محامي الرئيس السابق لـ «الشرق الأوسط»: الحالة الصحية لمبارك في تحسن «نسبي»

15 طبيبا يشرفون على علاجه.. ودعوى قضائية تطالب بالإفراج الصحي عنه

صورة أرشيفية لنقل الرئيس السابق حسني مبارك أثناء إجراءات محاكمته في يناير الماضي (أ.ب)
TT

وسط حالة من الغموض والسرية تحيط بالموقف الصحي للرئيس السابق حسني مبارك، وتضارب الأنباء الواردة من مستشفى المعادي العسكري الذي يتواجد به حاليا، بين كونه لا يزال على قيد الحياة مع تدهور صحته ودخوله في غيبوبة وبين شائعات وفاته إكلينيكيا، قال يسري عبد الرازق، رئيس هيئة المتطوعين للدفاع عن مبارك لـ«الشرق الأوسط» إن «الحالة الصحية للرئيس السابق في تحسن نسبي وتقترب من الاستقرار بعد أن تجاوب مع العلاج الطبي أمس، لكنها لم تستقر بشكل كامل».

ونفى عبد الرازق شائعات الوفاة الإكلينيكية لمبارك التي روجت لها وسائل الإعلام المحلية، مشيرا إلى أن طبيعة الحالة الصحية لمبارك هي أنه يتعرض بشكل يومي لأزمات صحية والدخول في غيبوبة، مرجعا تدهور حالة مبارك نتيجة إلى «الوضع الطبي السيئ في مستشفى سجن طرة»، على حد قوله.

وأكد عبد الرازق على وصول فريق طبي مكون من 15 طبيبا من أساتذة القلب والمخ والأوعية الدموية صباح أمس إلى المستشفى العسكري بالمعادي للإشراف على الحالة الصحية لمبارك، وهو الفريق الذي كان يعالج مبارك بالمركز الطبي العالمي الذي مكث به 10 أشهر خلال محاكمته في قضية قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. ليصبح الفريق الطبي المعالج له مكونا من أطباء مستشفى طرة ومستشفى المعادي والمركز الطبي العالمي.

وجدد عبد الرازق مطالبته بالإفراج الصحي العاجل عن مبارك وفقا للقانون؛ نظرا لظروفه الصحية المتدهورة، لافتا إلى دعواه القضائية أمام محكمة القضاء الإداري التي طالب فيها بإصدار حكم قضائي بإلزام كل من النائب العام ووزير الداخلية ورئيس مصلحة السجون بالإفراج الصحي عن الرئيس السابق طبقا للمادة 36 من قانون السجون، مشيرا إلى أنه سيطلب عقد جلسة عاجلة للفصل في الدعوى.

وعاد الرئيس المصري السابق إلى دائرة اهتمام المصريين والعالم، بعدما تم نقله أول من أمس إلى مستشفى المعادي وسط حراسة مشددة من مستشفى سجن طرة الذي يقضي فيه عقوبة السجن المؤبد الصادر بحقه، وذلك بعد إصابته بجلطة بالمخ وتدهور حالته الصحية حيث تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي وعمل صدمات كهربائية على فترات متفاوتة لإنعاش القلب والأعضاء الحيوية.

وأعلن المستشفى، أمس الأربعاء حالة الطوارئ، حيث استعان بقوات تأمين إضافية لتنظيم حركة الدخول والخروج بالمستشفى ومنع حدوث أي ارتباك يؤثر على باقي المرضى. فيما لم يخرج أي مسؤول بالمستشفى للإدلاء بأي تصريحات لوسائل لإعلام المحلية أو الدولية، وقد شهدت المنطقة المواجهة للمستشفى تواجدا مكثفا لها، بعد أن منعت من دخول المستشفى لمتابعة الحالة الصحية للرئيس السابق، كما تواجد أمام المستشفى عدد قليل من أنصار الرئيس السابق الذين قالوا: إنهم جاءوا ليروا مبارك ويطمئنوا على صحته.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن رئيس هيئة المتطوعين للدفاع عن مبارك، أن الرئيس السابق سقط في حمام مستشفى سجن طرة، وهو ما أدى إلى تجمع دموي في الرقبة، وأنه نقل إلى مستشفى المعادي في الخامسة من مساء الثلاثاء قبل الإعلان عن ذلك.

فيما نقلت مصادر إعلامية أمس من مصادر خاصة داخل المستشفى أن سوزان ثابت (زوجة مبارك) طلبت المبيت بغرفة مجاورة لزوجها، وهو ما تم بالفعل، كما تواجدت معه على مدار ساعات أمس وقد سمح لها الأطباء بالمستشفى بالتواجد معه نظرا لخطورة حالته الصحية، وقالت المصادر إن سوزان لم تكف عن البكاء منذ أن وصلت للمستشفى مساء الثلاثاء، وطلبت من المحيطين بها أن يسمحوا لنجليها علاء وجمال للحضور بجوار والدهما في هذه المحنة.

من جهتها، رفضت مصلحة السجون السماح لنجلي مبارك علاء وجمال بالذهاب مع والدهما إلى مستشفى المعادي العسكري، بعد أن طلبا ذلك نظرا لخطورة حالة والدهما، وكون ذلك مخالفة حيث إنه لا يجوز نقلهما قانونا، لأنهما لا يتمتعان بالصفة العسكرية التي تستوجب تواجدهما بالمستشفى العسكري. كما تم إعادتهما إلى سجن ملحق المزرعة، الذي تم نقل جمال مبارك منه بناء على توصية الطاقم الطبي المشرف على علاج مبارك بضرورة وجود مرافق له داخل محبسه بغرفة العناية الفائقة بمستشفى سجن المزرعة، ثم وافقت مصلحة السجون عقب ذلك على طلب مبارك بنقل نجله علاء أيضا من محبسه بسجن ملحق المزرعة إلى سجن المزرعة ليكون بجواره.