الوسيط الأفريقي لمشكلة مالي يلتقي وفدا من جماعة «أنصار الدين»

رئيس وزراء باماكو يزور موريتانيا في إطار جولته الإقليمية لبحث الأزمة

TT

يستقبل رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي يتولى وساطة دول غرب أفريقيا في الأزمة المالية، اليوم وفدا من جماعة «أنصار الدين» التي تسيطر مع جماعات أخرى على شمال مالي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قريب من الوساطة أمس قوله، إن وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) الرئيس كومباوري سيستقبل الوفد الذي وصل الجمعة. وعشية هذا اللقاء الأول، التقى وزير الخارجية في بوركينا جبريل باسوليه أمس الممثلين الستة لأنصار الدين وأجرى معهم «مشاورات أولية»، على حد قول الوزير. وكان كومباوري التقى في التاسع من يونيو (حزيران) الحالي وفدا من الحركة الوطنية لتحرير أزواد (المتمردين الطوارق) أبدى «استعداده» لإجراء مفاوضات سلام.

وفي غمرة الانقلاب الذي شهدته مالي في 22 مارس (آذار) الماضي، سيطر أنصار الدين وحليفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والطوارق على شمال البلاد. وفي حال فشلت المفاوضات، تستعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لإرسال قوة عسكرية قوامها ثلاثة آلاف عنصر إلى مالي للتصدي للجماعات المسلحة. لكن مجلس الأمن الدولي امتنع مرتين هذا الأسبوع عن إعلان دعمه لمشروع تقدم به الاتحاد الأفريقي ومجموعة غرب أفريقيا يلحظ إرسال قوة تدخل إلى مالي.

وجاء هذا في حين قام رئيس وزراء مالي بالوكالة شيخ موديبو ديارا أول من أمس بزيارة خاطفة إلى نواكشوط استقبله خلالها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي بحث معه في الأزمة في بلاده، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الموريتانية أمس. وأعلن المسؤول المالي لدى خروجه من هذا الاجتماع «أنا في صدد زيارة كل دول المنطقة على التوالي: الجزائر وموريتانيا والنيجر بهدف التشاور مع كل منها بشأن كل الخيارات التي في حوزتنا لمواجهة المخاطر المشتركة أي الإرهاب وتهريب المخدرات». وعلق شيخ موديبو ديارا بعد تبادل وجهات النظر مع الرئيس الموريتاني بالقول، إن «المحادثات جرت بشكل جيد. لاحظت أن وجهات نظر الرئيس الموريتاني ووجهات نظري متطابقة». يذكر أن موريتانيا تستضيف على أراضيها أكثر من 50 ألف لاجئ مالي فروا من المعارك في شمال مالي.

وفي غضون ذلك، أعلنت مجموعة متشددة كانت احتجزت القنصل الجزائري في غاو بشمال مالي وستة من زملائه، أن المفاوضات لتحريرهم تحرز تقدما، وأنهم تسلموا أدوية لأحد المحتجزين يعاني من مرض السكري. وقالت جماعة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، المرتبطة بتنظيم القاعدة أمس: «لقد قبلنا الدواء لأحد المحتجزين الجزائريين. وحصل على دواء لمرض السكري. والآن تحرز المفاوضات تقدما». وكانت هذه المجموعة قد أعلنت الثلاثاء الماضي، أن المحادثات للإفراج عن الجزائريين و3 رهائن أوروبيين قد استؤنفت. وفي 16 مايو (أيار) هددت الجماعة بقتل أحد الرهائن الإسبان إذا لم تتم تلبية مطالبها. وظهرت الجماعة للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما خطفت 3 عمال إغاثة، هما إسبانيان وإيطالي، من تندوف (جنوب غربي الجزائر). وتصف الجماعة نفسها بأنها فرع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وهي تطالب بالإفراج عن شخصين اعتقلا في موريتانيا لدورهما في عملية الخطف، إضافة إلى فدية بقيمة 30 مليون يورو.