المصريون يسهرون حتى الصباح لمتابعة آخر حلقات مسلسل «الرئيس»

ضحكوا إلى حد البكاء.. وبكوا إلى حد الضحك

TT

عاش المصريون أمس ليلة استثنائية بامتياز، ضحك فيها البعض إلى حد البكاء، وبكى فيها البعض الآخر إلى حد الضحك.. إنها ليلة الرئيس.. فقد ظل ملايين المصريين في النجوع والقرى والمحافظات ساهرين أمام شاشات التلفاز يتنقلون بين المحطة تلو الأخرى، وهم يتابعون الحلقة الأخيرة في مسلسل انتخاب «الرئيس» الذي بدأ قبل نحو الشهرين، ويشكل إحدى الثمار الأساسية لثورتهم التي أطاحت بنظام حكم مستبد ظل قابعا على هرم السلطة طيلة 30 عاما.

وفي ظل طقس حار، لم تفلح في تلطيفه التكييفات والمرطبات، تسمر المصريون أمام شاشات التلفاز على اختلاف توجهاتهم السياسية، وظلوا طوال الليل يبحثون عن اسم الرئيس الذي سيحكمهم لأربع سنوات قادمة، بعد أن انتهت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي خاضها الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء لمصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك قبل أن تطيح بنظامه ثورة «25 يناير»، قبل نحو عام ونصف.

الولع بمتابعة مسلسل «الرئيس» جذب أيضا أولئك الذين قاطعوا الانتخابات أو الذين أبطلوا أصواتهم، كما كان فرصة للكثير من المقاهي - خاصة في المناطق الشعبية - للسهر حتى الصباح، واجتذاب الكثير من روادها ليتابعوا نتائج الانتخابات أولا بأول وهم يدخنون «الشيشة» في محاولة لضبط أعصابهم المحترقة ومزاجهم المضطرب.

زاد من سخونة مشاهد المسلسل التنافس الشرس بين حملتي المرشحين مرسي وشفيق طوال الليلة قبل الماضية في إصدار البيانات التي تحمل أرقاما متضاربة حول الأصوات؛ التي قالوا إن كلا من المرشحين حصل عليها.

وبينما أعلنت حملة شفيق أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا يوجه فيه كلمة للأمة المصرية، عقد منافسه محمد مرسي مؤتمرا صحافيا في الرابعة والنصف من فجر أمس أعلن فيه فوزه بالانتخابات وأعرب فيه عن شكره للشعب المصري، إلا أن حملة شفيق اعتبرت هذا المؤتمر «سطوا إعلاميا ومحاولة لاختطاف نتيجة الانتخابات».

إيمان حمدي موظفة بأحد البنوك الخاصة تقول «سهرت أنا وزوجي وأولادي لمتابعة نتائج الانتخابات حتى الفجر رغم ارتباطنا بمواعيد العمل صباحا، لكن الأمر كان مثيرا ولم نستطع إغفاله».

وأوضحت إيمان أنها لم تذهب للتصويت في جولة الإعادة لعدم اقتناعها بأي من المرشحين اللذين خاضا المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي، إلا أنها قالت: «هذا لم يمنع اهتمامي بمعرفة من المتقدم في النتائج حسب المؤشرات الأولية».

أما المهندس عمرو محمد علي فقال: «حرصت على متابعة النتائج لأعرف فرص وحظوظ المرشح الذي أعطيته صوتي في الفوز برئاسة مصر»، مضيفا: «ساءني كثيرا التضارب الكبير بين القنوات الفضائية المختلفة في عرض النتائج، فمحمد مرسي كان متقدما حسب بعض القنوات، بينما كان أحمد شفيق هو الأول في قنوات أخرى».

واعتبر عمرو أن الإعلام لعب دورا كبيرا في تأجيج الصراعات الانتخابية بين أنصار المرشحين طرفي جولة الإعادة، وقال: «في النهاية من سيحكمنا هو الفائز بأغلبية الأصوات، ولكن الإعلام صور الأمر على أنه معركة بين أنصار المرشحين؛ وهذا غير حقيقي».

ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة اسم الفائز برئاسة مصر رسميا الخميس، بعد انتهاء المهلة القانونية لنظر الطعون، والمقرر لها اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء.