الرياضيون ينعون الأمير نايف: فقدنا رمزا تاريخيا أرسى دعائم الاستقرار في المنطقة

أكدوا أن استراتيجيته الأمنية منحت التفوق للرياضة السعودية

الأمير نايف بن عبد العزيز في احدى المناسبات الرياضية (واس)
TT

عبر عدد من الرياضيين البارزين في السعودية عن بالغ حزنهم بعد تلقيهم نبأ وفاة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبد العزيز، ظهر أمس السبت، حيث قال رئيس مجلس الإدارة المؤقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم، أحمد عيد: «رحم الله الأمير نايف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون, الحديث عن رجل الأمن والأمان والاستقرار والمحبة حديث يعود بنا إلى فترات زمنية طويلة، وهذا الرجل يعمل على استقرار الدولة وعالمنا العربي, وكان رحمه الله إلى أن انتقل إلى جوار ربه واحدا من الأعمدة القوية الراسخة في بث التعاون للدول العربية، أمنا واستقرارا ودستورا, وكان مستيقظا والجمع نيام, وممسكا بزمام القيادة الأمنية ونحن نعيش في بحبوحة من الاستقرار والأمن، والدليل على ذلك ما وصلنا إليه رياضيا في ملاعبنا ومنشآتنا واحتفالاتنا التي، ولله الحمد، لم يشبها يوما ما يعكر الصفو أو يخرج عن النص والقانون».

وتابع عيد: «كان يرحمه الله رجل دولة من الطراز الأول, عايش الملوك جميعهم, وساهم في بناء الأجيال، وأنا واحد منهم, فخلال وجودي في هذا المجال الرياضي، كنت وما زلت أرى في الأمير نايف، رحمه الله، القائد والأب والأخ والمشرع, فالرياضة السعودية منذ تأسيسها بنيت على قوة الرجال وحفظ الأمن والاستقرار، وللأمير نايف الفضل بعد الله تعالى في تسيير رياضتنا وفي وضع الأسس والأنظمة والقوانين وحمايتها حماية شاملة، فكريا وأمنيا، فجميع المناصب القيادية التي تقلدها الأمير نايف في اللجان كانت عونا صادقا لأبناء هذا الوطن, ولأن الرياضة عنصر أساسي في تنمية الفكر وتنمية الموارد البشرية في السعودية، فإن للأمير نايف، رحمه الله، دورا كبيرا في حمايتها ووضع أنظمتها وقوانينها, ولي شخصيا مواقف كثيرة مع الأمير نايف عندما كنت لاعبا ومسؤولا، حيث كان حريصا على أن يأمرنا بالمحبة والإخاء، ويطالبنا بالابتعاد عن العنف, هذه هي الرياضة التي تقوم على أسس ومبادئ وأخلاقيات، كما أن للأمير نايف إسهامات كبرى في غرس القيم بين أبناء هذا الوطن».

واختتم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المؤقت حديثه بقوله: «بعد رحيل الأمير نايف سنفقد شخصية اعتبارية ونظامية وقيادية في هذا البلد، ولكن عزاءنا أن الله سيضعه إن شاء الله ضمن الصالحين والمستبشرين في الفردوس, متمنين أن يلهم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأبناء الفقيد وكل الشعب السعودي بأسره الصبر والسلوان».

من جهته، قال وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب منصور الخضيري: «نسأل الله أن يغفر للأمير نايف بن عبد العزيز وينزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا, فقدت الأمة السعودية والعربية والإسلامية علما ورمزا من رموز الدولة السعودية, ونحن فقدنا رجلا حكيما وعظيما، يعتبر رجل الأمن الأول في هذا البلد الذي يشهد له القاصي والداني بما أسهم فيه من بناء وتنمية في وطنه, وبهذه المناسبة أرفع خالص التعازي لوالدنا وقائدنا الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللأمير سلمان بن عبد العزيز، ولأبناء الفقيد وبناته، وللأسرة المالكة، وللشعب السعودي عامة، وللأمتين العربية والإسلامية، في فقد هذا الرجل المبارك العظيم الذي ترك بصمة في كل مجالات التنمية في السعودية، وأبرزها ما قدمه لدينه, حيث رأس اللجنة العليا للحج، وكان يتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بحجاج بيت الله الحرام، وله جائزة السنة النبوية التي تسعى للحفاظ على سنة نبينا، صلى الله عليه وسلم».

