مسؤول في لجنة الانتخابات: لا نتائج نهائية حتى الآن عن الفائز برئاسة مصر

فحص باقي الطعون اليوم.. واستمرار مزاعم فريقي مرسي وشفيق عن انتصار كل منهما على الآخر

مؤيد للفريق احمد شفيق يقبل ملصقا دعائيا له أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما استمرت أمس مزاعم فريقي المرشحين الرئاسيين بمصر، الدكتور محمد مرسي عن جماعة الإخوان، والفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق، عن انتصار كل منهما على الآخر، قال مسؤول في لجنة الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا نتائج نهائية حتى الآن عن الفائز بالرئاسة»، وإن اللجنة ما زالت تواصل فحص الطعون المقدمة من المرشحين المتنافسين.

ويأتي ذلك وسط حالة من الترقب والجدل والانقسام، بعد أن واصلت حملتا مرسي وشفيق الزعم من جانب كل منهما بأن مرشحها هو الفائز بالانتخابات ورئاسة البلاد لخلافة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أدار الدولة المصرية بقبضة شديدة لمدة ثلاثين عاما، قبل أن تطيح به احتجاجات شعبية مطلع 2011 وينتهي به المطاف مدانا بالسجن المؤبد.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أمس أنه لا يمكن اعتماد أي نتائج قبل الفصل في الطعون. ومن المقرر أن تعلن اللجنة عن اسم الفائز بمنصب الرئيس اليوم (الأربعاء) أو يوم غد (الخميس) كحد أقصى، وذلك بمجرد الانتهاء من فرز الأصوات والبت في الطعون المقدمة من المرشحين، وهما الإخواني محمد مرسي، والمستقل أحمد شفيق، الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك.

وقالت حملة مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أمس إنها تترقب إعلان فوزه بالرئاسة، قائلة إن ما حصل عليه مرسي من الأصوات يزيد على ما حصل عليه شفيق، قائلة في مؤتمر صحافي إن عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي في داخل البلاد وخارجها بلغ 13 مليونا و238 ألفا و298 صوتا بنسبة 52 في المائة من أصوات الناخبين، وإن شفيق حصل على 12 مليونا و351 ألفا و184 صوتا بنسبة 48 في المائة.

ووجه ياسر علي المتحدث الرسمي باسم حملة مرسي في مؤتمر صحافي الشكر لكل الشعب «مسلمين وأقباطا» وللأحزاب والعلماء والشيوخ الذين دعموا فوز مرشحهم الدكتور مرسي، على حد قوله، مشيرا إلى أن الحملة تقدمت بطعون ضد بعض التجاوزات الانتخابية، معربا عن ثقته في فوز مرسي. وعن التسرع في إعلان الإخوان نتائج الانتخابات قبل موعد الإعلان الرسمي المقرر يوم غد (الخميس) قال علي إن القانون نص على أحقية المرشح في الحصول على صور من محاضر الفرز، وبناء عليه أمكن معرفة النتائج.

لكن حملة شفيق ردت أمس وقالت إن فرز الأصوات أكد أن مرشحها، الفريق شفيق، هو الرئيس القادم لمصر. وقال بيان باسم الحملة إن لديها تأكيدا تاما بأن شفيق هو رئيس مصر بالفعل، مشيرا إلى أن كل النتائج داخل اللجنة العليا للانتخابات «تقول ذلك وتؤكده»، داعيا إلى عدم تصديق ما أعلنته حملة الإخوان، وأشارت حملة شفيق إلى أنه تقدم على مرسي «حتى الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء بفارق 350 ألف صوت من خلال عمليات الفرز والتجميعات التي قامت بها الحملة».

وقال كريم سالم المتحدث الإعلامي باسم حملة شفيق، في مؤتمر صحافي أمس إن الحملة على استعداد للذهاب إلى أبعد نقطة قانونية لتؤكد فوز شفيق وأنه هو رئيس مصر القادم بإرادة القانون و«ليس من خلال مؤتمرات صحافية»، في إشارة إلى ما قامت به حملة مرسي من الاعتماد على المؤتمرات الصحافية في الزعم بفوزها بانتخابات لرئاسة. وقال: نحن نؤكد أن الفريق شفيق متقدم بفارق أكثر من 500 ألف صوت، ونلتزم بكل قيم الديمقراطية. وأضاف أن شفيق سيشارك الجميع في الاحتفال بفوزه بعد أن تعلن النتيجة رسميا.

