وزير الداخلية المصري ينفي القبض على مجموعات كانت تخطط لتنفيذ أعمال عدائية

تل أبيب: صاروخان أطلقا من سيناء باتجاه النقب > حماس: محاولة إسرائيلية فاشلة لخلط الأوراق

اللواء محمد إبراهيم
TT

نفى وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم ما تردد حول قيام قوات الشرطة بإلقاء القبض على مجموعات إرهابية عبرت إلى البلاد خلال العملية الانتخابية لتنفيذ أعمال عدائية في البلاد، مؤكدا أن تلك الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة.

وقال اللواء إبراهيم، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال جولة تفقدية له لعدد من اللجان الانتخابية بمحافظتي القاهرة والجيزة: «إن معلومات وردت لأجهزة وزارة الداخلية حول اعتزام مجموعات من الأشخاص ارتداء ملابس عسكرية أو شرطية أو حمل أوراق ثبوتية خاصة بإحدى الجهتين، وارتكاب أعمال عدائية بالبلاد خلال العملية الانتخابية لإفساد الجو الديمقراطي الذي تعيشه مصر حاليا، وتم تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيفها على الحدود المصرية، خاصة بشمال سيناء لمنع تسلل أي عناصر خارجية عبر الحدود، إلا أنه لم يتم حتى الآن رصد دخول أية عناصر».

وحذر وزير الداخلية المصري من أن أي شخص سيتم ضبطه مرتديا ملابس عسكرية أو شرطية أو يحمل أي أوراق ثبوتية مزورة خاصة بالجيش أو الشرطة، ستتخذ ضده إجراءات قانونية رادعة.

وكانت وكالة أنباء «رويترز» قد بثت أمس نبأ نقلا عن مصادر أمنية مصرية بقيام أجهزة الأمن بإلقاء القبض على 22 شخصا يحملون الجنسيتين الفلسطينية والأردنية بالقاهرة، وضبط كمية من الأسلحة الآلية المتطورة بحوزتهم؛ بعد ورود معلومات حول اعتزامهم القيام بعمليات إرهابية في القاهرة خلال جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وأنه تم تحويلهم جميعا إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معهم.

من جهة أخرى، كشفت مصادر قضائية بغرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات عن أن رئيس اللجنة العامة بمنشية ناصر شاهد أثناء مروره على إحدى اللجان تجمع مجموعة من الأشخاص وبحوزتهم مجموعة من أجهزة الكومبيوتر المحمول، وبالاقتراب منهم هرب مجموعة منهم في سيارة خاصة بهم واستطاعت الأجهزة الأمنية القبض على ثلاثة منهم.

وأوضحت المصادر أنه بفحص أجهزة الكومبيوتر المحمول مع هؤلاء الأشخاص تبين أنها تحمل مجموعة من البيانات والمعلومات التي ترسم خطط التحرك في حالة فوز الفريق أحمد شفيق بالانتخابات الرئاسية.

وأوضحت المصادر أن تلك المعلومات تدعو إلى ثورة ثانية بالتوجه مباشرة إلى القصر الجمهوري ومحاصرته واقتحامه من قبل مجموعة من العناصر المدربة، بالإضافة إلى توضيح سبل الحشد والتصعيد.

وقامت أجهزة الشرطة بالقبض على الأشخاص الثلاثة وتسليمهم إلى قسم شرطة منشية ناصر للتحقيق معهم وتحديد الجهات التي تحركهم.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ترى بخطورة بالغة قذف صاروخين من طراز «غراد» نحو منطقة النقب من سيناء المصرية، فجر السبت. واعتبرتها «قفزة خطيرة في العمليات العدائية»، خصوصا وأنها وصلت لأول مرة إلى منطقة «متسبيه رامون»، القريبة من المفاعل النووي في ديمونة.

وكانت مصادر مصرية نفت أن يكون الإطلاق من سيناء، فراحت السلطات الأمنية الإسرائيلية تفحص إمكانية أن يكونا قد أطلقا من الأراضي الأردنية. لكنها أعلنت، أمس، أن الاحتمال الأردني قد سقط، وأن الصاروخين أطلقا من سيناء، من «خلية تتألف من بدو سيناء تعمل لصالح حماس». ثم أضاف مسؤول أمني آخر في حديث مع صحيفة «هآرتس»، إن هذه العملية تمت بطلب من حركة الإخوان المسلمين المصرية، عشية الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي عقدت يومي السبت والأحد. وأضافت «هآرتس»، أمس، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية واثقة من أن الإخوان يقفون وراء هذه العملية، لكنها حائرة في دوافعهم. فهم يحرصون على إرسال تطمينات إلى إسرائيل بأنهم معنيون بالحفاظ على اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وأن دعايتهم الانتخابية التي شملت دعوات إلى تحرير القدس لتكون «عاصمة دولة الخلافة القادمة» إنما هي حلم بعيد المنال.

من جهة ثانية، قال قائد المنطقة الجنوبية السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال يوم طوف ساميا إن التقديرات المتوفرة في الجهاز الأمني، تقول إن صواريخ غراد التي سقطت جنوب إسرائيل قرب متسبيه ريمون مصدرها شمال سيناء. معتبرا أن حالة من الفوضى تسود في شبه جزيرة سيناء، منذ أواخر حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأشار يوم طوف ساميا إلى أن السلام بين مصر وإسرائيل هو كنز استراتيجي لإسرائيل وأمنها. وقال إن كافة المنظمات الفاعلة في سيناء وقطاع غزة تستغل انعدام الأمن في القطاع وشمال سيناء.

ورفض الجنرال طوف ساميا تحديد هوية الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ، علما بأن صحيفة «هآرتس» أشارت إلى أنه من المرجح أن تكون حركة حماس قد قامت بالعملية لخدمة الإخوان المسلمين لدعم مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة المصرية.

وقدر ساميا أنه حتى في حال صعود الإخوان المسلمين لرئاسة الجمهورية في مصر، فإنهم مع توليهم المسؤولية على مصر وسيادتها، سيدركون ضرورة فرض الأمن والسيادة في سيناء كجزء من ممارسة سيادتها الرسمية.

وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الجيش الإسرائيلي أشار في تقديراته إلى أن إطلاق صواريخ غراد جاء من الأراضي المصرية وليس من الأردن، بينما قالت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن تقارير مصرية إن قوات الأمن المصرية أحبطت محاولات لحركة حماس وكتائب عز الدين القسام لتنفيذ عمليات من داخل سيناء، وحتى من قلب العاصمة المصرية القاهرة بعد إعلان نتائج الانتخابات للرئاسة في مصر.

ومن جهتها، اعتبرت حركة حماس أن اتهام إسرائيل لها بإطلاق صواريخ غراد على منطقة النقب من سيناء بطلب من جماعة الإخوان المسلمين في مصر «محاولة إسرائيلية فاشلة لخلط الأوراق».

واعتبر سامي أبو زهري، الناطق بلسان حماس الاتهامات الإسرائيلية بأنها تندرج في إطار التحريض على حماس والإخوان المسلمين في مصر.

وقال أبو زهري إن حرص إسرائيل على استهداف الإخوان يأتي في ظل التقدم الكبير الذي أحرزوه في المشهد الانتخابي المصري. وشدد أبو زهري على أن حركته تقود العمل المقاوم ضد الاحتلال في الساحة الفلسطينية فقط.

وكان موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة قد طالب بعدم الزج باسم حركته في معارك مصر الانتخابية الداخلية، نافيًا ما أثارته مؤخرًا وسائل إعلامية مصرية مختلفة عن تسلل عناصر فلسطينية تنتمي إلى حماس للأراضي المصرية.