وأضاف الخضيري: «الأمير نايف هو رجل الأمن الأول في السعودية، وخسارته وفقده بكل تأكيد خسارة لكل مواطن في هذا البلد، لأنه، بتوفيق الله ثم بما وهبه المولى من حكمة، كان له دور بارز في بناء الاستقرار الأمني في الوطن, وعمل على مدى سنوات كثيرة كرجل دولة في كل مجالات الحياة، وعلى رأس تلك المهام مكافحة الإرهاب، إلى جانب النواحي الاجتماعية والفكرية، كل هذه الأمور كان له فيها اليد الطولى، فعشنا، ولله الحمد، استقرارا في جميع الأمور، وخاصة الأمنية، كما أن الأمير نايف عمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين على كل ما فيه خير لهذا البلد, فله بصمة في الإصلاح الإداري ومكافحة المخدرات، فهو رئيس اللجنة الوطنية لمكافحتها, وكذلك له بصمة في التعليم، فهو ليس بالرجل العادي، ووفاته فاجعة كبيرة استقبلها الشعب السعودي، ولكن بإذن الله هذا البلد محفوظ بحفظ الله في ظل سيره على نهج الكتاب والسنة، ولدينا رجال قادرون على خلافته, وأسال الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، وينزله منازل الصديقين والشهداء، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة».

وعن إسهامات الفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز في المجال الرياضي، قال الخضيري: «في المجال الشبابي له رحمه الله توجيهات تعتبر نبراسا تقتدي به رعاية الشباب، ففي اجتماعات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي يشغل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل كانت إسهامات الفقيد الراحل كبيرة فيما يهم الشباب وتوعيتهم بهذا الداء الوخيم، وكان يسعى إلى تهيئة الفرص لهم، وتقديم كل ما فيه خير لشبابنا، من أجل حمايتهم من الأفكار الضالة، وتقديم البرامج النافعة المفيدة لهم، وشغل أوقات فراغهم, وكان، رحمه الله، مشجعا للشباب في تهيئة المنشآت المهمة لهم, أما في المجال الرياضي فهو من أبرز الداعمين للحركة الرياضية والشبابية في السعودية، إذ يعد من قادة هذه البلاد الذين خسرتهم السعودية أمس، ولكن الله سيعوضنا خيرا بإذن الله، وأسال المولى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته».

من جانبه، قال وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي، الدكتور صالح بن ناصر: «أولا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون. لم يكن الأمر بالنسبة لي متوقعا (طبعا أمر الله متوقع)، ولكن نحن في وسط اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي للكرة الطائرة في العاصمة البحرينية المنامة، ووسط حضور شخصيات من الاتحاد الدولي للعبة، أبلغني أحدهم برسالة تعزية بوفاة الأمير نايف، لم أصدق هذا الأمر في البداية، بعدها بدقيقة وردني اتصال من المنزل يبلغونني بصحة هذا الخبر، ثم اتصال آخر من مدير مكتبي في الرياض يؤكد الخبر، رحم الله الأمير نايف وأسكنه فسيح جناته، ونسأل ربنا أن يصبر الجميع على فراق هذا الرجل الذي اتسم بالأخلاق العالية والحكمة في إدارة الأجهزة التي يتولى مسؤوليتها، حيث حقق الأمن والأمان للسعودية بعد فترة غير معهودة من عمليات الإرهاب، واستطاع أن يجعل من الوطن رمزا أشادت به الأمم المتحدة ودول العالم، فالجميع يفخر بالأسلوب الذي اتبعه لمكافحة الإرهاب، والدليل أنه حتى الأسبوع الماضي كانت هناك اجتماعات تعقد للمنظمة الجديدة التي مقرها في السعودية، وأتوا لها بشخصيات من جميع أنحاء العالم ليقدموا دراسات في كيفية مكافحة الإرهاب، وليستفيدوا في الوقت نفسه من تجربة السعودية في هذا المجال بعد أن قادها الفقيد الغالي المرحوم بإذن الله تعالى الأمير نايف بن عبد العزيز».

