أفراح مرسي تستبق النتيجة الرسمية وتعم مدنا مصرية وعواصم عربية

تنوعت بين النقر على الدفوف وتوزيع الحلوى والألعاب النارية

أنصار محمد مرسي يحتفلون بفوزه قبل إعلان النتيجة رسميا بميدان التحرير أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما حذرت حملة المرشح الرئاسي المصري، الفريق أحمد شفيق، من افتعال أعمال عنف على وقع الاحتفال بتقدم منافسه الدكتور محمد مرسي، ومع تقدمها كذلك بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري أمس ضده لإعلان حملته فوزه قبل إعلان النتيجة الرسمية للانتخابات، واصفة تلك التصرفات بـ«التجاوزات المستفزة»، شهدت القاهرة والمحافظات المصرية وبعض العواصم العربية، أمس، احتفالات من جانب أنصار مرسي، بعد أن أظهرت المؤشرات الأولية لعملية فرز الأصوات تقدمه على منافسه الفريق شفيق، الذي تقول حملته إنه هو المتقدم في نتائج الفرز.

وشهدت المحافظات المصرية ترديد الهتافات والتكبير وسجود الشكر وضرب الدفوف، وتوزيع الحلوى والعصائر، وإطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية، التي أعادت مشاهد الاحتفال بالانتصارات الرياضية للمنتخب المصري لكرة القدم في البطولات الرياضية. ففي ميدان التحرير، مسرح عمليات الثورة المصرية، خرجت الجموع منذ الصباح الباكر للاحتفال، وتزايدت أعدادهم على مدار ساعات اليوم، حيث رفعت الأعلام المصرية وأعلام جماعة الإخوان، ولم تقتصر الجموع على فئات بعينها، حيث شارك في الاحتفالات مختلف الفصائل والتيارات السياسية، منها جماعة «6 أبريل» ومجموعات من شباب الثورة، وشهد الميدان مشاركة مواطنين مسيحيين أيضا في الاحتفال، وكان لافتا الزغاريد التي انطلقت من جانب السيدات وترديد بعض الشباب هتافات على شاكلة «افرح يا شهيد النهاردة يوم العيد»، «النهاردة العصر مرسى رايح القصر»، بينما دارت بين المحتفلين حلقات نقاشية حول نتيجة الانتخابات.

وقال أحد الشباب المحتفلين بالميدان لـ«الشرق الأوسط»: «لا أنتمي لجماعة الإخوان، ولكن هذا اليوم أعتبره عيدا للمصريين، فأهداف الثورة التي خرجنا من أجلها يوم 25 يناير ها هي تتحقق، لذا أطالب الدكتور مرسي بحلف اليمين مرة ثانية في ميدان التحرير تمجيدا لأرواح الشهداء». وفي أنحاء أخرى من القاهرة، ومع انكسار درجة الحرارة المرتفعة في المساء، خرجت بعض المسيرات التي تضم العشرات من أنصار المرشح محمد مرسي بالطبول والتهليل، معبرين عن فرحتهم لتقدم مرشحهم، كما طافت سيارات «الإخوان» بشوارع القاهرة. وشهدت مدينة الإسكندرية، احتفالات إخوانية، بدأت عقب الانتهاء من صلاة فجر أمس، واستمرت بمختلف الشوارع والميادين حتى المساء، وكان الاحتفال الرئيسي بالساحة الرئيسية المقابلة لمسجد القائد إبراهيم، حيث تجمع المئات من شباب جماعة الإخوان، الذين قاموا بترديد الهتافات التقليدية للجماعة مثل «الله أكبر ولله الحمد»، بينما قام عدد منهم بضرب الدفوف مرددين أغنيات النصر. واعتبر الشيخ أحمد المحلاوي، أحد أقطاب الجماعة في الإسكندرية، في كلمة مقتضبة للمحتفلين، أن حسم الانتخابات الرئاسية لصالح مرسي إنما هو نصر للإسلام وبشرى لبداية عهد جديد من الانتصارات الإسلامية التي ستعيد أمجاد الإسلام من جديد. أما في مسقط رأس الدكتور محمد مرسي، فاستقبل أهالي قرية «العدوة» التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية، خبر فوز ابن قريتهم بالزغاريد وتوزيع العصائر فيما بينهم. وفي محافظة دمياط، قام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بتوزيع الحلوى عقب صلاة الظهر في بعض المساجد، وطالب أنصار مرسي المصلين بأداء سجدتي شكر لله، بعد النجاح الذي حققه مرشحهم في انتخابات الرئاسة. وبينما عكست النتائج الأولية في محافظة المنوفية اكتساح المرشح أحمد شفيق بحصوله على ما يقرب من مليون صوت، فإن ذلك لم يمنع أنصار مرسي بالمحافظة من التعبير عن تفوق مرشحهم، حيث طافت السيارات وهي تحمل صور مرسي أرجاء المحافظة، ورفع أنصاره أعلام مصر مستخدمين الألعاب النارية كمظهر من مظاهر الاحتفال. وفي محافظة كفر الشيخ، خرج الآلاف بمختلف القرى والمدن، وهم يكبرون احتفالا بالمؤشرات الأولية، وطافت العشرات من السيارات النصف نقل جميع أنحاء المحافظة بقراها ومدنها المختلفة، وقامت بشكر أهالي المحافظة، معتبرين أن فوزه نجاح للثورة المصرية، وأنه سيكون خادما لكل المصريين، ولن يكون صاحب سلطة.

إلى ذلك، تباينت ردود الفعل العربية بعد ظهور النتائج الأولية غير الرسمية، وشهدت عواصم عربية احتفالات بتقدم مرسي، أعادت للأذهان مشهد الاحتفالات التي أعقبت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصبه في 11 فبراير (شباط) العام الماضي، ففي غزة وفي ظل مظاهر التعبير عن الفرح، هنأ إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، مصر، بـ«العرس الديمقراطي» للانتخابات الرئاسية، متمنيا الاستقرار والأمن والأمان لمصر. وشهد القطاع منذ صباح أمس علو أصوات التكبير من مآذن المساجد، في حين توجهت مسيرات إلى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني للاحتفاء بالحدث، وتقديم التهاني للشعب المصري، بينما قام أصحاب بعض المحلات بتوزيع الحلوى على المارة وعلى وسائل النقل العام. وفي العاصمة الأردنية، عمان، هنأ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الشيخ همام سعيد، الشعب المصري على ما قام به من «إنجاز كبير» في الانتخابات الرئاسية، متمنيا أن تحقق مصر «كل ما تتمناه من أهداف الثورة المباركة والنهضة الواعدة». وقال بيان نشره الموقع الإلكتروني للجماعة إن المراقب العام «وجه التحية والتهنئة لشعب مصر العظيم على ما قام به من إنجاز كبير نال تقدير وإعجاب الجميع».