مصر: انتشار قوات الأمن استعدادا لإعلان اسم الرئيس الجديد

تهديدات بمظاهرات تعم المدن ودبابات الجيش تؤمِّن قصر الرئاسة

متظاهرون ضد الإعلان الدستوري المكمل بميدان التحرير أمس (إ.ب.أ)
TT

هددت القوى الإسلامية بمظاهرات تعم الميادين المصرية في حال استمرار ما سمته «تكويش» المجلس الأعلى للقوات المسلحة على السلطة، فيما وجد العديد من دبابات الجيش أمام قصر الرئاسة ضمن خطة انتشار للقوات العسكرية والشرطية استعدادا لإعلان اسم الحاكم الجديد المتوقع اليوم (الخميس). ووسط استعدادات أمنية مشددة من الجيش واستنفار بين القوى السياسية والثورية في البلاد، يترقب ملايين المصريين إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية اسم الفائز بمنصب الرئيس، بين المرشحين الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق المرشح المستقل الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

وتم نشر الدبابات والمدرعات والفرق العسكرية حول عدد من المدن أهمها القاهرة التي شوهدت فيها قوات من الجيش في المناطق الحيوية، ومنها قصر الرئاسة وحلوان جنوبا وشبرا شمالا وعلى المحاور الغربية للعاصمة. وتأتي هذه التطورات في ظل استقطاب وتحد من جانب قوى تيار الإسلام السياسي وبعض القوى الثورية للسلطات القضائية التي حكمت بحل البرلمان، وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ سقوط نظام مبارك مطلع العام الماضي.

وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس إن التقارير التي تلقتها غرف العمليات خلال الأيام الماضية تشير إلى احتمال قيام الفريق الخاسر في الانتخابات باحتجاجات؛ قد تصل إلى حد «الاضطرابات التي يمكن أن تكون عنيفة»، خاصة من جانب التيار الإسلامي، أو وقوع اشتباكات بين أنصار مرسي وشفيق.

وأضافت المصادر أن قيادات من الإخوان والسلفيين يشعرون بخسارة المكاسب التي كانوا حصلوا عليها سريعا بعد انتهاء حكم مبارك، ومنها مجلس الشعب الذي تم حله وجمعية تأسيس الدستور التي تقلصت أهميتها، مشيرا إلى أن التقارير الأمنية تقول إن التيار الإسلامي يرى في فوز أو فشل مرسي قضية «حياة أو موت».

ووفقا للمصادر الأمنية نفسها، فقد صدرت تعليمات مباشرة لقطاعات اقتصادية واستراتيجية مهمة، تابعة للقطاعين الخاص والعام في الدولة، إما بالتوقف عن العمل بداية من اليوم (الخميس)، بالنسبة للبعض، أو الاستمرار في العمل للبعض الآخر، مع أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر من مغبة وقوع أعمال عنف غير محسوبة النتائج.

وقالت مصادر أمنية مطلعة في عدة محافظات استراتيجية وحدودية إن قوات من الجيش والشرطة بدأت في الانتشار بشكل كثيف منذ فجر يوم أمس. وأضافت المصادر أن الشرطة والجيش دفعا بقوات كبيرة وتعزيزات أمنية على طول الشريط الملاحي لقناة السويس، وكذلك في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود المصرية مع غزة وإسرائيل، إضافة إلى تعزيزات أمنية كبيرة وانتشار لقوات من الجيش والشرطة في كمائن الطرق الثابتة والمتحركة وعلى نفق الشهيد أحمد حمدي وجميع مداخل ومخارج سيناء.

وأضافت المصادر أن الإجراءات الأمنية تشمل تعزيز الوجود الأمني حول المبنى الرئيسي لإدارة قناة السويس بالإسماعيلية، إضافة إلى مبنى الإرشاد عند المدخل الجنوبي للقناة على البحر الأحمر بالسويس، ومبنى القبة ببورسعيد عند المدخل الشمالي. وقال مسؤول بهيئة قناة السويس إن كل هذه الإجراءات احترازية وأنه لا يوجد أي تهديد مباشر لقناة السويس.

وأعلن اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس، قيام ثلاثة آلاف جندي من القوات المشتركة للجيش والشرطة بالسويس بتأمين المحافظة ومنشآتها اليوم (الخميس)، حيث يتوقع إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لنتائج انتخابات جولة الإعادة.

