الجيش الجزائري يقتل 5 مسلحين من «القاعدة» في كمين شرق العاصمة

وفد من «أنصار الدين» يبحث بالجزائر تحرير الدبلوماسيين الـ6 من مالي

TT

بينما قتل الجيش الجزائري خمسة مسلحين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بولاية تيزي ووزو (110 كلم شرق العاصمة)، التقى وفد من «جماعة أنصار الدين» المالية الطرقية، القريبة من «القاعدة»، بالجزائر أمس، مع مسؤولين بأجهزة الأمن لبحث تحرير ستة دبلوماسيين جزائريين محتجزين بالساحل.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن «مصدر أمني» أن «وحدة تابعة للجيش الوطني الشعبي تمكنت مساء الثلاثاء الماضي، من القضاء على خمسة إرهابيين في ولاية تيزي ووزو وألقت القبض على إرهابي سادس»، وأوضح أن العملية الأمنية «تمت في إطار كمين نصب للإرهابيين على مستوى المكان المسمى تاخوخت على الطريق المؤدي إلى بلدية واضية».

وأضاف المصدر نفسه أن عشرة إسلاميين مسلحين كانوا بداخل حافلة صغيرة، عندما فاجأهم الجيش بإطلاق النار عليهم، مشيرا إلى أن الحافلة سقطت في منحدر بعد العملية. لكن «المصدر الأمني» لم يوضح مصير المسلحين الأربعة الآخرين، ويرجح أنهم نجحوا في الفرار بالمنطقة التي تحيط بها الغابات من كل جانب. وتابع: «البحث عن باقي الإرهابيين تواصل اليوم (أمس) الأربعاء. ويحتمل أن يكون هؤلاء الإرهابيون ينتمون إلى المجموعة التي هاجمت الجمعة الماضي مركز الأمن بواسيف»، في إشارة إلى هجوم نفذه مسلحون من «القاعدة»، استهدف مبنى لرجال الأمن ليلة الجمعة الماضي أسفر عن مقتل ضابطين من جهاز الشرطة.

واندلع اشتباك مسلح عنيف بين الجماعة المسلحة والقوة العسكرية لساعتين كاملتين، حسب رواية أحد سكان المنطقة تحدثت إليه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف. واستعاد الجيش عدة قطع من الأسلحة من نوع «كلاشنيكوف» بعد الكمين. ولم تعرف أسماء المسلحين الذين سقطوا في كمين الجيش. أما عن ظروف العملية، فتقول مصادر أمنية إن أحد رفاقهم أبلغ عنهم أجهزة الأمن، بإعطائها معلومات دقيقة عن الطرق التي سيسلكونها، وتوقيت خروجهم من معقلهم. وقد حدثت عملية شبيهة إلى حد كبير بعملية أول من أمس، قبل أربع سنوات، عندما فتح الجيش نيرانه على حافلة كان بداخلها 18 مسلحا قتلوا جميعا. وفي سياق متصل، يوجد بالجزائر منذ أمس وفد من «جماعة أنصار الدين» الطرقية المالية، لبحث تطورات الوضع في شمال مالي، الذي تسيطر عليه الجماعة ومسلحو «حركة تحرير الأزواد» التي أعلنت قيام دولة منفصلة عن السلطة المركزية في مالي. وأفاد مصدر مهتم بـ«الزيارة» في اتصال به، أن الوفد التقى بمسؤولين في الأمن الجزائري، وبحث معهم أزمة الدبلوماسيين الجزائريين الرهائن لدى «حركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا»، المنشقة عن «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وخطفت «الحركة» قنصل الجزائر في غاوو (شمال مالي) بوعلام سياس، وخمسة من مساعديه، مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وطالبت بفدية قيمتها 15 مليون يورو مقابل الإفراج عنهم. وتحتجز الحركة أيضا ثلاثة رعايا أوروبيين، اختطفتهم من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتطالب بـ30 مليون يورو نظير الإفراج عنهم. وذكر المصدر أن وفد «أنصار الدين»، الذي يقوده الإسلامي الطرقي إياد آغ غالي، تعهد للجزائريين ببذل كل جهده لإقناع الخاطفين بفك أسر الرهائن الستة، وأن ما يتمناه هو أن لا تعارض الجزائر سعيه لتطبيق الشريعة الإسلامية بـ«حذافيرها» في مناطق شمال مالي وهي: غاوو، وكيدال، وتومبوكتو التي تسكنها أغلبية طرقية.