حماه وريفها في مرمى النيران

مدنيون عالقون تحت القصف

TT

يؤكد ناشطون من مدينة حماه أن ما تتعرض له المدينة منذ يومين من حيث ارتفاع وتيرة العنف والقصف والاشتباكات لم تشهد له مثيلا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) 2011.

وقال الناشط سامر الحسين الموجود في حي جنوب الملعب في حماه لـ«آفاز»: «لا أعرف ما الذي يجري في الخارج ولكن الدبابات خارج منزلي، أسمعها تقصف وكأنها تستهدف البيوت. جميع سكان البناية في القبو الآن خوفا من القصف ولا نعلم ما ستؤول إليه الأمور، الناس متخوفة من أن ترتكب مجازر بحقنا».

وتتحدث منظمة «آفاز» الحقوقية عن تعرض أحياء جنوب الملعب والأربعين ومشاع الأربعين لقصف شديد ومتواصل منذ غروب يوم أول من أمس، وسط اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والجيش النظامي. وتنقل المنظمة عن أحد الناشطين قوله: «مدينة حماه لم تشهد ساعات عصيبة كالتي تعيشها منذ يوم أمس. إذ بدأت الاشتباكات في وقت متأخر من يوم الثلاثاء تخللها قصف على حي جنوب الملعب والأربعين ومشاعه، ليعود القصف ويهدأ ليلا وتصبح الاشتباكات متقطعة. ولكن عند الساعة 3:40 صباحا، عادت الاشتباكات مجددا، وعاد القصف العنيف على الحي واستقدم الجيش تعزيزات أمنية وعسكرية وأغلق محيط حي جنوب الملعب والأربعين بشكل كامل».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه وبالتفصيل كيفية تصاعد وتيرة العنف في حماه، لافتا إلى أنه وصباح يوم الثلاثاء «بدأت قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل في حي التعاونية فتصدى لها الجيش الحر لتنتقل الاشتباكات بعدها من حي إلى آخر»، وأضاف: «بعدها، دخلت الدبابات لحي جنوب الملعب وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل المدنيين ما أدى لسقوط 7 شهداء وعدد كبير من الجرحى حالات بعضهم خطرة».

وأوضح الحموي أن «قوات الأمن نفذت بالأمس حملة عسكرية واسعة وخاصة في حي جنوب الملعب»، مشيرا إلى «استراتيجية تتبعها هذه القوات بتقطيع أواصل المدينة وبإقامة حواجز في كل حي»، وقال: «الوضع في حماه وريفها ينتقل من سيئ لأسوأ علما بأن الجيش السوري الحر لا يشتبك مع قوات الأمن إلا إذا تعرضت للمظاهرات أو قامت بمداهمة المنازل». وبالتزامن، تحدثت مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عن انشقاق 4 عناصر في حماه نتيجة الحملة التي تشنها قوات الأمن منذ يومين.

بدوره قال أبو يوسف وهو أحد المدنيين المحاصرين تحت القصف: «نحن الآن محاصرون هنا، لا نستطيع الخروج حتى إلى شرفة المنزل، ولا نعلم ما الذي يجري في الخارج تحديدا، ولا نسمع سوى أصوات إطلاق نار وانفجارات»، وأضاف: «حين بدأت الاشتباكات يوم أمس كنا نعتقد أنها ستتوقف كالعادة بعد قليل، وبالفعل هدأت وتيرتها ليلا، حينها بدأ الناس يخلون بيوتهم وخاصة العائلات التي تقطن في الجهة الغربية للحي في الشوارع المطلة على حواجز الجيش والمشفى الوطني ومنطقة الضاحية. حاولنا وقتها أنا وعائلتي النزوح لكننا لم نستطع إيجاد سيارة. بعد قليل أغلق الجيش والأمن جميع المخارج والمداخل من وإلى الحي، كنت قد استطعت تأمين سيارة وحاولنا الخروج ولكننا تعرضنا لإطلاق النار فاضطررنا إلى العودة».

ويكشف ناشطون من حماه، أنه «وعند أذان الفجر (يوم الأربعاء) نفذ عناصر الجيش الحر هجمات عدة على قوات الجيش والأمن التي تحاصر الحي، في محاولة لفك الحصار وتخفيف الضغط عن الأهالي، فاندلعت الاشتباكات مجددا وعاد الجيش إلى قصف جنوب الملعب بشكل عنيف».