أوباما يفشل في تغيير موقف موسكو وبكين المساند للأسد

البيت الأبيض: مباحثات أميركية ـ تركية لتسهيل مرحلة انتقال سياسي ينهي العنف في سوريا

TT

انتهت قمة مجموعة دول العشرين في منتجع لوس كابوس المكسيكي دو أن يتغير موقف كل من روسيا والصين تجاه الأزمة السورية. ومع تشدد الموقف الروسي والصيني، التفتت الإدارة الأميركية إلى حليفها التركي، حيث تباحث الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش القمة، تداعيات الوضع في سوريا، وأكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي ينهي العنف في سوريا. وقال بيان صدر عن البيت الأبيض «إن الزعيمين تباحثا في أهمية تسهيل مرحلة انتقالية سياسية في سوريا تضع حدا لأعمال العنف الدامية وتنهي إراقة الدماء، وتؤدي إلى حكومة تلبي تطلعات الشعب السوري». ويعد أردوغان حليفا رئيسيا لأوباما خلال السنوات الـ3 الماضية مند توليه مهام منصبه، وقد التقى أوباما وأردوغان عدة مرات وتحدثا هاتفيا بشكل متكرر لمناقشة مختلف أزمات الشرق الأوسط.

وقبل ختام القمة عقد أوباما محادثات حول الوضع السوري ضمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورغم محاولات الرئيس أوباما إظهار نوع من الاتفاق والتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا حول المواقف المشتركة من نبذ العنف وضرورة التوصل إلى حل سياسي للازمة، فإنه اضطر للإقرار بأن روسيا والصين لا تزالان ترفضان الالتزام بموقف دولي للإطاحة بنظام بشار الأسد. وقال أوباما مساء أول من أمس، الثلاثاء: «لا أعتقد أننا بوسعنا القول في هذه المرحلة إن روسيا والصين انضمتا إلى صفنا».

وبعد لقاءات ساخنة بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الماضي، ولقاء مع نظيره الصيني هو جينتاو، أول من أمس، الثلاثاء، اعترف أوباما بأنه فشل في تحقيق اختراق لموقف روسيا والصين اللتين تحميان الأسد من تشديد عقوبات من مجلس الأمن، وقال أوباما: «إن موسكو وبكين تقران بأن الوضع الحالي في سوريا خطير، وأنه لا يخدم مصالحهما، وكل من الدولتين ليس راضيا عن المجازر الأخيرة في سوريا»، ولمح أوباما إلى أن العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا وتحفظ الصين إزاء التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى يعوق التوصل إلى تسوية سلمية للازمة السورية، حيث يتشدد الرئيس الروسي في موقفة الرافض لأي تدخل غربي في تغيير النظام.

وأضاف الرئيس الأميركي أن روسيا والصين لم تؤيد أي خطط لإزالة الأسد من السلطة، لكنهما يدركان مخاطر نشوب حرب أهلية شاملة في البلاد. وشدد أوباما على أن الرئيس الأسد فقد كل الشرعية ومن المستحيل تصور أي حل لوقف العنف في سوريا في ظل بقاء الأسد في السلطة.

وترفض موسكو المشاركة في اجتماعات مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم 16 دولة، إضافة إلى المعارضة السورية، بينما ترفض واشنطن مشاركة إيران في الاجتماع المقترح الذي تتبناه موسكو والمبعوث الأممي والعربي كوفي أنان لمجموعة اتصال تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية ومشاركة الدول المعنية ومنها السعودية وقطر وإيران. وقد أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس، الثلاثاء، إلى نقاط توافق عدة بين موسكو وواشنطن، واعتبر أنه يتعين على جميع الدول الجلوس إلى طاولة مفاوضات، وإعداد خطة مسبقة من أجل التوصل لحل في الأزمة السورية عبر التفاوض، رافضا أي تدخل أجنبي، وقال: «لا أحد يحق له أن يقرر بالنيابة عن دول أخرى من يجب أن يتولي الحكم فيها»، وأضاف: «تغيير النظام ليس المهم بل المهم هو أنه بعد تغيير النظام بشكل دستوري يجب وضع حد لأعمال العنف وإحلال السلام في البلاد».

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن روسيا تلعب دورا لتسهيل المرحلة الانتقالية، موضحا أنه توصل إلى هذا الاستنتاج خلال لقائه مع بوتين في باريس، وبعد اللقاء بين أوباما وبوتين، يوم الاثنين. وقال هولاند في مؤتمر صحافي في ختام القمة: «إن روسيا تلعب دورا مهما من أجل البدء في العملية الانتقالية»، وأضاف: «إن الذين يذبحون شعبهم حاليا لا يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا، وعلينا أن نزيد من ضغط العقوبات، وإعطاء مهمة لبعثة المراقبين تختلف عن المهمة الحالية، وإيجاد حل سياسي يقوم على رحيل الأسد».

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه يعتقد أن وجهة نظر الرئيس الروسي بوتين قد تغيرت بعد محادثاته مع الرئيس أوباما، وأن المحادثات تتركز الآن على المرحلة الانتقالية، وقال كاميرون للصحافيين: «تزال هناك خلافات حول تسلسل وشكل لكيفية الانتقال، ولكنه أمر مرحب به أن الرئيس بوتين كان من الواضح أنه لا يريد بقاء في الأسد في سوريا، وما نحتاج إليه هو الاتفاق على القيادة الانتقالية التي يمكن أن تدفع سوريا إلى مستقبل ديمقراطي يحمي حقوق جميع طوائفها»، وحذر كاميرون من الوقت بدا ينفد لوضع حد للعنف في سوريا.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ستقوم بزيارة رسمية في 28 من الشهر الحالي لموسكو لمناقشة مجموعة من الملفات أهمها الملف السوري.