اليمن: مصرع 11 عنصرا من «القاعدة» واعتقال آخر تونسي الجنسية

قائد القيادة المركزية الأميركية يؤكد دعم واشنطن لصنعاء في مواجهة الإرهاب

مسنة يمنية من نازحي أبين بسبب الحرب ضد «القاعدة» يحملها أقاربها بساحة مدرسة لجأت إليها في عدن جنوب البلاد (رويترز)
TT

لقي عدد من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم، أمس، في غارة في محافظة أبين، في سياق عمليات ملاحقة العناصر التي فرت من المدن التي بسط الجيش اليمني سيطرته عليها، في وقت أنهى فيه مسؤول عسكري أميركي بارز مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين اليمنيين.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن 8 من عناصر «القاعدة» قتلوا وجرح آخرون في الغارة التي استهدفت تجمعا لهم في وادي ضيقة بمديرية المحفد، في وقت قالت فيه اللجنة الأمنية العليا إن أجهزة الأمن نفذت عمليتين أمنيتين وعسكريتين ناجحتين في مديريتي الزاهر والحد في محافظتي البيضاء ولحج، أسفرتا عن مقتل صلاح جوهر المعروف بـ«الثلاجة»، إضافة إلى عنصرين انتحاريين كانا، حسب السلطات، يستعدان لتنفيذ عمليتين انتحاريتين ضد شخصيات أمنية وعسكرية بارزة في محافظة البيضاء. وقالت اللجنة إن جوهر هو المسؤول عن إعداد الانتحاريين في صنعاء والبيضاء، وإنه المسؤول عن إعداد الانتحاري الذي فجر نفسه في «ميدان السبعين» في 21 مايو (أيار) الماضي، وأسفر الحادث عن مقتل أكثر من 100 جندي وإصابة مئات آخرين.

وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن مقتل جوهر ورفاقه جرى في غارة من طائرة أميركية من دون طيار، في سياق الغارات المتواصلة التي تستهدف قيادات ومسلحي «القاعدة» الذين فروا من محافظة أبين إلى المحافظات المجاورة بعد دحرهم من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.

وذكر بيان للجنة الأمنية أنه جرى اعتقال أحد العناصر الإرهابية التي تنتمي لتنظيم القاعدة في صنعاء ويدعى ماجد حزام القليسي، والذي تتهمه اللجنة بالوقوف والتخطيط لتفجير ميدان السبعين، إضافة إلى اعتقال 3 آخرين في العاصمة وبحوزتهم سيارة بداخلها أسلحة ومتفجرات ومخططات لتنفيذ عمليات إرهابية. وأشار البيان إلى أن تلك الوثائق التي ضبطت بحوزة أولئك الأشخاص كشفت عن مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد شخصيات بارزة في الدولة وسفارات عربية وأجنبية.

وكشفت اللجنة عن اعتقال نزار عبد الرحمن الجميع، تونسي الجنسية، الذي قالت إنه «يعتبر من أخطر عناصر تنظيم القاعدة الأجانب الموجودين في اليمن، وإنه كان يتنقل مع مجموعة من العناصر الإرهابية بين محافظات أبين وشبوة وحضرموت»، ودعت اللجنة المواطنين إلى «الإبلاغ عن أي معلومات تساعد في كشف وضبط الإرهابيين».

في السياق ذاته، تواصل الألغام التي زرعتها جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لـ«القاعدة» حصدها لأرواح المدنيين الأبرياء في محافظة أبين، فقد قتل، أمس، 3 من المواطنين في انفجار لغمين في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، ومديرية خنفر. ومنذ دحر «القاعدة»، الأسبوع الماضي، من مدن محافظة أبين والألغام الأرضية تحصد أرواح المواطنين العائدين إلى مدنهم.

إلى ذلك، أنهى، أمس، مسؤول عسكري أميركي بارز زيارة رسمية إلى اليمن. وقالت السفارة الأميركية في صنعاء، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن زيارة الجنرال جيمس إن ماتيس، قائد القيادة المركزية الأميركية، إلى اليمن جاءت لـ«التأكيد على التزام الولايات المتحدة الأميركية بشراكة قوية مع الحكومة اليمنية، وأيضا لمناقشة السبل التي يمكن أن تتعاون فيها الولايات المتحدة مع الجيش اليمني لمحاربة التهديد المشترك الذي تمثله (القاعدة)». وقالت السفارة إن المسؤول العسكري الأميركي أكد، خلال لقاءاته بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وكبار المسؤولين في الحكومة، على «استعداد الولايات المتحدة الأميركية لدعم جهود اليمن لهزيمة (القاعدة) التي تهدد اليمن والمجتمع الدولي على حد سواء»، وإنها «سوف تخدم بصفة استشارية القيادة اليمنية التي تقوم بإعادة هيكلة القوات المسلحة في كل من وزارتي الدفاع والداخلية».