مصر.. «مركب برئيسين»

مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من احتفال حملتي شفيق ومرسي بفوزهما

TT

تبدو مصر حتى الآن برئيسين اثنين، مع إصرار أعضاء الحملتين الانتخابيتين لكل من طرفي جولة الإعادة الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق على أن مرشحهم هو المتصدر للسباق، وأنه الأقرب للفوز بمنصب رئيس مصر، إلى جانب أنهما تبادلا الطعون على التصويت، حيث ادعى كل منهما أن ما جمعه أنصاره ومراقبوه من إحصاءات من لجان الفرز يشير إلى فوزه وتقدمه على منافسه.

ومع الحرب الكلامية المستمرة بين الحملتين حتى الأمس، والتي لن تنتهي قبل يوم غد الخميس، حين تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية الرسمية لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، انعكس ذلك على نقاشات المصريين، حيث شهد الشارع المصري أمس مشاعر من التخبط والارتباك بعد التشكيك في النتائج من جانب أنصار كل مرشح، بينما نال السباق نحو كرسي الرئاسة وتزامنه مع إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعلانا دستوريا مكملا، جانبا كبيرا من أحاديث الواقع الافتراضي، التي لم تخل في كثير منها من الطرافة.

في جانب من القاهرة، قال الأربعيني محمد عادل: «مصر حتى الآن برئيسين اثنين، مرسي وشفيق، لكن كما يقول المثل الشعبي (المركب اللي فيها ريسين تغرق)، ونحن نعاني حالة غرق منذ عام ونصف، لا نريد غرقا أكثر من ذلك.. نريد النجاة». قبل أن ينهي حديثه متهكما بترديد أغنية شهيرة: «إني أغرق.. أغرق».

وتضيف الطالبة «نهى محمد» بكل سخرية قائلة: «إنه بعدما أعلن كل منهما الفوز، فإن الواضح هو أن النتيجة تعادل.. وبالتالي، الحل هو أن نلعب ضربات جزاء ترجيحية».

حال المنافسة والتشكيك بين حملات المرشحين انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، وتناقل النشطاء صورا كاريكاتيرية وتعليقات تعبر عن الواقع بلغة ساخرة.

من أبرز هذه التعليقات: «شفيق كسبان في قناة (سي بي سي) و(الفراعين)، ومرسي كسبان في قناة (الحياة) و(مصر 25).. النتيجة النهائية ستكون على قناة الأطفال (space toon)». وهو تعليق يعكس تضارب نسب التصويت لصالح كل مرشح على القنوات الفضائية، التي تختلف في انتماءاتها بين تأييد المرشحين. بينما وصف أحد الأعضاء المشهد بقوله: «من الأحسن أن نقسّم السلطة، مرسي يحكم السبت والأحد والاثنين، وشفيق يحكم الثلاثاء والأربعاء والخميس، والجمعة إجازة كل واحد يحكم نفسه».

وتناقل الكثير من أعضاء المواقع تعليقات ساخرة لبعض الكتاب المصريين الذين يصفون بها المشهد، منها قول الكاتب بلال فضل: «إذا كان أحمد شفيق (فريق)، فمحمد مرسي (منتخب)»، وتعليق الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن: «حملة شفيق تعلن فوزه.. قتل واتقتل، وعزل واتعزل، وخرج ودخل، وواضح إنه عاوز يبقى: سقط ونجح».

ومن عالم الفن، ظهرت شخصية «اللمبي» السينمائية الشهيرة لتتصدر إحدى الصور المتناقلة على الـ«فيس بوك»، وهو يتحدث باسم الشعب المصري، الذي يصرخ حائرا بين احتفال حملة كل مرشح بأنه هو الفائز بحكم مصر: «أعمل إيه أنا دلوقتي؟». وهو التعليق الذي راق للكثيرين، وتوالت تعليقاتهم عليه، حيث وصفت إحدى الأعضاء المشهد بقولها: «انتخابات مصري.. أم الأجنبي».