«الانتقالي الليبي» يحذر من تآمر أنصار القذافي لضرب الاستقرار قبل الانتخابات البرلمانية

مسؤول عسكري: منح أولوية في شراء السلاح للدول التي ساهمت في دعم الثورة

TT

ألقى المجلس الانتقالي في ليبيا باللوم على أنصار العقيد الراحل معمر القذافي وحملهم مسؤولية الاشتباكات القبلية التي جرت مؤخرا في المناطق الجنوبية والغربية من البلاد. وبينما أعلن أمس أنه تم التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في مناطق مزدة والزنتان (غرب)، حذر المجلس في بيان له عقب اجتماع عقده مساء أول من أمس في طرابلس مما وصفه بـ«تآمر المتكالبين» الكارهين لأمن الوطن واستقراره عن طريق إثارة المواجهات الدموية بين أبناء المناطق، والتحريض على الاعتداء على مؤسسات الدولة العامة والإساءة لهيبتها، إلى جانب الممولين للعصيان المدني بمرافق الدولة ومناصبها الحكومية، والعاملين على نشر الفتنة والفوضى بالمال والسلاح لهز سيادة الدولة، وكذلك الذين يحملون السلاح خارج الشرعية القانونية لتعطيل قيام الجيش والأمن والقضاء بواجباته.

وجدد المجلس دعوته للشعب الليبي بالتمسك بالوحدة الوطنية وتجسيد روح الوئام والتعاضد والوطنية العالية التي لمسها العالم فيه من خلال نُصرته لثورة 17 فبراير (شباط) 2011، مطالبا بنبذ الفرقة والخلاف في مرحلة دقيقة وحاسمة من تاريخ ليبيا. واعتبر المجلس أن استكمال الاستعدادات لخوض أول انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا في 7 يوليو (تموز) المقبل، هو «أول تتويج لجهاد واستشهاد الآباء والأجداد وتضحيات الأبناء من أجيال هذا الزمان التي أذهلت العالم»، مطالبا بحشد الهمم لإنجاح هذه الانتخابات التي وصفها بـ«العرس الوطني» الذي ترقبه عيون العالم.

وأعرب المجلس الانتقالي عن ثقته في يقظة الليبيين وتمسكهم بقيمهم وحرصهم على تعظيم دماء الشهداء، والعمل على جعل هذه الانتخابات نموذجية رغم ما يحيط بالوطن من تحديات.

ودعا المجلس في بيانه الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، والذي تلاه صالح درهوب، الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، رئيس الحكومة الانتقالية ووزيري الدفاع والداخلية ورئيس الأركان والثوار، إلى بذل ما بوسعهم لتأمين الحملة الانتخابية والإعلامية للمرشحين وسلامة يوم الانتخابات.

إلى ذلك، أعلنت مصادر حكومية ليبية عن توصل لجنة حكماء ليبيا ولجان قبيلتي قنطرار والمشاشية (غرب) إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس. وتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار ووضع مستشفى مزدة تحت لجنة إشراف محايدة تتولى علاج طرفي الأحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة مؤخرا، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ودعا الاتفاق الجيش الموالي للمجلس الانتقالي إلى الدخول إلى مزدة والإشراف على وضع آلية لوقف إطلاق النار والتعامل مع مصادر النيران التي لا تلتزم بهذا الوقف.

وقالت وكالة الأنباء الليبية إن «الهدوء الحذر ساد بلدتي مزدة والشقيقة، فيما بدأ وصول فرق إغاثة تمثل الهلال الأحمر إلى المنطقة لمساعدة النازحين وتخفيف المعاناة».

من جانبه، كشف العميد صقر الجروشي، رئيس أركان سلاح الجو الليبي، عن خطط لتطوير هذا السلاح بتزويده بأحدث الطائرات العسكرية والقتالية المتطورة بحيث يكون سلاحا قويا سريعا بعيد المدى.

ولفت الجروشي إلى أن هذه الخطط تراعي إعطاء الأولوية للدول التي كان لها دور في دعم الثورة ضد نظام القذافي، مثل فرنسا وبريطانيا وأميركا وإيطاليا، موضحا أن هناك عقودا معروضة حاليا على القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا تتعلق بشراء سربين من الطائرات الفرنسية من نوع «رافال»، بالإضافة إلى تفعيل العقود الخاصة بطائرات «ميراج» من نوع «إف1».

وقال الجروشي في تصريحات له: «خطة توزيع الطائرات العسكرية على القواعد الليبية تقضي بتغطية الساحل بالكامل من خلال وضع طائرات بريطانية الصنع من نوع (تايفون) في قاعدتي طبرق وبنينة، وطائرات فرنسية في قاعدتي القرضابية والوطية، أما تغطية الجنوب الليبي فستكون عبر قواعد الجفرة وسبها والكفرة».