعلان النظام السوري عن قتل أبو ياسر بعد يوم واحد من إعلانه أن «الجهات المختصة ألقت القبض على الإرهابي محمد حسام الصداقي من تنظيم القاعدة - جبهة النصرة، الذي كان سيفجر نفسه داخل جامع الرفاعي بدمشق، خلال صلاة الجمعة».

وقد خرجت جبهة النصرة «فجأة» إلى بؤرة الاهتمام الإعلامي في شهر مارس (آذار) الماضي حين تبنت في أشرطة فيديو وبيانات منشورة على مواقع إلكترونية أصولية عمليات تفجير في دمشق وحلب، أبرزها انفجاران استهدفا في 17 مارس مركزين أمنيين في دمشق وتسببا بمقتل 27 شخصا بحسب السلطات، وانفجار في 6 يناير (كانون الثاني) في دمشق أدى إلى مقتل 26 شخصا، وانفجار في حي الميدان في دمشق في 27 أبريل (نيسان) أودى بحياة 11 شخصا، بالإضافة إلى تفجيرين في حلب في 12 فبراير (شباط) قتل فيهما 28 شخصا.

كما تبنت «جبهة النصرة لأهل الشام» الإسلامية مؤخرا الانفجار الذي وقع في دير الزور في 21 مايو (أيار) الماضي، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص.

وترفض قوى المعارضة السورية التعاطي مع المعلومات، التي تقول إن النظام السوري «يسوقها»، عن تسلل مجموعات تابعة لـ«القاعدة» إلى سوريا، وتنفيذ جبهة النصرة للتفجيرات في دمشق وحلب ودير الزور، وتضعها في خانة «الفبركات التي تهدف لحرف نظر المجتمع الدولي عن الجرائم والمجازر التي يتمادى النظام في اقترافها بحق الشعب السوري».