مئات الآلاف في أطهر البقاع يودعون فقيد الأمة نايف بن عبد العزيز

الأمير سلمان بن عبد العزيز متأثرا وهو يستقبل جثمان الراحل أمس (واس)
TT

التف مئات الآلاف من المصلين في أطهر بقاع الأرض (مكة المكرمة) حول جثمان الأمير نايف بن عبد العزيز في آخر لحظات الوداع، مئات الآلاف من جنسيات وأقطار شتى انطلقت حناجرهم وإن اختلفت المفردات واللغة، إلا أنها تجمعت في الدعاء بالرحمة لفقيد الأمة.

في مكة كان كل شيء مختلفا. الحضور مختلف، الوداع مختلف، 50 صحافيا وجميع القنوات العربية تنقل اللحظات الأخيرة، لحظة بلحظة، رهبة المكان في أطهر البقاع، والصلاة على الراحل الإنسان، والرؤساء والشخصيات، والترقب ما بين الحرم وعلى امتداد كيلومترين لـ«مقبرة العدل» كان الوداع، وللوداع رهبة دفعت الجهات الأمنية إلى أخذ الحيطة لتنظيم هذا التحرك المهيب ما بين الحرم والمقبرة.

من إحدى بوابات الحرم المكي خرج جثمان الأمير نايف وهو في طريقه إلى «مقبرة العدل» التي تعتبر الثانية والأشهر بعد «مقبرة المعلاة» بمنطقة الحجون، احتشد آلاف على جنبات الطريق ومن الأبنية المطلة على الشارع المؤدي إلى المقبرة ودعوا بكل الأسى أقدم وزير داخلية في العالم، استطاع أن يخمد بالقوة والتسامح تيارا ضل عن الهدى.

تقع المقبرة التي احتضنت جثمان الأمير نايف بن عبد العزيز إلى الشمال الشرقي من المسجد الحرام، وشرق بناية إمارة منطقة مكة المكرمة، ويفصلها عن مبنى إمارة مكة المكرمة شارع فرعي لا يتجاوز 300 متر، وتبلغ مساحتها نحو 50 ألف متر مربع، بينما دفن في ثرى المقبرة من قبل عدد كبير من الأمراء والعلماء السعوديين.

ووري الأمير نايف الثرى في «مقبرة العدل» إلى جانب إخوانه: الأمير فواز بن عبد العزيز أمير مكة المكرمة سابقا، والأمير ماجد بن عبد العزيز الذي تولى سابقا إمارة مكة المكرمة، وإلى جانب ابن أخيه الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز أول وزير للداخلية في المملكة العربية السعودية، والتي تضم كذلك قبر الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام السعودية السابق، والشيخ محمد بن عثيمين أحد كبار العلماء في السعودية.

ودع المسلمون في كل بقاع الأرض عبر شاشات القنوات الفضائية الأمير نايف الذي سجل تاريخ أمة وهيبة وطن وأمن مواطن، رحل الأمير وهو يشدد في آخر لقاء قبل المنية لوزير العمل السعودي على أهمية إيجاد الوظائف للشباب ودعمهم لتقليل البطالة التي تنعكس سلبا على الوطن.