أكثر من 100 قتيل في درعا ودوما وحمص.. ونزوح مئات الآلاف من ريف دمشق

السوريون يواصلون احتجاجاتهم ضد قمع النظام في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟»

TT

أعلنت لجان التنسيق المحلية أن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا يوم أمس الخميس معظمهم في درعا ودوما وحمص جراء القصف العشوائي المتواصل على هذه المدن منذ أيام. وبالتزامن، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن ما لا يقل عن 15 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، قتلوا في أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «15026 شخصا قتلوا في سوريا هم 10480 مدنيا، و3716 عنصرا من القوات النظامية و830 من المنشقين». وأضاف عبد الرحمن أن «عمليات القتل في تصاعد مستمر منذ شهرين، وإذا بقي المجتمع الدولي على صمته، مكتفيا بمراقبة الوضع، فلا شيء يدل على أن القتل سيتوقف».

وعشية المظاهرات التي دعت لها قوى المعارضة السورية يوم غد بإطار جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟»، ذكرت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان، أن قتلى الخميس سقطوا في محافظات مختلفة، وأنهم قتلوا على أيدي قوات الأمن والجيش السوري النظامي، بينهم ستة أطفال وسيدة بالإضافة إلى ثلاثة قتلى تحت التعذيب ومجندين منشقين.

وفي ريف دمشق أفادت شبكة «شام» بأن وحدات من القوات الخاصة تقصف بالهاون عدة أحياء في مدينة دوما مما أدى لحركة نزوح كبيرة من أحياء العب وجسر مسرابا والقوتلي وخورشيد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة مستمر منذ أكثر من أسبوع على مدينة دوما ومناطق محيطة بها، حيث تسمع أصوات الانفجارات في البلدات المجاورة.

وتحدث محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا خلال 5 أيام في دوما كان آخرهم 24 يوم أمس. وأوضح السعيد أن القصف العنيف يطال كل الأحياء في دوما دون استثناء فيما يختبئ الأهالي في الأقبية، وأضاف: «لقد نزح اليوم نحو 150 ألفا من مجمل سكان دوما الـ550 ألفا باتجاه دمشق أو قُرى الغوطة الشرقية وباقي قرى الريف».

وإذ أكّد السعيد أن الجيش الحر يتصدى وبقوة لقوات النظام التي تسعى لاقتحام دوما، لفت إلى أنّه نجح حتى الساعة بذلك على الرغم من دخول هذه القوات إلى بعض الأحياء، وأضاف: «الوضع الطبي في المدينة سيئ للغاية وقد وجهنا نداءات استغاثة للأطباء في العاصمة والريف لنجدتنا».

ومن حمص، حذر الناطق باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبدالله من مجازر ترتكب إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الأهالي المحاصرين، مكررا تحذيره من تكرار سيناريو حي بابا عمرو ولكن هذه المرة في أكثر من عشرة أحياء.

وقال المرصد إن «13 مواطنا قتلوا في مدينة حمص يوم أمس بينهم عشرة سقطوا في حي دير بعلبة الذي يشهد إطلاق نار وسقوط قذائف والذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه، وثلاثة في حيي الخالدية وجوبر إثر إطلاق نار وسقوط قذائف». كما سقط قتيلان في مدينة القصير وريفها في محافظة حمص «التي تنفذ القوات النظامية عمليات عسكرية فيها».

إلى ذلك، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن المحاولة الثانية التي قامت بها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إجلاء المدنيين من حمص باءت بالفشل بعد ظهر أمس الخميس، مؤكدة أنها ستتابع جهودها اليوم.

وأعلن مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «المحاولة الثانية التي قمنا بها بعد ظهر اليوم بالتعاون مع فريق اللجنة الدولية باءت للأسف بالفشل». وأضاف عرقسوسي أن «فرق اللجنة الدولية غادرت المدينة، وهي في طريقها إلى دمشق، فيما ستحاول المنظمة متابعة المهمة مرة أخرى غدا لتأمين الدخول الآمن وإجلاء المدنيين».

وكان عرقسوسي أفاد في وقت سابق من أمس الخميس عن محاولة ثانية لإجلاء المدنيين من حمص. ولم يكن من الممكن الاتصال باللجنة لاستيضاح موقفها.

وكانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رباب الرفاعي، ذكرت لوكالة الصحافة الفرنسية أن فريقا من الهلال الأحمر والصليب الأحمر «حاول صباح اليوم الدخول إلى حي الحميدية في حمص من أجل البدء بعملية الإجلاء، لكنه اضطر إلى العودة بعد أن سمع صوت إطلاق نار وحاول إعادة الاتصال مع المعنيين».

وكان المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في جنيف هشام حسن أكد في وقت سابق أن فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري «اضطر إلى أن يعود أدراجه ويغادر بسبب القصف»، بعد محاولته دخول حمص، وأنه ستكون هناك محاولة أخرى. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبدت الأربعاء استعدادها لدخول مدينة حمص لإجلاء مدنيين بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين.

وفي درعا، قال الناشط عبد الرحمن الحوراني إن مدينة إنخل تشهد قصفا مكثفا استهدف منازل مواطنين في المدينة مع انتشار للقناصة الذين يطلقون النار على كل ما يتحرك رغم عدم وجود عناصر الجيش الحر في المدينة، لافتا إلى أن «منازل عدة دمّرت جراء القصف على قاطنيها، فقُتل 4 أفراد من أسرة العيد بينهم أب وابنه، ومن أسرة العاصي ثلاثة بينهم أم».

وفي هذه الأثناء، تواصل «إضراب الكرامة» في أحياء دمشق، وشمل مناطق أخرى كشارع بغداد وحي السويقة والقابون، وانتقل إلى ريف دمشق وشمل مناطق في بيلا وبيت سحم ويَلْدَا.

وبينما تحدثت شبكة «شام» عن أن حريقا هائلا اندلع صباح يوم أمس في حي القابون بالعاصمة دمشق حيث هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف دون معرفة سبب الحريق بعد، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ضابطا برتبة عميد قتل في دمشق عند تفجير سيارته بعبوة ناسفة، متهمة المجموعات الإرهابية بتنفيذ العملية. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مقاتلين سوريين اقتحموا ثكنة عسكرية في محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد وقتلوا عشرين جنديا على الأقل، وأسروا من الجيش عناصر بينهم ضابط برتبة عقيد واستولوا على بنادق آلية وقذائف صاروخية.

من جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، بأن عشرة أشخاص على الأقل سقطوا جراء قصف على أحياء جنوب الملعب وطريق حلب في حماه التي تشهد انفجارات وإطلاق نار من مختلف أنواع الأسلحة.

وفي دير الزور تحدثت شبكة «شام» الإخبارية عن قصف بالطيران المروحي السوري، على قرية الشحيل بشكل عنيف وسط حركة نزوح لأهالي القرية، مع وجود دبابات تتجه إلى القرية تمهيدا لاقتحامها.

وفي محافظة حلب، قال ناشطون إن مواطنا قتل في قصف تعرضت له بلدة الأتارب. كما قتل ضابط منشق في اشتباكات في قرية دار عزة.

وفي إدلب، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في ارمناز، بحسب الهيئة العامة للثورة.