أسر مصرية تهرع لتخزين احتياجاتها من السلع الأساسية

على خلفية صدام محتمل بين «العسكري» و«الإخوان»

TT

بينما يحبس المصريون أنفاسهم انتظارا لما ستسفر عنه النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية، سيطرت حالة من التحسب والقلق والخوف على قطاع كبير من المصريين، خاصة ربات البيوت، وسط نذر صدام وشيك بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم في البلاد) وجماعة الإخوان المسلمين، يرى البعض أنه مرشح للاشتعال في حال إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز الفريق أحمد شفيق على مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض حظر للتجوال في البلاد.

وسط هذا الجو الملبد بالغيوم، حرص كثير من المصريين على توفير احتياجاتهم الأساسية من السيولة النقدية والبنزين وتخزين السلع الغذائية، بينما اتجه آخرون إلى أخذ إجازات مفتوحة من أشغالهم لحين استقرار أمور البلاد.

وفي مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث العام الماضي عندما تم إعلان حظر التجوال وقت ثورة 25 يناير، شهدت الأسواق ومحلات السلع الغذائية اكتظاظا بعدد كبير من المشترين الذين حرصوا على شراء كميات كبيرة من السلع الغذائية تحسبا لأي إجراءات استثنائية قد تنجم جراء هذا الصدام المحتمل.

في أحد محلات السلع الغذائية بمنطقة مصر الجديدة، التقت «الشرق الأوسط» عددا من النساء اللاتي أعربن عن حرصهن على شراء مواد تموينية تكفيهن لفترة طويلة. وقالت إحداهن، وتدعى ماجدة إبراهيم (45 عاما): «أشعر بقلق شديد من الفترة المقبلة، ولدي شعور قوي بحدوث أعمال عنف في الأيام المقبلة واحتمالية فرض حظر تجول، مما سيؤدي لنقص المواد الغذائية أو ارتفاع أسعارها، وهو ما دفعني إلى شراء طعام يكفي أسرتي لمدة شهر على أقل تقدير».. أما نادية مصطفى (40 عاما)، فأوضحت أنها ترى أنه بلا شك سوف يفوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة، ومن ثم لن يصمت الكثيرون من شباب الثورة والإخوان، وسوف يحدث الكثير من الصدام الذي يستدعي ضرورة شراء المصريين لسلع غذائية تفي باحتياجاتهم في الفترة المقبلة.

وتقول نهى رضوان، ربة منزل، بينما هي منهمكة في وضع عدد كبير من أكياس الأرز في سلتها: «أنا مش خايفة من صدام العسكري مع الإخوان، أنا خايفة من صدام أكبر.. خاصة أن هناك أيادي كثيرة أجنبية وعربية، لا تريد لمصر الاستقرار والخير».

ومن جانبها، وصفت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، خوف المصريين وسعيهم لشراء احتياجاتهم الأساسية بأنه أحد محاور الخوف الذي تقودنا إليه الإشاعات التي بدأت تنتشر بكثرة في الفترة الأخيرة، إلى جانب تشككهم في تصرفات الكثير من السياسيين الآن، مما دفعهم إلى تحقيق نوع من الطمأنينة الذاتية عن طريق شراء احتياجاتهم والسعي إلى المكوث في المنزل.

ومن باب «من خاف.. سلم»، تقول راوية إبراهيم، مدرسة وأم لولدين وبنت: «الاحتياط واجب، مصر تمر بظروف صعبة، وحالة الانسداد السياسي وصلت إلى ذروتها، خاصة بين المجلس العسكري والإخوان، وأنا لازم أؤمن احتياجات بيتي». وعن أهم السلع التي اشترتها، تقول: «اشتريت كميات من المكرونة والأرز والسكر، واللبن المجفف واللحوم المجمدة، والبيض.. وأتصور أنني سأواصل عملية التخزين مرة أخرى».

وتقول راوية وهي تشد عربة المشتريات المكتظة بالسلع: «ربنا يستر على مصر.. ربنا يهديهم، ويعرفوا إن مصلحة البلد أكبر من أي إنسان أو حزب أو جماعة».