السرسك ينهي إضرابه بعد موافقة إسرائيل على إطلاق سراحه الشهر المقبل

TT

قالت مصادر حقوقية إن اتفاقا مبدئيا وقع بين محامي الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، محمود السرسك، و«الشاباك» الإسرائيلي، يقضي بالإفراج عنه في الثالث عشر من يوليو (تموز) المقبل مقابل وقف إضرابه عن الطعام فورا، الذي دخل أمس يومه الـ96. وبحسب المصادر، ينتظر أن يوقع السرسك نفسه على الاتفاق، ويرجح أنه قام بذلك. ونقلت «مؤسسة مهجة القدس»، التي تعنى بشؤون الأسرى، عن محامي السرسك، وجود اتفاق بالفعل، بانتظار توقيع الأسير نفسه.

والسرسك، لاعب كرة قدم فلسطيني، اعتقل في الثالث والعشرين من شهر يوليو 2009، في طريقه من غزة إلى الضفة الغربية، كي يلتحق بنادي مركز بلاطة في نابلس. ومنذ ذلك الوقت والسرسك معتقل دون تهمة واضحة، وهو الوحيد في السجون الإسرائيلية الذي يواجه تعريف «مقاتل غير شرعي».

ويبدو أن ضغوطا «رياضية» فلسطينية وعالمية على إسرائيل قادت إلى هذه النتيجة، إذ رفضت إسرائيل على مدار الشهور الثلاثة التي أضرب فيها السرسك إعطاء موعد لإطلاق سراحه. وتحول السرسك إلى رمز لدى الفلسطينيين، بعدما واصل أطول إضراب فردي وجماعي في تاريخ المعتقلين والأسرى والمساجين في العالم.

وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم طالب نظيره الأوروبي بمنع إسرائيل من استضافة نهائيات كأس أوروبا تحت 21 عاما والمقررة في 2013، بسبب اعتقالها لاعبين فلسطينيين دون محاكمة.

وتوجه رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل رجوب، برسالة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي، ميشال بلاتيني، يطالبه فيها بالعمل على نقل مكان إقامة كأس أوروبا تحت 2013، قائلا في رسالته: «نشعر بقلق بالغ حيال وضع لاعبينا. نطلب من حضرتكم أن لا تمنحوا إسرائيل شرف استضافة البطولة المقبلة من كأس أوروبا تحت 21 عاما في 2013».

وبالإضافة إلى السرسك تعتقل إسرائيل لاعبين آخرين، بينهم حارس مرمى المنتخب الأولمبي عمر أبو رويس، ومهاجم رام الله محمد نمر.

وينظم الفلسطينيون يوميا وقفات واعتصامات مع السرسك، بينما أطلق ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي حملة واسعة لتوحيد صورة «البروفايل» على صفحاتهم الشخصية، ووضعوا صورة رمزية للسرسك وهو يحمل الكرة الذهبية لـ«الفيفا».

من جهة أخرى كشفت مصادر سياسية أن جندي احتياط إسرائيليا أضرب عن الطعام منذ الثلاثاء الماضي تضامنا مع عدد من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وقد حاولت سلطات السجون العسكرية الإسرائيلية تشويه هدفه في الإضراب، وأعلنت أنه يحتج على اعتقاله في سجن عسكري. لكن محاميه ميخائيل سفراد اتصل بعدد من السياسيين وأبلغهم أن موكله يضرب عن الطعام احتجاجا على ظروف الأسرى الفلسطينيين وتضامنا مع المضربين منهم عن الطعام.

والجندي يدعى يانيف مزور (31 عاما)، وينشط في حركة «تعايش»، التي تناضل من أجل المساواة بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل، ومن أجل السلام والتعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتكافح من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية المستمر منذ 1967. وقد اتصل بمحاميه بعد سماعه ادعاءات المراجع العسكرية حول إضرابه عن الطعام، قائلا: «لم أستوعب أن دولة ديمقراطية مثل إسرائيل يمكن أن تعامل أسرى (فلسطينيين) بهذه الطريقة. وبما أنني لا أستطيع عمل الكثير لهم، قررت أن أتضامن معهم بالإضراب مثلهم عن الطعام».

وقال مزور إنه من غير المنطقي أن يضرب عن الطعام احتجاجا على حبسه، «فأنا أعرف أن قراري عدم القيام بأية مهمة في الجيش هو نوع من التمرد الذي سأدفع ثمنه، فلماذا أحتج عليه؟ إن إضرابي هو فقط في إطار التضامن مع الفلسطينيين».