سلاح الجو ـ وسيلة النظام «الجديدة القديمة» لقمع الثورة

بدأ استخدامه ضد المحتجين للمرة الأولى بمحافظة إدلب

TT

رغم ظهور سلاح الجو بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة في عمليات النظام العسكرية ضد الشعب السوري، فإن استخدام هذا النوع من الأسلحة ليس بالجديد، فدخول القوات الجوية العربية السورية على خط قمع الثورة للمرة الأولى كان خلال اجتياح قوات النظام مدينتي جسر الشغور ومعرة النعمان الواقعتين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب ما أكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط»، لافتين إلى أن المروحيات العسكرية استخدمت في إطلاق النار على المتظاهرين بمدينة جسر الشغور خلال شهر يونيو (حزيران) 2011، وأسفر القصف حينها عن مقتل 38 مدنيا خلال يومين، ثم تلاه وبعد أيام قليلة، تفريق عشرات آلاف المتظاهرين في مدينة معرة النعمان بإطلاق نار من رشاشات ثقيلة داخل مروحيات تحلق في الجو وتطلق النار، أودى بحياة أربعة متظاهرين وإصابة العشرات.

أما الاستخدام الثاني لسلاح الجو التابع للجيش النظامي، وفقا للناشطين، فقد كان في مدينة حمص في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي، أثناء الحملة الشرسة ضد حي بابا عمرو، حيث شاركت المروحيات العسكرية في قصف أبنية الحي للمرة الأولى.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد عن إسقاط مروحية كانت تشارك في الحملة على مدينة إدلب، فيما أكد ناشطون أن «المروحيات استخدمت للمرة الأولى في قصف أحياء عدة بالمدينة في اليوم نفسه، بعدما شوهدت مرات عدة تحلق في الأجواء».

وفي ريف حلب، استهدفت طائرات الجيش النظامي في شهر مارس (آذار) الماضي، مدن عندان وحريتان وأعزاز، مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى وهدم منازل عدة، بحسب مصادر المعارضة، كما استخدمت المروحيات في اليوم ذاته خلال اجتياح الجيش مناطق اللجاة في محافظة درعا بعد أن تحصن بها عدد من المنشقين ودخلت المروحيات العسكرية في حملة ريف حماه بعد ذلك بأسبوعين؛ إذ شاركت في قصف بلدة كفرزيتا في 9 أبريل (نيسان) الماضي.

ويلفت الناشطون إلى أن انشقاق العقيد طيار حسن مرعي حمادة من سلاح الجو السوري ليس الأول من نوعه، فقد وردت أنباء عن انشقاق ضابط كبير في سلاح الجو السوري في 3 فبراير الماضي. وقد تبعه بأسابيع قليلة، في 22 فبراير انشقاق العقيد عبد العزيز كنعان من سلاح الجو السوري أيضا بعدما عمد إلى قصف مقر الأمن العسكري في مدينة إعزاز الواقعة شمال محافظة حلب وذلك بعد أن رفض أوامر تلقاها بقصف المدينة جوا، ثم توجه بعد نفاد ذخيرته إلى تركيا وهبط بمروحيته في أراضيها، وهذا ما أكده آنذاك المجلس الوطني السوري، مشيرا إلى أنها أول حادثة من نوعها في ريف حلب، لكن النظام السوري نفى نفيا قاطعا حدوث مثل هذا الانشقاق، ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مصدر مسؤول أن خبر الانشقاق عار عن الصحة.

يذكر أن القوات الجوية العربية السورية تأسست رسميا عام 1948، بعد استقلال سوريا عن فرنسا وتم تخريج الدفعة الأولى من الطيارين السوريين من مدارس الطيران البريطانية في المملكة المتحدة، لتتحول في ما بعد إلى قيادة مستقلة عن الجيش العربي السوري، وتطور عملها وقدراتها في ما بعد، لا سيما بعد اتحاد مصر وسوريا في «الجمهورية العربية المتحدة» في الخمسينات.