وهددت جماعة الإخوان المسلمين وقوى التيار السلفي بالنزول إلى الشوارع في حال عدم استجابة المجلس العسكري لمطالبهما، وكذا في حالة الإعلان عن فوز شفيق اليوم، بالقول إنهما ستعتصمان سلميا وتستمران في الاحتجاج في الميادين إلى أن تعلن النتيجة الحقيقية وهي «فوز مرسي»، وأن يتراجع المجلس العسكري عن الصلاحيات التي منحها لنفسه مع إعادة فتح البرلمان، وذلك رغم صدور قرار من المحكمة الدستورية بحله الأسبوع الماضي.

وقال حسين محمد إبراهيم، زعيم الأغلبية عن حزب الحرية والعدالة في البرلمان المنحل، بخصوص ما تقرر من جانب الحزب بخصوص حل مجلس الشعب إن كل الخيارات مطروحة.. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «السيناريوهات كلها مفتوحة». بينما أوضح عبد العليم داود، وكيل البرلمان المنحل، إنه يوجد اتفاق بين نواب حزبي النور والأصالة السلفيين والحرية والعدالة الإخواني وحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية والوفد الليبرالي وعدد من المستقلين على رفض حكم الدستورية بحل البرلمان، والبحث عن مخرج، مثل عقد الجلسات خارج مقر مجلس الشعب.

وفي صعيد مصر قال أمين حزب الحرية والعدالة الإخواني بمحافظة سوهاج، الدكتور محمد المصري، إن اليوم (الخميس) سيكون بداية اعتصام مفتوح لكافة محافظات الجمهورية في ميدان التحرير بالقاهرة، وسوف يتم عمل خيمة تضم كل محافظة على حدة، وذلك تنفيذا لتعليمات قد صدرت بالاعتصام في حالة فوز الفريق شفيق.

وأضاف المصري وفقا لموقع «اليوم السابع» على الإنترنت أن «الاعتصام سيكون سلميا، ولن يتم الاصطدام بعناصر الجيش، وفي حال إعلان النتيجة في صالح الفريق شفيق سوف يستمر الاعتصام حتى إظهار النتيجة الحقيقية وهي فوز الدكتور مرسي، طبقا لما حصلنا عليه من كشوف من أعداد إجمالية لأصوات الناخبين الذين اختاروا مرسي رئيسا لمصر، وأننا نحذر من التحايل والتلاعب بمقدرات هذا الشعب».

ولوحظ أمس توافد أعداد من المتظاهرين، المنتمي أغلبهم لتيارات الإسلام السياسي، إلى ميدان التحرير بالقاهرة، خاصة بعد أن دعا الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل (الذي لم يتمكن من خوض سباق الرئاسة لموانع قانونية) أنصاره والائتلافات الثورية في ميدان التحرير إلى الاعتصام في الميدان حتى إجبار المجلس العسكري على الانصياع لمطالب الميدان، ووصف المجلس العسكري بـ«الخصوم».

وأضاف أبو إسماعيل وسط حشود من أنصاره في التحرير: «لنا خصوم هم الذين يتولون اليوم السلطة في مصر، وهؤلاء خصوم للشعب». وأضاف أن اليوم «يوجد متغير أساسي، حيث إن المجلس العسكري أصدر الإعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان، وهو يعرف كيف يمكن أن يواجه غضب الشارع». وتابع قائلا إن «المجلس العسكري بدأ يدوس على رقابنا»، من خلال إصدار المزيد من القوانين والقرارات، «لأننا لم نتحرك بما فيه الكفاية».

وقال أبو إسماعيل: «أنا متمسك أن يحلف الدكتور محمد مرسي اليمين أمام مجلس الشعب (المنحل)»، مشيرا إلى أن ما تم الإعلان عنه من نشاط لتنظيم القاعدة في سيناء وعمليات تهريب أسلحة إلى داخل البلاد، بأنها ألاعيب. وأوضح: «الآن بدأت الألاعيب.. (يقولون) فيه تحركات في سيناء وفيه تحركات لـ(القاعدة) وضبطنا في البحيرة قواعد صواريخ. كل هذا الكلام كان موضة قديمة انتهت». وتابع قائلا: «لو تلقينا الاستشهاد في سبيل الله فسنذهب إلى الله كراما ولو قبلنا الهوان فلا يتكلمن أحد عن مهانة أصابته».