جليلي يقترح خطة من 5 نقاط بشأن الملف النووي

القوى العظمى فشلت في إقناع طهران بتقديم تنازلات في مفاوضات موسكو

TT

اختتمت أمس المحادثات بين القوى العظمى وإيران، بشأن الملف النووي، من دون إحداث تغيير جدي، وفشلت مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا) في حمل إيران على تقديم تنازل حول برنامجها النووي، وذلك في اليوم الثاني من محادثات صعبة في موسكو تهدف إلى الخروج من أزمة مستمرة منذ عقد وإيجاد حل قبل فرض حظر وشيك على النفط الإيراني.

وكانت المفاوضات استؤنفت أمس، في أحد فنادق موسكو، وقد خيمت عليها أجواء من التكتم، حيث استمرت الجلسة الأخيرة لنحو 9 ساعات مستمرة. وكانت أجواء تشاؤم سادت منذ اليوم الأول بعد تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن مواقف الطرفين «من الصعب التقريب بينها». وبعد ظهر أمس التقى ريابكوف بكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي في غرفته، كما قال دبلوماسي إيراني لمجموعة من الصحافيين. ومن جهته، تحدث مصدر دبلوماسي إيراني في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن «صعوبات» في المفاوضات. وأضاف المصدر أن «الصعوبات في المناقشات والشرح المفصل لإيران المتعلق بموقفها.. هما السبب الرئيسي الذي يحمل مجموعة (5+1) على طلب مزيد من الوقت للرد على المقترحات الإيرانية».

وطلب مفاوضو مجموعة «5+1» من إيران التي تشتبه الدول الغربية في سعيها إلى حيازة السلاح النووي، أن تخفض بشكل كبير نسبة تخصيب اليورانيوم التي تبلغ 20 في المائة حاليا. وتشدد إيران على حقها «المطلق» في تخصيب اليورانيوم، واقترح جليلي خطة من خمس نقاط تحدد المطالب الإيرانية.

وصرح أحد أعضاء الوفد الإيراني للصحافيين بأن «مجموعة (5+1) أمام مفترق طرق.. أحدها يؤدي إلى الخروج من أزمة مستمرة منذ عشر سنوات حول البرنامج النووي الإيراني. إذا اختاروا هذا الطريق فإن إيران مستعدة لاتخاذ إجراءات بناءة». وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته «لكنهم إذا اختاروا الطريق القديم، فلن يكون من الممكن إحراز تقدم».

من جهتها، تتمسك القوى العظمى بمطالبها حيال إيران: وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة ومبادلة وقود نووي هي بحاجة إليه بمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.

وكان المتحدث باسم الوفد الأوروبي مايكل مان صرح، مساء أول من أمس، بأن «أولويتنا تقضي بأن يعالج الإيرانيون مسألة التخصيب بنسبة 20 في المائة»، التي تجعل إيران أقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية (90 في المائة). في المقابل تقترح مجموعة «5+1» تخفيف العقوبات الدولية وهي ستة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي أربعة منها مرفقة بعقوبات اقتصادية، بالإضافة إلى التعاون في العديد من مجالات الاستخدام المدني للطاقة النووية.

وتابع مان أن إيران من جهتها طرحت «أسئلة عدة وعرضت مواقف معروفة بما فيها خلافات من الماضي». وخلال جولتين سابقتين من المفاوضات، في إسطنبول في أبريل (نيسان) وفي بغداد في مايو (أيار)، تركز الخلاف خصوصا على موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة. ويشكل تخصيب اليورانيوم في إيران صلب المحادثات. ويمكن أن ينطوي فشل المحادثات في موسكو على عواقب كبيرة. فقد عادت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى التلويح بإمكان اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني في حال فشل المساعي الدبلوماسية. وتأتي المحادثات في موسكو قبل أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو (تموز) حظر نفطي يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الإيراني، وقبل قيام الولايات المتحدة بتعزيز عقوباتها من خلال فرض قيود على الدول التي تشتري النفط من إيران.