وتابع الدكتور صالح بن ناصر حديثه بقوله: «أما على مستوى الشبابي والرياضي فالأمير نايف صاحب أياد بيضاء في هذا المجال، ويعلم تماما أن نسبة 70 في المائة من المواطنين هم من الشباب، وسيكون لهم دور كبير في تنمية المجتمع السعودي في كل القطاعات إذا أحسن العناية بهم وبتعليمهم من خلال إتاحة الفرص المناسبة لتطورهم في كل المستويات، ومن ضمنها المجال الرياضي، وكان حريصا رحمه الله على علاقات الشباب في العالمين العربي والإسلامي، وذلك بواسطة الاتصال بين المجتمعات العربية والإسلامية, ومهما تحدثنا وقلنا فلن نفي هذا الرجل حقه، ولن ننساه، وسيذكره التاريخ في كل أنحاء المنطقة العربية، فله أفضال كثيرة جدا، خصوصا أنه ساهم بشكل كبير في المجال الأمني منذ أن ترأس مجلس وزراء الداخلية في العالم العربي، وتوفي رحمه الله وهو رئيس المجلس الشرفي الذي لا يعقد إلا بوجوده، وكان له تأثير في المنطقة, وأسال الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويصبرنا على رحيله، كما أرفع خالص العزاء للملك القائد عبد الله بن عبد العزيز وللأسرة المالكة ولأبناء الفقيد وبناته وللشعب السعودي، ونسأل الله أن يعوضنا خيرا ويسكنه فسيح جناته».

وبدوره، قال عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج: «الأمير نايف هو امتداد للقيادة العليا في هذا البلد، والحكومة السعودية وضعت الشباب ضمن أولى اهتماماتها, ووزارة الداخلية والقطاع الأمني معروف أنه من أكثر القطاعات في الدولة اهتماما بالمجال الرياضي، حيث يقيم الكثير من البطولات الرياضية والدورات التجمعية والنشاطات التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من عملها المستمر, والمرة الوحيدة التي التقيت فيها الفقيد الراحل كانت في نهائي الكأس الذي يحمل اسمه رحمه الله خلال الموسم الذي انتهى قبل أسابيع، وعلى الرغم من أن ظروف الأمير الصحية كانت صعبة جدا لإجرائه عملية جراحية قبل المباراة الختامية بأيام مما أعطانا تصورا بأنه ربما لن يحضر، فإنه تحامل على نفسه من أجل ملاقاة الشباب، وكان يعلم أن هذه أول كأس تحمل اسمه، ولذلك حرص على الحضور على الرغم من الإعياء الشديد والتعب الذي كان يعانيه، وكنت من الناس الذين تشرفوا بالسلام عليه واستقباله, وحينها كنت أحدث نفسي عن الشيء الذي يجبر رجلا بهذه المكانة وفي هذه الظروف على أن يتحمل مشقة الحضور والتعب والإجهاد للحضور في مباراة كرة القدم، ولكن الجواب الذي أعرفه والصوت الذي أسمعه في داخلي يؤكد لي أن الشباب مهمون جدا للحكومة السعودية بشكل عام، وللأمير نايف على وجه الخصوص، لأنه كان يدرك أن حضوره يعني الكثير للشباب وللرياضة، ولم يفضل حرمان شباب الوطن من هذه الفرحة، فحضر المباراة وتوج الفائزين، وفي ذاك اليوم كان الكل فائزا بحضوره».

واختتم المدلج بقوله: «سبحان الله كان هذا النهائي الأول والأخير في حياته، وبإذن الله إنه في مكان أفضل الآن, ونسأل الله أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته، وأقدم خالص العزاء لملكنا وللأسرة الحاكمة وللشعب السعودي».

في حين قال نائب رئيس نادي الهلال السابق، المهندس طارق التويجري: «لا شك أن الفقد حينما يرتبط باسم الأمير نايف بن عبد العزيز، رحمه الله، الذي يعتبر رجل الدولة على مدى ستة عقود، وأحد أهم أعمدتها، فإن المشاعر يكتنفها الحزن، والأنفس يداهمها الأسى، الأمير نايف كان مثالا للمواطن الذي كرس عطاءه وجهده وهمه لخدمة الوطن، كانت الناس تنام بوئام لا تفكر إلا في غدها، بينما هو يسهر على أمنهم وينام وقلبه معلق بهموم ذلك، والجميع يدرك أن العيش في وطن آمن نعمة لا تجزى، صدقا إن إسهامات الأمير الراحل لا يمكن حصرها في بضعة أسطر، غير أن المعبر الأكبر لذلك هي أعماله المترامية في كل شبر في هذا الوطن الكبير, وأسال الله أن يجبر مصابنا، ويحسن عزاءنا، ويسكنه فسيح جناته».