عريقات يحذر من استهداف عباس على غرار عرفات

بعد تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي يدعو فيها للتخلص منه

TT

حذر صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والتنفيذية لمنظمة التحرير، من استهداف الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، على غرار ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقال عريقات إن «الرئيس عباس يستهدف لا لشيء إلا لأنه يتمسك بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وبحدود 1967، وتحقيق المصالحة الفلسطينية ووجوب الإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية وخاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994. بالإضافة إلى تمسكه بعدم استئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان الإسرائيلي وقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967».

وجاء حديث عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، بعد تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال فيها إن عباس بات يشكل عقبة في طريق السلام، ويجب التخلص منه.

وقال ليبرمان خلال جلسة لكتلة «إسرائيل بيتنا» في الكنيست: «في حال بقاء أبو مازن في رئاسة السلطة لن يكون هناك انفراج في العملية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. إن الشخص الذي لم يتوصل إلى اتفاق مع أولمرت وتسيبي ليفني في مؤتمر أنابوليس (في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007) لا يتوقع منه التوصل لاتفاق سلام مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.. علينا ألا نكذب على أنفسنا».

وأضاف: «قلنا إنه يجب التخلص منه».

وعقب عريقات قائلا: «إن تصريحات ليبرمان تؤكد جدية استهداف الحكومة الإسرائيلية لحياة الرئيس عباس»، مذكرا بالتهديدات التي تعرض لها الرئيس ياسر عرفات، قبل وفاته.

وأضاف: «نحمله والحكومة الإسرائيلية أي أذى يمس بالرئيس عباس، وسننقل الموقف لواشنطن».

وثمة قلق كبير في رام الله من نوايا إسرائيلية وأميركية، لإيجاد بديل لعباس، خصوصا بعد تسريب تصريحات للرئيس الأميركي، باراك أوباما، قبل أكثر من أسبوع، أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في أميركا، قال فيها إنه ليس من الواضح ما إذا كان رئيس السلطة يرغب في التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.

وكانت الرئاسة الفلسطينية حذرت فعلا من تكرار سيناريو التخلص من عرفات، ملمحة إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي تصب في السياق نفسه.

ويتذكر الفلسطينيون التصريح الشهير للرئيس الأميركي السابق جورج بوش، عندما قال بأن عرفات قوض عملية السلام، وهو التصريح الذي يعتبرون أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لحصاره في مكتبه في رام الله، والتخلص منه لاحقا.

وتحاول الولايات المتحدة الآن طرح أفكار جديدة لدفع عملية السلام، والتقت وزيرة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، بمبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق مولخو، والتقت أمس بعريقات في واشنطن.

ودعا عريقات قبل لقائه كلينتون أمس، الإدارة الأميركية إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ ما عليها من التزامات، وقال: إنه يجب على واشنطن أن تتوقف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون.

كما دعا عريقات، أعضاء مجلس الشيوخ إلى إعادة النظر في القرارات التي أصدرها الكونغرس الأميركي حول قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في حالة توجه منظمة التحرير إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو، مؤكدا أن رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة لا يشكل تهديدا لأحد بل يحافظ على مبدأ الدولتين على حدود 1967.

وقال عريقات للمسؤولين الأميركيين الذين التقاهم: «إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار عملية السلام نتيجة لاستمرارها في النشاطات الاستيطانية ورفض قبول مبدأ الدولتين على حدود 1967. وعدم الإفراج عن الأسرى وخاصة هؤلاء الذين اعتقلوا قبل عام 1994».