الجيش التونسي يدمر 3 شاحنات تحمل أسلحة مهربة في المثلث الحدودي مع ليبيا والجزائر

بعد إطلاق مجموعة مسلحة قذائف على طائرة مروحية عسكرية

TT

أعلنت وزارة الدفاع التونسية أمس عن تدمير ثلاث سيارات رباعية الدفع في منطقة «العين السخونة» القريبة من المثلث الحدودي بين تونس وليبيا والجزائر. وقالت إن طائرة مروحية تونسية كانت تمشط المنطقة الحدودية عندما أطلقت عليها مجموعة مسلحة مجهولة الهوية قذائف مضادة للطائرات مما استدعى ردها بسرعة وتدمير السيارات التي كانت محملة بالأسلحة.

وذكرت الوزارة أن القوات التونسية لم تتمكن من القبض على المجموعة المسلحة التي نصبت خياما في الصحراء، وأقامت معسكرا للتدريب. ويعتقد على نطاق واسع انتماء تلك العناصر إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. واستهدفت الطائرة العسكرية التونسية الخيام والسيارات.

وقال شهود عيان من منطقة تطاوين (650 كلم جنوب العاصمة التونسية) إن المواجهات استمرت بين الطرفين إلى غاية فجر يوم أمس. وتحدثت أنباء غير مؤكدة عن سيطرة الجيش التونسي على خمس سيارات أخرى رباعية الدفع. بينما استخدمت المجموعة المسلحة قذائف مضادة للطائرات من عيار 14.5ملم.

وقالت مصادر مطلعة بوزارة الدفاع التونسية إن المجموعة المسلحة لم تكن تستهدف التراب التونسي من خلال وجودها في عمق الصحراء التونسية، وتعتقد في مقابل ذلك أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان بصدد نقل أسلحة إلى المناطق الصحراوية الواقعة بين ليبيا والجزائر عبر تونس في انتظار إعادة نقلها إلى مواقع أخرى قد تكون شمال مالي، الذي تسيطر عليه جماعات إسلامية مسلحة.

ورجحت أطراف أخرى أن تكون تلك المجموعة قد غادرت ليبيا على جناح السرعة بعد فشل محاولة الإطاحة بالمجلس الانتقالي الليبي، التي قادتها على ما يبدو عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

ويعتبر هذا الاشتباك هو الثالث من نوعه الذي يدور في عمق الصحراء التونسية. وكانت مواجهات عنيفة قد دارت بين مجموعات مسلحة وعناصر من الجيش التونسي يوم 17 أغسطس(آب) 2011 في منطقة «قرعة بوفليجة» الواقعة جنوب بلدة دوز. وكان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قد دعا يوم 11 يونيو (حزيران) الحالي التونسيين إلى الانقلاب على حركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة التونسية بعد الثورة، وبرر الأمر بأن النهضة «خدعت الناس وخدعت الدين بعد أن تعهدت بعدم تطبيق الشريعة». وذهبت بعض التحليلات الإعلامية المحلية إلى أن تكديس الأسلحة في عمق الصحراء، ونصب خيام التدريب هناك قد يكون جزءا من مخطط طويل كان تنظيم القاعدة ينوي تنفيذه في تونس استجابة لتحريض الظواهري ضد حركة النهضة.