الأمير سلمان بن عبد العزيز.. الشاهد الأبرز على تاريخ الدولة السعودية

TT

المراقب لتحركات الأمير سلمان بن عبد العزيز عن قرب، لا بُد أن يصل في نهاية المطاف للقناعة التامة، بحرص الرجل على التاريخ، خصوصا تاريخ المملكة الحديث، بل وأنه متابع من الطراز الأول، بل وكان حريصا على الرد في الصحف المحلية، في حال وجود أي ملاحظة تاريخية أو ما شابهها، أو تصحيح بشكل أو بآخر.

وليلة 10 من مايو (أيار) من عام 2010، كانت موعدا، لأن يجول الأمير سلمان على معرض حوى صورا في حياة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله خارج وداخل المملكة، بالإضافة إلى عدد من البرقيات التي وجهها رحمه الله في تلك الحقبة لعدد من زعماء العالم، وعدد آخر من البرقيات التي تلقاها من زعماء آخرين، وكانت تلك الصور، ملهما لأمير الرياض، في الحديث عن الملك خالد رحمه الله.

كانت تلك الليلة شاهدة على عودة الأمير سلمان عقودا للوراء، في حديث له عن الملك الراحل خالد بن عبد العزيز رحمة الله، وكان يستقي الأمير سلمان الحديث عن ذاك الرجل العظيم، خلال لحظات اقترب خلالها من صورة في أحد المعارض في العاصمة السعودية الرياض، الصورة كانت لـ«الملك خالد رحمه الله، والملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز» في إحدى المناسبات الرسمية في حقبة من الزمن الماضي، قال حينها «لقد عرفت الملك خالد عن قرب، كان مواطنا صالحا متجها إلى ربه، وقائدا حكيما، وملكا متواضعا، تركزت أهدافه في خدمة الإسلام، كان يحلم أن يرى المسجد الأقصى محررا، خالد بن عبد العزيز، بلا شك شخصية تاريخية تحتاج إلى تأمل وبحث أكثر».

واستطرد الأمير سلمان في حديثه وقال في حينها مُستذكرا أخاه «الملك خالد غفر الله له تربى في بيت والده الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وسار على نهجه، فشهدت المملكة في عهد الملك خالد تطورا في شتى المجالات، وشهد عهده رحمه الله نهضة حضارية على مختلف الأصعدة، وانعكس ذلك على حياة المواطن السعودي».

وواصل الأمير سلمان بن عبد العزيز حديثه مؤكدا أن «الملك خالد واصل ما سار عليه والده الملك عبد العزيز وأبناؤه الملوك من بعده - سعود وفيصل وخالد وفهد - (رحمهم الله)، ويواصل هذا النهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأخواه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية».

أمير الرياض تلك الليلة، تجلى بشكل واضح، في حديثه عن أخيه، الذي يصفه بـ«بالرمز الذي خدم أمته العربية والإسلامية بصدق وإخلاص»، وتحدث في ندوة احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، عنيت بإبراز حياة الملك الراحل، وتسليط الضوء على فترة حكمه التي استمرت 7 سنوات، حقق بها لبلاده وللأمة العربية الكثير من الإنجازات.

وخرج الأمير سلمان في حديثة عن النص، وقال عن الملك الراحل خالد بن عبد العزيز «أيها الإخوة أريد أن أقول كلمة خارج النص، فالملك خالد رحمه الله رزقه الله بزوجة صالحه، كانت خير عون له في شتى تفاصيل حياته».

وعرض خلال الحفل فيلم وثائقي لخّص حياة الملك خالد، وسلط الضوء على قدرة المملكة على صد العدوان الذي تعرض له الحرم المكي الشريف مع مطلع عهد الملك خالد رحمه الله، وكيفية متابعته لتلك الحادثة التي تمثل انتصارا من قوات الأمن السعودي في تلك الفترة على فئة من الخارجين عن القانون.

واتجهت الرياض خلال تلك الفترة إلى إجراء ندوات ملكية، أصبحت علامة فارقة في النشاط العلمي، ومصدرا غنيا وموثوقا للتاريخ الوطني تؤرخ لشخصيات أبناء الملك عبد العزيز ممن تولوا الحكم، وبمشاركة 40 باحثا وباحثة من داخل السعودية وخارجها عرضوا بالأرقام والقرارات معطيات فترة حكم الملك خالد ملامح من التاريخ السعودي ومسيرة العطاء والبناء للوطن والمواطن خلال أيام الندوة الثلاثة، عبر 11 محورا.