إرسال أول طائرة تحمل لاجئين أفارقة من إسرائيل إلى جوبا

إلقاء قنبلة على ناد ليلي في تل أبيب يرتاده إريتريون

امرأة من جنوب السودان تحمل طفلتها ضمن تجمع لمهاجرين في محطة للحافلات في مدينة أراد قبيل ترحيلهم (أ.ف.ب)
TT

قبل ساعات من إقلاع الطائرة التي تقل أول دفعة من اللاجئين الأفارقة المطرودين من إسرائيل إلى جنوب السودان، تعرض ناد ليلي في تل أبيب يؤمه اللاجئون من إريتريا، لإلقاء قنبلة كادت تقتل العشرات منهم.

وقد روى شاهد عيان ما جرى قائلا «كنا فرحين في الرقص والغناء في النادي، لنرفه عن همومنا المتراكمة في الأسبوع الأخير. فجميع الأفارقة هنا حزينون لأجواء الكراهية التي يحيطنا بها المسؤولون في إسرائيل. نحن خائفون هنا. فقد سبق وأن حاولوا إحراق النادي قبل ثلاثة أسابيع، لكنهم فعلوها بعد ساعات الدوام ولم يهددوا حياة أحد بالخطر. أما هذه المرة، فقد جاءت الأمور مختلفة. وقد فوجئنا خلال الحفل بصوت انفجار مدو ونيران تشتعل في مدخل النادي. ومن حسن حظنا أن ثمة بابا آخر لحالات الطوارئ، سارع الحراس في فتحه، فهربنا. أنا لا أصدق أننا خرجنا أحياء. فليس هناك شك في أن من قذف هذه القنبلة خطط لجريمة قتل جماعي».

المعروف أن أبناء إريتريا يشكلون غالبية ساحقة بين اللاجئين الأفارقة في إسرائيل. فمن مجموع 65 ألفا، يشكل الإريتريون 55 في المائة، يليهم السودانيون 25 في المائة. ويعيش معظمهم في تل أبيب. وقد وصلت الاعتداءات العنصرية على الأفارقة حتى لبلدة عربية في الجليل تدعى كفر مندا (فلسطينيي 48)، يعيش فيها نحو 500 لاجئ أفريقي ويعملون. فقد هاجمهم خلال الليل، نحو مائة شاب من القرية، رشقوهم بالحجارة وضربوهم بالعصي والهراوات، بحجة أنهم ينافسونهم في العمل ويسلبون منهم مصادر رزقهم. وقد تدخلت الشرطة الإسرائيلية ورحلت هؤلاء اللاجئين إلى بلدات يهودية في المنطقة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت إجراءات قانونية وقرارات سياسية لطرد الأفارقة، لكنها اصطدمت بعقبات قانونية ودولية كثيرة. وعلى الرغم من الضجيج الذي تحدثه حول هذه القضية، ويفهم منه أنها ستطردهم جميعا «حفاظا على التوازن السكاني وضمان الأكثرية اليهودية في إسرائيل»، فقد تبين أن أقصى عدد من الأفارقة يمكن ترحيله هو 5000 شخص، هم من سكان دولة جنوب السودان والدول الأفريقية التي لا يوجد فيها توتر عسكري خطير. لكن إسرائيل لا تستطيع طرد سكان السودان الشمالي ولا إريتريا الذين يشكلون ما نسبته 80 في المائة من اللاجئين الأفارقة في إسرائيل.

وقد باشرت إسرائيل في حملة وسط تغطية إعلامية درامية، اعتقلت خلالها، عشرات الأفارقة تمهيدا لطردهم. ومساء أمس، أقلعت طائرة إسرائيلية التي تقل أول دفعة منهم، نحو 120 شخصا، وتوجهت في رحلة مباشرة إلى جنوب السودان وحطت في مطار جوبا العاصمة. وكان برفقة اللاجئين، وفد رفيع من وزارتي الخارجية والزراعة في جنوب السودان، كان أمضى أربعة أيام في إسرائيل لمعالجة هذه القضية مع المسؤولين فيها.

وقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إظهار هذا الرحلة انتصارا لسياسته. فاستهل جلسة حكومته، أمس، بالقول إنه سعيد بأن يبشر الوزراء بأن «الطائرة الأولى التي ستعيد المتسللين غير الشرعيين إلى جنوب السودان قد أقلعت، وفي الأسبوع المقبل ستغادر طائرة أخرى». وقال إن الحكومة ستعيد المتسللين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية «بشكل منظم مع الحفاظ على كرامتهم».