لندن تباشر مشاورات دبلوماسية بعد لجوء أسانج إلى سفارة الإكوادور

مؤسس موقع «ويكيليكس» أقدم على خطوته المفاجئة بعد استنفاده كل وسائل منع ترحيله

مؤيدون لأسانج يحملون شعارات مؤيدة لقضيته أمام سفارة الإكوادور في لندن أمس (رويترز)
TT

تسارعت الاتصالات الدبلوماسية أمس بعد المفاجأة التي فجرها مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، الذي أمضى ليلته الأولى لاجئا في سفارة الإكوادور في لندن لتفادي ترحيله إلى السويد. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس أنها تقوم بـ«مشاورات» مع السلطات في الإكوادور التي طلب جوليان أسانج (40 عاما) اللجوء السياسي إلى أراضيها. واعتبرت هيلينا كنيدي، المحامية التي قدمت استشارات في السابق إلى فريق الدفاع عن أسانج الأسترالي الجنسية، أن هذه المشاورات يمكن أن تشمل السويد حتى تتعهد بعدم تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة. وقالت كنيدي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «إذا حصلت الإكوادور على مثل هذه الضمانات فلن تعترض على تسليمه إلى السويد».

وبدورها، أكدت الإكوادور أن أسانج تقدم بطلب للجوء سياسي عند سفارتها في لندن. وقالت سفارة الإكوادور في بيان إن «قرار النظر في طلب السيد أسانج باللجوء لا ينبغي تفسيره بأي حال من الأحوال على أنه تدخل من حكومة الإكوادور في العمليات القضائية الخاصة بالمملكة المتحدة أو السويد»، مضيفة أنه «من أجل التوصل إلى قرار مناسب بشأن طلب السيد أسانج بما يتفق مع القانون الدولي، ستسعى حكومة الإكوادور لمعرفة موقف حكومات المملكة المتحدة والسويد والولايات المتحدة».

ويضع هذا التطور الجديد في قضية أسانج السلطات البريطانية في موقف حرج. وطيلة ساعات في لندن أمس، بدت وزارتا الداخلية والخارجية ووكالة الجرائم المنظمة المكلفة بتطبيق مذكرات التوقيف الأوروبية وكأنها تنتظر أن يصدر تعليق عن الأخرى حول القضية. وفي النهاية أصدرت وزارة الخارجية بيانا قبيل ظهر أمس استعادت فيه الخطوط العريضة لرد فعل أعلنته مساء أول من أمس.

وفجر جوليان أسانج مفاجأة للجميع حتى بين مناصريه عندما لجأ أول من أمس إلى سفارة الإكوادور في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي بعد أن استنفد كل وسائل المراجعات القضائية في بريطانيا على مدى 18 شهرا لتفادي ترحيله إلى السويد. وأوضحت كنيدي أن ترحيل أسانج لم يعد سوى مسألة أيام. وأقر فوغان سميث، الصحافي السابق الذي استضاف أسانج طيلة أشهر، للـ«بي بي سي»: «لقد فوجئت، أعتقد أنه يخشى على حياته وأنه إذا تم ترحيله إلى السويد فإنها ستسلمه إلى الولايات المتحدة».

وتريد السلطات السويدية استجواب أسانج عند مثوله أمامها في قضية اغتصاب واعتداء جنسي بحق اثنتين من رعاياها، إلا أن أسانج أكد أن هذه العلاقات الجنسية تمت بالرضا وأنه ضحية مؤامرة. ومنذ بدء القضية في أواخر عام 2010، بينما كان موقع «ويكيليكس» ينشر وثائق دبلوماسية أميركية سرية، وأسانج يكرر أنه ضحية مؤامرة من تدبير الولايات المتحدة. وقال محاموه إنه قلق من أن تسلمه السويد إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه احتمال الحكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس. واختار أسانج الإكوادور التي اقترحت استضافته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الوقت الذي أثار فيه غضب الولايات المتحدة عند نشره آلاف البرقيات الدبلوماسية.

وعلى الصعيد القضائي، أعلنت شرطة اسكوتلانديارد أن أسانج خالف قواعد الحرية المشروطة المفروضة منذ أواخر 2010، ويمكن أن «يعاقب بالحبس». ومنذ توقيفه في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 2010، أرغم أسانج على وضع سوار إلكتروني وتقييد حركته وزيارة مخفر للشرطة بشكل دوري. وانتشر قرابة ثلاثين صحافيا أمس أمام السفارة لكن لم يشاهد أحد من مؤيدي أسانج. وصرحت والدة أسانج من أستراليا بأن لجوء أسانج إلى سفارة الإكوادور «محاولة يائسة أخيرة».