العم علي فتح الله.. آخر الرابحين في «موسم» الانتخابات الرئاسية

يبيع الشاي والقهوة للناخبين في طوابير الاقتراع

TT

بجوار الدَرج الداخلي لمدرسة «أبو بكر الصديق» الابتدائية بحي عابدين (وسط القاهرة) المؤدي إلى اللجنتين الانتخابيتين اللتين تضمهما المدرسة يقف عم علي فتح الله فراش المدرسة بجوار طاولة خشبية وضع عليها موقدا يعمل بالكيروسين وأدوات صنع الشاي والقهوة للناخبين كوسيلة لكسب جنيهات قليلة تساعده على الإنفاق على أولاده.

العم علي، الذي يحمل على كاهله ستين عاما قضى أغلبها فراشا للمدرسة، يرى في الانتخابات الرئاسية الحالية فرصة جيدة له لتحقيق ربح بسيط يعينه على مطالب الحياة، خاصة أن تلك الانتخابات تأتي في العطلة الصيفية للطلبة، وبالتالي فإن مورد رزقه الوحيد «مقصف المدرسة» مغلق.

ويضيف: «كنت ألجأ لعرض بعض الحلويات على طاولة خشبية بجوار باب المدرسة في العطلة الصيفية لأكسب رزقي الذي كان لا يتجاوز 20 جنيها في اليوم في أفضل الأحوال، لكن الانتخابات مثلت فرصة جيدة للربح، من بيع الشاي والقهوة للناخبين خلال وقوفهم في الطوابير انتظارا لدورهم في الاقتراع».

ويصف العم علي الإقبال في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بأنه ضعيف مقارنة بالجولة الأولى، وضعيف جدا مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي جرت خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين.

وعلى عكس كل الناخبين الذين يتذمرون من الوقوف في طابور طويل قبل دخول اللجنة الانتخابية للتصويت، فإن العم علي يرى في ذلك الطابور الفرصة الوحيدة للرزق، فهو يمر على الناخبين يحمل صينية عليها أكواب الشاي والقهوة والماء البارد لتخفيف حرارة الجو، وذلك مقابل جنيه واحد للكوب (الدولار يساوي نحو 6 جنيهات)، ليصبح العم علي آخر من ربحوا غنائم الانتخابات الرئاسية.

ويقول علي: «قرار حل مجلس الشعب أعلم أنه أغضب الكثير من السياسيين والنواب ولكنه فرصة عمل جيدة لي فقرار الحل سيتبعه بالضرورة انتخابات جديدة أي عمل جديد يوفر لي مصدر رزق».

وكانت المحكمة الدستورية العليا قد قضت يوم الخميس الماضي ببطلان دستورية عدد من مواد قانون مجلس الشعب الأمر الذي ترتب عليه حل المجلس الذي انتخبه المصريون بعد ثورة 25 يناير.

ورفض العم علي الإفصاح عن المرشح الذي صوت لصالحه في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، قائلا: «صوتي ذهب لمن أعتقد أنه يستحقه لأن صوتي أمانة سيسألني الله عنها».

وبشأن أبرز الصعوبات التي واجهها، قال إنها كانت تتعلق بفض الاشتباكات اللفظية والنقاشات الحادة التي تدور بين الناخبين خلال وقوفهم في الطابور حيث يحاول البعض إقناع الآخرين بالتصويت للمرشح الذي يفضله، الأمر الذي يتسبب في بعض المشاجرات الكلامية.

ويقول العم علي: «هذه الانتخابات تختلف عن مثيلاتها قبل الثورة، فلم يكن هناك هذا الإقبال على التصويت، ولم يكن هناك طوابير ناخبين، وبالتالي لم يكن هناك فرصة لبيع أي شيء لهم. أما الآن فأدعو الله أن تكون هناك انتخابات كل يوم».

واختتم المصريون أمس التصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي يخوضها الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء عينه الرئيس السابق حسني مبارك قبل أن تطيح ثورة 25 يناير 2011 بنظام حكمه.