مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: لتحرس مصر حدودها

قلق إسرائيلي من تعرضها لهجمات من سيناء

TT

بسبب غياب هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، في قمة الدول العشرين في المكسيك، ثم سفرها غدا إلى البرازيل لقمة نظافة البيئة، تأجل اجتماعها مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات حتى مساء أمس.. وذلك في الوقت الذي تظهر فيه إسرائيل قلقا من تعرضها لهجمات، ليس فقط من غزة، ولكن من سيناء المصرية أيضا، وهو ما عقب عليه مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن «النقطة المنطقية الأولى هي أن تحرس كل دولة حدودها حتى لا يتعدى أحد على الدولة المجاورة، سواء كان ذلك اعتداء حكوميا أو فرديا»، وأضاف: «طبعا، نحن نفهم قلق الإسرائيليين من أي هجمات عليها من سيناء بعد سنوات آمنة تمتد إلى اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.. ونحن نريد أن يستمر الهدوء».

وبالنسبة لقلق إسرائيل من زيادة النفوذ الإسلامي في مصر بعد إسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، رفض المسؤول الحديث عن علاقة بين الحدثين، وقال: «نحن نؤيد العملية الديمقراطية في مصر، وأيضا نؤيد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ولا نرى في ذلك أي تناقض».

وبالنسبة لتقارير إخبارية بأن إسرائيل تريد ضمانات أميركية لاستمرار الهدوء على الحدود المصرية؛ إذا سيطر الإسلاميون على الحكم في مصر، قال المسؤول: «اتفاقية كامب ديفيد نفسها فيها إشارات واضحة إلى مسؤولية الجانبين، ومسؤولية الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، لضمان تنفيذها واستمرار ذلك التنفيذ». ورفض المسؤول أن يعلن عن ضمانات أميركية جديدة، وقال: إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كررا مرات كثيرة التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل.

وأشار المسؤول إلى بيان الخارجية الأميركية، أول من أمس، بأن الولايات المتحدة تدين أعمال العنف والهجمات سواء من غزة أو من سيناء. وقال البيان: «تدين الولايات المتحدة الهجمات القاتلة، والهجمات الإرهابية على المدنيين في إسرائيل من سيناء. وتدين جميع أعمال الإرهاب بأقوى العبارات. وتتقدم بخالص تعازيها للضحايا، وأسرهم، وأحبائهم».

وأضاف البيان: «ما زلنا نشعر بالقلق إزاء الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء، وندعو إلى ضبط النفس من جميع الأطراف. وبشكل أعم، نحن نشجع الحكومة المصرية على إيجاد حل دائم لمسألة الأمن في سيناء».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه ليس سهلا الربط بين هجوم سيناء أول من أمس وإعلان الإخوان المسلمين في مصر فوز مرشحهم محمد مرسي برئاسة الجمهورية.. لكن، يفهم المسؤولون الأميركيون، وهم نفسهم قلقون، قلق الإسرائيليين على تدهور الأحوال الأمنية في سيناء منذ الإطاحة بمبارك، وبسبب استمرار عدم اليقين السياسي، واحتمالات عنف على نطاق واسع في مصر. وأشارت المصادر إلى تصريحات من قادة إسلاميين في مصر بأنهم سينزلون إلى الشوارع إذا أعلنت لجنة الانتخابات العليا سقوط المرشح الإسلامي مرسي.

وأشارت المصادر إلى أن اتفاقية كامب ديفيد، التي بلغ عمرها 33 سنة، ظلت حجر زاوية، ليس فقط في العلاقات المصرية الإسرائيلية، ولكن أيضا في الاستقرار الإقليمي، وفي السياسة الأميركية في المنطقة. وأن كلا من مصر وإسرائيل ظلتا تستفيدان بنعمة اقتصادية بفضل المساعدات الأميركية السخية لهما بعد التوقيع على الاتفاقية.

ولا تتوقع هذه المصادر انسحاب مصر من الاتفاقية في أي وقت قريب، حتى في ظل إدارة الإخوان المسلمين (وهم، تقليديا، معادون للدولة اليهودية)، رغم أنهم - في الوقت الحاضر - يركزون على مواجهة المجلس العسكري الذي يبدو أنه لا يريد التنازل عن الحكم. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل «ظلت صامتة إلى حد كبير» خلال انتقال مصر من الديكتاتورية إلى الديمقراطية. وإلى تقارير إخبارية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمر وزراءه بعدم التحدث علنا عن الحالة في مصر خوفا من تفاقم ردود الفعل، وخاصة مع زيادة القلق العام في إسرائيل. وبأنه، في نفس الوقت، يرفض تدخلا مباشرا على الحدود مع مصر.. وطلب، بوسائل دبلوماسية، من المسؤولين المصريين، حماية الحدود في سيناء. وكانت الخارجية الأميركية، خلال الشهور القليلة الماضية، أصدرت عدة بيانات تدين الهجمات على إسرائيل. ومنها بيان أدان، في أغسطس (آب) الماضي، قتل ثمانية إسرائيليين في هجوم عبر الحدود من قطاع غزة. وأيضا بيان في الأسبوع الماضي أدان إطلاق صاروخين من سيناء.. وكانت الحكومة المصرية نفت حدوث الهجوم.