حماس ترى صعود «إخوان مصر» يعزز موقفها في مواجهة إسرائيل

محللون: إسرائيل تريد الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية من وراء غاراتها على غزة

TT

تعكس الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس ردا على سلسلة غارات جوية إسرائيلية تحولا في موقف الحركة بعد التزامها لأشهر بالتهدئة الميدانية، إذ باتت ترى نفسها في موقع قوة بفضل الصعود السياسي لحلفائها «الإخوان المسلمين» في مصر. ويرى أستاذ الصحافة في الجامعة الإسلامية أحمد الترك أن التطورات السياسية في مصر «تصب في صالح حماس والفلسطينيين»، وبالتالي «لم يعد محتملا السكوت فلسطينيا على أي تصعيد إسرائيلي». وتابع «يتوجب أن يكون هناك رد لأن المعادلة فيها تغيير لصالح فلسطين، وحماس تسعى لتغيير المعادلة لصالح المقاومة». وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، إن رد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، بإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد ساعات من سلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، جاء «لتوصيل رسالة لإسرائيل بأن حماس والمقاومة لا يمكن أن تسكت على إراقة الدم». وكانت حماس نأت بنفسها مرات عدة في الماضي عن الرد على اغتيالات قامت بها إسرائيل، وآخرها مقتل زهير القيسي أمين عام لجان المقاومة الشعبية في مارس (آذار) الماضي عندما كانت حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي.

من جهته، يعزو آفي سخاروف، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، هجمات حماس إلى عدة أسباب، أهمها «تحسين صورتها بعد الانتقادات لعدم انضمام القسام للرد على مقتل القيسي وأحد عناصرها (قُتل الاثنين)، إضافة للجو العام بصعود (الإخوان) وانتصار مرسي الذي جاء لصالح حماس».

لكن الترك يعتقد أن تغيير المعادلة لحماس ليس سهلا و«يتطلب رؤية فلسطينية موحدة تتناسب مع التطورات الحاصلة بالمنطقة». وبعد إعلان «الإخوان المسلمين» عن فوز مرشحهم لانتخابات الرئاسة محمد مرسي، يرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن حماس تسارع لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية سواء بشأن المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الوطني أو «اختبار نوايا إسرائيل وهل يمكن أن يتورطوا (الإسرائيليون) في حرب على غزة». وشدد أبو سعدة على أن «الأمور في مصر ستكون لصالح الفلسطينيين وحماس في المستقبل القريب، وهذا أمر تدركه حماس جيدا». وتشعر حماس «بالقوة» بعد صعود «الإخوان» كما يرى سليم الزعنون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة بغزة. أما بالنسبة للمحلل السياسي مصطفى الصواف، فرد حماس السريع ناجم عن «استراتيجية جديدة» للحركة تشير إلى أن حماس «أنهت استعداداتها (العسكرية) بحدود إمكانياتها، لذا فإن مرحلة السكوت انتهت، وأي تصرف إسرائيلي سيقابل برد فوري». لكن الصواف، وهو رئيس تحرير سابق لجريدة «فلسطين» المحلية، يصف الربط بين رد حماس الصاروخي وصعود «الإخوان» بأنه «تصور ساذج» لأن الرئيس المصري القادم سيكون «مثقلا» بملفات داخلية كبيرة. ويضيف أنه على الرغم من أن ملف فلسطين «ساخن» لمصر لارتباطه بالعمق الأمني الاستراتيجي «لكنه لن ينعكس سريعا». وفي المقابل، يشير الترك إلى حرص إسرائيل على التأكيد على أنها هي التي تتحكم في المعادلة، لذلك تسعى «لاستفزاز الفصائل لقياس إمكانيات المقاومة وخلق إرباك في المجتمع الفلسطيني والإيقاع بين الفصائل». ويضيف أن الرسالة الإسرائيلية «تريد أن تقول لحماس إن صعود (الإخوان) لا يوقف إسرائيل عن الإقدام على خطوة حرب أو تصعيد (...) تبادل رسائل واختبار قوى من الطرفين».

وأطلقت كتائب القسام أكثر من خمسين صاروخا تجاه إسرائيل ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين. ولا تخفي حماس سرورها بفوز مرسي، لكنها «تدرك الموقف والمساحة التي يمكن أن يتحرك فيها تجاه حماس وفلسطين، وحقل الأشواك كبير» في مصر بحسب الصواف. ويستبعد الترك حدوث حرب قريبة على جبهة غزة لأن «إسرائيل لا ترغب في استفزاز مصر في هذه المرحلة الانتقالية، وأيضا لا تريد ضرب الوضع الأمني على حدود غزة لأنه أفضل بكثير من أوقات سابقة».