مرشحا الرئاسة المصرية يعلنان فوزهما وفقا لنتائج مبدئية ويتبادلان الطعون

حملة شفيق اتهمت «الإخوان» بمحاولة السيطرة على المنصب بـ«وضع اليد»

TT

اعتمادا على نتائج مبدئية، أعلن مرشحا الرئاسة المصرية، الإخواني محمد مرسي والمستقل أحمد شفيق، فوزهما بمنصب رئيس مصر خلفا للرئيس السابق حسني مبارك الذي حكم البلاد 30 سنة، وتبادلا الطعون حيث ادعى كل منهما أن ما جمعه أنصاره ومراقبوه من إحصاءات من لجان الفرز يشير إلى فوزه وتقدمه على منافسه. وردت حملة شفيق على حملة المرشح مرسي، واتهمت «الإخوان» بمحاولة السيطرة على منصب رئاسة مصر بـ«وضع اليد»، وذلك بعد أن استبقت حملة مرسي الإعلان الرسمي للنتائج وأعلنت فوزه فجر أمس.

وبينما شددت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية على أنها سوف تعلن يوم الخميس المقبل عن اسم الفائز، وذلك بعد التحقق من الأصوات ونظر الطعون يومي الثلاثاء والأربعاء، قال المجلس العسكري (الحاكم في البلاد منذ تخلي مبارك عن سلطاته العام الماضي تحت ضغوط شعبية) إنه سيسلم السلطة للرئيس المصري المنتخب بنهاية الشهر الحالي في احتفالية كبرى.

وأظهرت المؤشرات الأولية لنتائج فرز أصوات المصريين بجولة الإعادة تقدم الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان، في محافظات بالصعيد وعدد من محافظات الوجه البحري مثل الجيزة والسويس والإسماعيلية، في حين تفوق الفريق أحمد شفيق في غالبية محافظات الوجه البحري وفي مقدمتها القاهرة والقليوبية والشرقية والغربية.

وأعلنت كل من حملة مرسي وحملة شفيق تقدمهما في السباق الرئاسي مستشهدة بنتائج أولية غير رسمية. وقالت حملة مرسي إن مرشحها فاز بالانتخابات بحصوله على نحو 52 في المائة. وقال مرسي في مؤتمر صحافي عقده عقب بيان حملته فجر أمس، إنه سيعمل على تحقيق التوافق الوطني مع كل أطياف الشعب المصري، شاكرا كل المصريين الذين صوتوا له والذين لم يختاروه على حد سواء، داعيا الجميع إلى التكاتف من أجل مستقبل أفضل.

ومن جانبها، اتهمت حملة شفيق حملة مرشح «الإخوان» بالتأثير على الرأي العام قبل الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، وقال أحمد سرحان، المتحدث باسم حملة شفيق، إن الحملة سوف تتقدم اليوم (الثلاثاء) بشكواها المتكاملة إلى اللجنة العليا للانتخابات، مؤكدة حقها الأصيل في طلب إلغاء كل النتائج التي أحرزها المرشح الآخر بما يضمن نزاهة التصويت وعدم تزييف إرادة الناخبين.

ولفت سرحان إلى أن هناك ترتيبا مسبقا من قبل «حملة مرسى» لـ«إلصاق التزوير بنتائج الانتخابات إذا فاز بها المرشح شفيق، وأن الإعلان المبكر من جانبهم عن نتيجة لم تتحقق بعد إنما هو محاوله لوضع اليد على منصب رئيس الجمهورية بالقوة أو الادعاء بحدوث تزوير حين تعلن النتائج؛ التي نثق بأنها سوف تكشف تفوق مرشحنا». وأوضحت حملة شفيق أيضا أن مرشحها متقدم «بما لا يدع مجالا للشك». وأضافت في بيان أن «المؤشرات الأولى لدى حملة شفيق تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه متقدم في الانتخابات رغم كل التجاوزات بنسبة 51.5 إلى 52 في المائة».

يأتي هذا في وقت قال فيه عضو في لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس، إن اللجنة ما زالت تجمع النتائج من اللجان الانتخابية وستعلن اسم الفائز في أول انتخابات رئاسية حرة يوم الخميس المقبل. وأضاف المستشار ماهر البحيري أن اللجنة لا علاقة لها بالنتائج التي أعلنت وأنها في انتظار النتـــــــائج مــــن اللجـــــــان الانتخـــــابية، مشيرا إلى أن اللجنة ستقوم بإحصاء النتائج عندما تتلقاها وستنظر في الطعون وستعلن النتيجة يوم بعد غد.

وجرى فرز ملايين الأصوات في اللجان الفرعية بأنحاء البلاد بعد تعديل قانون الانتخابات، ولم تشهد البلاد اضطرابات تذكر أثناء الانتخابات. وعلى الرغم من تبادل الاتهامات بالتزوير، لم يبلغ المراقبون إلا عن خروقات ثانوية ومحدودة، وتمت الانتخابات بإشراف قضائي كامل ومراقبة منظمات مصرية وأجنبية.

وكشفت مصادر قضائية باللجنة العليا للانتخابات في تصريحات خاصة أن عمليات الفرز انتهت قبل ظهر أمس بمختلف اللجان الفرعية، مشيرة إلى أن اللجنة في انتظار وصول محاضر الفرز من مختلف اللجان إلى اللجنة العامة لتتولى عملية الإحصاء والجمع الخاصة بالنتائج.

وأعلن عبد المنعم عبد المقصود، رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان، أنه سيتقدم بنحو 124 طعنا أمام لجنة الانتخابات على نتائج التصويت في 124 لجنة بتسع محافظات، قائلا إنها شهدت تجاوزات وخروقات انتخابية. وأضاف أن الطعون ستركز على المخالفات الخاصة بالبطاقة الدوارة، والبطاقات المسودة (مسبقا) في هذه اللجان. وأوضح عبد المقصود أن البطاقات التي تم اكتشافها مسودة لصالح مرسي لم يتم وضعها داخل صناديق الاقتراع، وأنه تم اكتشافها قبل استخدامها.

يأتي ذلك في الوقت الذي عقدت فيه لجنة انتخابات المصريين بالخارج برئاسة المستشار حاتم بجاتو مؤتمرا أمس في وزارة الخارجية لإعلان نتيجة تصويت المصريين بالخارج في جولة الإعادة. والتزمت لجنة الانتخابات بفرز جميع الأصوات الواردة من الرياض قبل إعلان نتيجة تصويت المصريين بالخارج كاملة، وعددها نحو 3 آلاف و153 مظروفا، حيث طلبت اللجنة العامة فرزها بنفسها بعد تكرار الشكاوى الواردة ضدها.