اليمن: «القاعدة» تكمل انسحابها من آخر معاقلها.. وأميركا تشيد بنجاحات الجيش في دحرها

فشل أول اجتماع للجنة الوزارية بشباب الثورة لإقناعهم بالدخول في الحوار

أسلحة ومتفجرات ضبطها الجيش اليمني من مخلفات «القاعدة» بعد اندحارها بمحافظة أبين جنوب البلاد (رويترز)
TT

قال مسؤولون يمنيون أمس إن متشددين إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة انسحبوا من آخر المدن التي سيطروا عليها في محافظة شبوة بعد إبرام اتفاق مع وجهاء المدينة ليلة أول من أمس، بينما قتل مسؤول أمني في هجوم بقنبلة جنوب البلاد، وأشادت الولايات المتحدة الأميركية بالنجاحات التي أحرزها الجيش اليمني في إخراج «القاعدة» من المدن التي سيطرت عليها في الجنوب.

وذكرت مصادر محلية في مدينة عزان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن مسلحي «القاعدة» انسحبوا تماما من مدينة عزان تنفيذا لاتفاق أبرم معهم ليلة أول من أمس، وأكدت المصادر المحلية أن «مدينة عزان سلمت للجنة من ستة من الوجهاء وأعضاء المجلس المحلي وشخصيات قبلية». وأضافت «عدد المنسحبين ثلاثمائة من مقاتلي (القاعدة) وقد اتجهوا إلى جهات غير معلومة من الممكن أن تكون مناطق جبلية نائية». وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد ذكرت أن جماعات من المقاتلين من جماعة «أنصار الشريعة» المتحالفة مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب انسحبت من عزان في محافظة شبوة الجنوبية.

وفي السياق ذاته، أشادت الولايات المتحدة بالنجاحات الأخيرة التي أحرزتها الحكومة اليمنية في حربها على معاقل تنظيم القاعدة في اليمن. وقالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان نشر أمس «إن الحكومة اليمنية والجيش والشعب اليمني أبدوا شجاعة عندما قاموا بطرد ما يعرف بجماعة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من العديد من المناطق».

إلى ذلك، اغتال مجهولون في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أمس، ضابطا في الشرطة اليمنية عبر تفجير مدبر أمام مقر عمله، في وقت أعلن فيه أبرز فصائل الحراك الجنوبي المنادي بفصل جنوب البلاد عن شماله، رفضه المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وقالت مصادر في الحكومة اليمنية إن المجهولين قتلوا قائد شرطة منطقة «روكب» في شرق مدينة المكلا، المقدم أحمد الحرملي، عبر زراعتهم عبوة ناسفة استهدفته عندما كان في سيارته وهو يهم بالدخول إلى مقر عمله، ويعتقد أن التفجير وقع عبر «الريموت كنترول» عن بعد، ووصفت السلطات اليمنية الحادث بـ«الإرهابي»، في حين تشير أصابع الاتهام إلى تورط تنظيم القاعدة في الحادث، حيث سبق له أن اغتال العشرات من الضباط والقادة العسكريين والأمنيين في حضرموت، وتحدثت مصادر محلية في حضرموت لـ«الشرق الأوسط» أن القائد الصريع كان صاحب نفوذ كبير في المحافظة وأنه سبق له أن قاد عدة عمليات ضد «القاعدة» في مناطق فوه وبروم قبل تعيينه في موقعه الحالي.

في هذه الأثناء، قالت مصادر عسكرية رفيعة في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط»، إن وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر أحمد، ومعه اللواء الركن علي بن علي الجائفي، قائد المنطقة العسكرية الشرقية، ومحافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي، يشرفون على وضع خطة عسكرية محكمة لملاحقة عناصر «القاعدة» من المناطق التي لجأوا إليها، في شبوة، بعد فرارهم من مناطق محافظة أبين التي جرى دحرهم منها.

من جهة أخرى، شهدت قاعة المركز الثقافي بصنعاء أمس خلافات ومشادات بين شباب الثورة ودارت مشادات واشتباكات بالأيدي في أول اجتماع للجنة الوزارية بشباب الثورة بحضور رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، ومنع بعض الشباب رئيس اللجنة حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان، من إلقاء كلمة، الأمر الذي اضطرها إلى مغادرة المنصة والقاعة بشكل تام، واتهمت مصادر في أحزاب «اللقاء المشترك» من وصفتهم بـ«بلطجية الرئيس المخلوع» بالاعتداء على «الثائرة» عفراء الجبوري أمام رئيس الوزراء وسفير الاتحاد الأوروبي، وكانت خلافات اندلعت وسط اللجنة الوزارية استقال على أثرها وزير الدولة في مجلس الوزراء شايف العزي صغير من عضوية اللجنة.

وتواصل «لجنة الاتصال» الرئاسية الخاصة بالحوار الوطني التواصل مع الأطراف اليمنية المختلفة لإقناعها بالمشاركة في الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، غير أن عددا من الأطراف اليمنية الجنوبية يرفض المشاركة في الحوار ويطالب بالتفاوض من أجل «استعادة الدولة» أو «فك الارتباط»، أي «الانفصال» عن شمال البلاد.

وفي ذات السياق، أعلن فصيل انفصالي في الحراك الجنوبي يسمى «المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب»، أمس، رسميا رفضه المشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده في وقت لاحق بعد موافقة الأطراف المعنية للمشاركة فيه، ويتزعم المجلس السياسي اليمني المعروف حسن أحمد باعوم، وقال المجلس في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه يرفض «المشاركة في الحوار اليمني - اليمني»، مؤكدا أنه يمكن أن يكون هناك في المستقبل «تفاوض عندما يكون هناك اتفاق دولي على إنهاء الاحتلال اليمني للجنوب»، حسب تعبيره، وعلى أنه «لن يكون هناك تفاوض مع المحتل إلا لاستعادة الدولة واستعادة الهوية والاستقلال التام بإذن الله تعالى».

ويتزايد قلق الولايات المتحدة بشأن وجود المتشددين الإسلاميين في اليمن ودعمت القوات اليمنية بالتدريب وبمعلومات المخابرات وغارات الطائرات من دون طيار وزادت من مساعداتها العسكرية. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعطاء تفاصيل عن حجم المساعدات.

وهنأت وزارة الخارجية الأميركية أمس الحكومة اليمنية على نجاح الهجوم وحثتها على الإسراع في استعادة السلطة المدنية وبدء المساعدات الإنسانية والخدمات العامة الضرورية في المدن والبلدات الجنوبية.