ومن جانبه قال أحمد سرحان، المتحدث الإعلامي باسم حملة شفيق أيضا، إن كل الأرقام التي أعلنتها حملة مرسي غير صحيحة. وزعم أن حملة مرسي اعتمدت على «أصوات باطلة» وأضافت أرقاما بالخطأ إلى مجموع الأصوات التي حصلوا عليها، وأن وسائل الإعلام نقلت عن حملة مرسي هذه الأرقام غير الصحيحة.

من جانبها أكدت لجنة الانتخابات الرئاسية إنها لم تنته من عملها بعد فيما يتعلق بالنتيجة النهائية لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، ومن ثم فلا يمكنها اعتماد النتائج بشكل نهائي قبل الفصل في الطعون المقدمة من المرشحين المتنافسين وبيان مدى تأثيرها على النتائج النهائية.

وقالت اللجنة في بيان لها أمس إنها ما تزال عاكفة على مراجعة وتدقيق نتائج جميع اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية، وأضافت أنه إزاء ما أعلنته حملتا المرشحين الدكتور شفيق والدكتور مرسى، في شتى وسائل الإعلام، من فوز مرشح كل منهما بالانتخابات الرئاسية؛ فإن اللجنة تعلن أنها ما زالت في مرحلة فحص النتائج الرسمية التي تلقتها من مختلف المحافظات، ولم تنته من عملها بعد، مشيرة إلى أن اللجنة قد تلقت طعونا عديدة على بعض هذه النتائج.

وناشدت لجنة الانتخابات الرئاسية الجميع إعلاء مصلحة الوطن العليا على المصالح الخاصة، والتوقف عن التعرض لنتائج الانتخابات وإذاعة أي أرقام متعلقة بها إلى أن تصدر اللجنة النتائج الرسمية في وقت قريب.

من جانبه قال مصدر قضائي مسؤول بلجنة الانتخابات الرئاسية إن كافة نتائج تصويت الناخبين في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بجميع المحافظات المصرية قد وردت بالكامل إلى لجنة الانتخابات الرئاسية، وإن اللجنة أوشكت على الانتهاء من أعمال الفرز والإحصاء وتجميع الأصوات.

وأشار المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إلى أن نتائج اللجان العامة، وكذا نتائج لجان الاقتراع الفرعية، قد وصلت من جميع المحافظات، وأن اللجنة تجري مراجعة دقيقة وعملية مطابقة لنتائج اللجان الفرعية مع أعمال الإحصاء والتجميع التي انتهت إليها اللجان الانتخابية العامة، وذلك للتأكد من صحة النتائج ودقتها على الوجه الأكمل.

وتابع المصدر أن المرشح مرسي تقدم أمس إلى لجنة الانتخابات الرئاسية بمائة طعن؛ تتعلق بأعمال الفرز والإحصاء واحتساب الأصوات ببعض اللجان الانتخابية، وكذا اتهامات لمنافسه بالتأثير على إرادة الناخبين. وأضاف أن المرشح الثاني، شفيق، بدأ بدوره في التقدم بعدد من الطعون إلى لجنة الانتخابات الرئاسية في شأن وقائع مماثلة يتهم فيها منافسه مرسي بالتأثير على إرادة الناخبين، ويعترض على أعمال فرز بعض اللجان الانتخابية.

وقال المصدر إن باب الطعون سيظل مفتوحا أمام المرشحين للتقدم بما يعن لأي منهما من طعون واعتراضات في شأن العملية الانتخابية حتى منتصف الليل (الليلة الماضية)، وإن اللجنة ستعكف على الفحص والفصل في تلك الطعون اليوم (الأربعاء). وأكد أن لجنة الانتخابات الرئاسية وحدها هي المختصة بإعلان النتيجة النهائية للانتخابات والفائز بها، وأنها لا شأن لها بأي نتائج تعلنها أي جهة سواها، داعيا الجميع إلى التريث وانتظار الفصل في الطعون لأنها قد تحمل وقائع يتبين للجنة جديتها على نحو يغير من طريقة احتساب النتائج وعدد الأصوات.