«سيدة رانغون» تعود إلى حيث بدأت مسيرتها.. بريطانيا

سو تشي تحتفل في المملكة المتحدة بميلادها وتتلقى دكتوراه فخرية وتخطب أمام البرلمان

أونغ سان سو تشي تتقبل الورود وقبعة هدية من «كلية لندن للاقتصاد» بعد إلقاء كلمة أمام طلابها وسط لندن أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت زعيمة المعارضة في ميانمار، أونغ سان سو تشي، أمس، زيارة تستغرق أسبوعا إلى بريطانيا مثقلة بالذكريات، حيث تحتفل بعيد ميلادها الـ67 في أكسفورد، حيث درست والتقت زوجها ووالد ابنيها. وتأتي الزيارة في إطار جولة أوروبية تستغرق 17 يوما شديدة الرمزية علما بأنها الأولى بعد 24 عاما أمضتها «سيدة رانغون» مسجونة في ميانمار أغلبها قيد الإقامة الجبرية.

وفي الزيارة الأولى إلى أوروبا منذ عام 1988 اختارت رمز مقاومة السلطة العسكرية في ميانمار، العودة إلى حيث أمضت أيام شبابها في أكسفورد، حيث تابعت دراسة العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد بين 1964 و1967 وعاشت مع مايكل إريس واقترنت به عام 1972 ليصبح والد ابنيها ألكسندر وكيم. وقبل العودة إلى هذا المكان المثقل بالذكريات وصلت سو تشي صباح أمس إلى «كلية لندن للاقتصاد» للمشاركة في مؤتمر حول دولة القانون. وبعد الظهر، نظم اجتماع خاص بمناسبة عيد ميلادها. وقالت المعارضة مؤخرا لـ«بي بي سي»: «آمل ألا يكون مطبوعا بالحزن. أريد رؤية أصدقاء قدماء وأماكن كنت سعيدة فيها».

وعادت سو تشي إلى ميانمار في عام 1988 لتسهر على والدتها المريضة قبل وضعها قيد الإقامة الجبرية، وأمضت عقدين من العزلة بعيدة عن ابنيها اللذين بقيا مع والدهما الخبير في شؤون التيبت في بريطانيا. وخوفا من منع السلطة العسكرية عودتها إلى ميانمار اختارت المكوث في رانغون على الرغم من وفاة زوجها نتيجة سرطان البروستات عام 1999.

وسيكون في استقبال أونغ سانغ سو تشي في أكسفورد رئيس الجامعة وحاكم هونغ كونغ السابق كريس باتن. وتتلقى سو تشي اليوم (الأربعاء) في أكسفورد شهادة دكتوراه فخرية في القانون، وستلقي كلمة في الجامعة المثقلة بالتاريخ وبالذكريات الخاصة معا. ويوم غد (الخميس)، ستخاطب سو تشي البرلمان في لندن وهو شرف نادر يمنح لمسؤول أجنبي. وتلتقي في اليوم نفسه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والأمير تشارلز ثم نائب رئيس الوزراء نيك كليغ في الأسبوع المقبل قبل المغادرة إلى فرنسا.

ومساء أول من أمس، أقيم حفل على شرفها في دبلن، حيث قدم إليها المغني بونو جائزة منظمة العفو الدولية لنضالها من أجل حقوق الإنسان. وأفرج عن سو تشي عام 2010 ثم انتخبت نائبة قبل أن تتلقى دعوة لزيارة المملكة المتحدة وجهها كاميرون وهو أول رئيس حكومة غربي يزور ميانمار منذ الانقلاب العسكري عام 1962. وبدأت جولتها التاريخية الأوروبية في 13 يونيو (حزيران) الحالي في سويسرا، ثم زارت النرويج وآيرلندا. وبريطانيا هي المحطة الرابعة في الرحلة التي تنتهي بزيارة فرنسا بين 26 و29 يونيو.