إيران تعزز وجودها البحري.. وإسرائيل تطالب بتشديد العقوبات بعد فشل محادثات موسكو

مصدر أكد زيارة الوفد البريطاني لمحادثات موسكو إلى تل أبيب لإطلاعها على التطورات > مون التقى نجاد في ريو

TT

أعلنت البحرية الإيرانية عزمها بناء المزيد من السفن وزيادة وجودها في المياه الدولية، في وقت يشهد توترا متزايدا في الشرق الأوسط، بشأن برنامج طهران النووي. بينما ردت إسرائيل على فشل أحدث جولة محادثات نووية بين القوى العالمية وإيران جرت في موسكو قبل أيام، بجملة معتادة، وهي أن عقارب الساعة تتحرك في اتجاه شن عمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية، كما أشارت إلى زيارة وفد بريطاني لإطلاع المسؤولين الإسرائيليين على آخر التطورات في العاصمة الروسية والموقف الغربي منها.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن الأميرال حبيب الله سياري، قائد البحرية، قوله إن نشر السفن سيحمي سفن الشحن الإيرانية على مستوى العالم، خاصة في خليج عدن والجزء الشمالي من المحيط الهندي.

وأضاف التقرير أن البحرية تريد حماية السفن الإيرانية من القراصنة الصوماليين. ونقل تلفزيون «برس تي في» الحكومي عن قائد البحرية الإيرانية قوله: «وجودنا في المياه الدولية هدفه حماية مصالح الجمهورية الإسلامية وتعزيز القوة العسكرية للدفاع عن إيران».

وأضاف سياري: «سنضاعف جهودنا لتعزيز قوة جيشنا، وليكون لنا وجود في المياه الدولية».

ونقل «برس تي في» عن نائب قائد البحرية للشؤون الفنية قوله إن البحرية تعتزم بناء عشر سفن إضافية، منها مدمرات وفرقاطات لإطلاق الصواريخ. وسيبدأ بناء السفن بعد الانتهاء من بناء المدمرة «ولاية».

ومن المقرر أن ينتهي بناؤها في مارس (آذار) المقبل. ويكرر المسؤولون العسكريون الإيرانيون تأكيد قوتهم العسكرية في المنطقة خاصة في مضيق هرمز، أهم ممر لشحن النفط في العالم، الذي تمر عبره الإمدادات من الدول المنتجة في الخليج إلى الغرب.

وكانت إيران قد هددت سابقا بإغلاق المضيق إذا هوجمت. ودخلت سفينتان حربيتان إيرانيتان البحر المتوسط عبر قناة السويس المصرية في فبراير (شباط) 2011 للمرة الأولى، كما زارت سفن تابعة للبحرية الإيرانية قاعدة بحرية سوريا في فبراير من العام الحالي في لفتة لإظهار الدعم للرئيس بشار الأسد.

وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه بعد أن تعثرت الدبلوماسية شعر زعماء إسرائيل بالارتياح لما وصفوه بأنه نهج متشدد من الغرب في المفاوضات الرامية إلى كبح جماح الطموحات النووية لإيران، حسب وكالة «رويترز». وقالت المصادر إن عضوا في فريق التفاوض البريطاني زار إسرائيل أمس في هدوء لإطلاع المسؤولين على ما جرى في محادثات هذا الأسبوع في موسكو.

وتدخل عقوبات أميركية وأوروبية جديدة ضد إيران حيز التنفيذ خلال الأسبوعين المقبلين.

والتزم وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بموقفه المعلن إلى حد كبير في رده على سؤال لصحيفة «واشنطن بوست»، حول المدة الزمنية التي يمكن لإسرائيل أن تمنحها للدبلوماسية. وقال باراك: «لا أريد أن أتظاهر بأني أضع جدولا زمنيا للعالم.. لكننا قلنا بصوت عال وواضح إنه لا يمكن أن تكون مسألة أسابيع، كما أنه لا يمكن أيضا أن تصبح مسألة سنوات».

وتتكتم إسرائيل على الاستعدادات لأي هجوم على إيران التي تشتبه إسرائيل وقوى غربية بأنها تحاول تطوير القدرة على بناء قنبلة نووية. لكن باراك قال إن الولايات المتحدة أوصت بعدم التلويح بالسلاح أثناء تواصل الجهود الدبلوماسية مع إيران، لكن «على المستوى التقني على الأقل هناك كثير من الاستعدادات».

وفشلت مجموعة الدول الست الكبرى وإيران في تحقيق انفراجة في محادثات موسكو هذا الأسبوع، وهي ثالث جولة في أحدث مبادرة دبلوماسية، ولم يحدد الجانبان موعدا لمزيد من المفاوضات السياسية.

وكانت القوى العالمية قد طلبت من إيران في محادثات موسكو إغلاق منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 20 في المائة، ونقل أي مخزون إلى خارج البلاد، وتقترب هذه المطالب من مطالب إسرائيل.

وأجرى شاؤول موفاز، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في واشنطن، أول من أمس. وقال موفاز في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي: «أوضحت أنه بعد فشل المحادثات في موسكو فإن الغرب يجب أن يفرض حظرا نفطيا كاملا على إيران، وعقوبات مالية صارمة.. ويجب أن تستمر على التوازي الاستعدادات لخيارات أخرى».

ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية على محادثات موسكو. وكان نتنياهو قال إن شهورا من المحادثات أعطيت لإيران «كهدية ترويجية» لتستمر في التخصيب.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن أسفه لعدم تحقيق تقدم في المحادثات حول الملف النووي الإيراني بين طهران والقوى العظمى، داعيا إلى مضاعفة الجهود لتحاشي حصول أزمة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي، إن بان يأمل أن «تعزز الأطراف عزمها على التوصل سريعا إلى حل من خلال التفاوض قادر على بناء الثقة الدولية في برنامج نووي إيراني سلمي حصرا».

وأوضح أن بان دعا أيضا جميع الأطراف إلى «مواصلة التزامها الدبلوماسي مع مزيد من التكثيف وأكبر قدر ممكن من المرونة».

وأجرى بان أمس في ريو مباحثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي، فقد تطرق الجانبان إلى البرنامج النووي الإيراني، وذلك على هامش قمة التنمية المستدامة في ريو التي تختتم اليوم الجمعة.

في سياق آخر، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن الصين تتحرك نحو خفض وارداتها من النفط الإيراني، حاذية حذو ما فعلته في وقت سابق دول مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية، التي ظفرت باستثناءات من عقوبات أميركية جديدة صارمة، حسب ما نقلته وكالة «رويترز».

واستثنت الولايات المتحدة بالفعل عددا من الدول الرئيسية من العقوبات الجديدة التي قد تفرضها ابتداء من 28 يونيو (حزيران)، وهذا أشد إجراء اتخذته واشنطن حتى الآن لإرغام إيران على تقييد برنامجها النووي بتقليل إيراداتها من مبيعات النفط إلى الخارج.

ولم تحصل الصين، التي تشتري وحدها ما يصل إلى خمس صادرات النفط الإيرانية، على استثناء مماثل حتى الآن، لكن كلينتون لمحت أول من أمس، إلى أن استثناء ربما يكون قيد الإعداد.