التحالف الكردستاني يحذر من «حرب كارثية» إذا غيرت بغداد إدارة المناطق المتنازع عليها

المتحدث باسمه لـ «الشرق الأوسط»: شكلنا مع «العراقية» والتيار الصدري لجنة استجواب المالكي

TT

أكد آزاد جندياني، المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الرئيس طالباني «أجرى عملية جراحية ناجحة بركبته في ألمانيا، وأنه يمضي حاليا فترة نقاهة قصيرة سيعود بعدها إلى البلاد ليقود مجددا جهود حل الأزمة السياسية الحالية من خلال حث الأطراف المعنية بها على الجلوس إلى طاولة محادثات لتجاوز الأزمة بما يرضي جميع الأطراف».

إلى ذلك، كشف المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني مؤيد طيب أن «الأطراف الساعية لسحب الثقة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد شكلت لجنة مشتركة بواقع عضوين من كل من التحالف الكردستاني و(العراقية) والتيار الصدري للبدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لعملية سحب الثقة من المالكي داخل البرلمان». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة المذكورة ستجتمع في غضون الأيام القليلة المقبلة لإعداد ورقة استجواب رئيس الوزراء، وستكون الخطوة الأولى تحديد المخالفات الدستورية وبالأخص إخلال المالكي بمبدأ الشراكة الوطنية التي يؤكد عليها الدستور، وكذلك الملف الأمني وملف الخدمات والفساد. وأضاف: «بعد إعداد ورقة الاستجواب سنتقدم بطلب إلى البرلمان لاستدعاء المالكي واستجوابه في جلسات علنية، وإذا لم يقتنع البرلمانيون بأجوبته، عندها سنحاول جمع تواقيع العدد اللازم من أعضاء البرلمان لتحقيق النسبة القانونية الواردة بالنظام الداخلي لطلب سحب الثقة منه، وله الحق في الاعتراض لدى المحكمة الاتحادية في كل مراحل الاستجواب وسحب الثقة». وحول الأنباء التي ترددت مؤخرا عن وجود نية لدى قيادة إقليم كردستان بسحب الوزراء الكرد من حكومة المالكي إذا فشلت جهود سحب الثقة منه، قال متحدث التحالف الكردستاني: «لم أسمع بشيء من هذا القبيل، هذا خيار غير مطروح حاليا، وإن جرى بحثه».

ولفت طيب إلى موضوع اعتبره خطيرا وذلك بالإشارة إلى التصريح الصادر عن علي الموسوي مستشار المالكي الذي أدلى بتصريحات حذر فيها من وقوع حرب داخلية في حال استمرار حكومة الإقليم بتنفيذ عقدها مع شركة «إكسون موبيل» النفطية، وقال طيب إن «التصريحات التي أطلقها الموسوي غير مقبولة، وهي تشكل تهديدا صريحا وواضحا بشن حرب مقبلة ضد كردستان، لأن هذه التصريحات تبرر لموقف معاد من إقليم كردستان، وهذا أمر في غاية الخطورة، خاصة أن هناك مقترحا لدى الحكومة العراقية يتحدث عن إدارة جديدة في المناطق المتنازع عليها، أي إجراء تغيير وتلاعب في إدارة تلك المناطق، وأعتقد أن أي تغيير في واقع تلك المناطق من دون مشاورة وموافقة قيادة الإقليم وحكومته، سيقود إلى حرب كارثية، وأن أي تصعيد في تلك المناطق سيعقد الأوضاع السياسية والأمنية أكثر مما هي معقدة.. وعليه، فإن التلويح بحرب مقبلة ضد كردستان أمر غير مقبول، ولا يجوز تسييس الجيش العراقي وتوريطه مرة أخرى في النزاعات السياسية».

في غضون ذلك، صرح أوميد صباح المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان في بيان ردا على تصريحات الموسوي: «صرح السيد علي الموسوي المقرب من السيد المالكي بأن هناك صفقة بين إقليم كردستان ومحافظة نينوى.. نؤكد أنه لا وجود لأي صفقة سرية أو مخالفة الدستور. وكان الأجدر بالسيد رئيس الوزارة أن يشجع العراقيين على حل مشكلاتهم، لا أن يحاول بشتى الوسائل إشعال نار الفتنة بينهم، وكل محاولاته مكشوفة لدينا. وجوابنا له هو: نحن نحل مشكلاتنا مع الجميع وفق الدستور الذي لا تلتزمون به». والصفقة المشار إليها تخص عمليات «إكسون موبيل» الأميركية، وأكد محافظ نينوى أثيل النجيفي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نشرت أمس أن من مصلحة المحافظة الدخول طرفا فيها.