«إقامة» أسانج في سفارة الإكوادور مرشحة لأن تطول

اتصالات «مفترضة» جرت بين مؤسس «ويكيليكس» والجانب الإكوادوري على مدى أشهر

سفيرة الإكوادور في لندن آنا آلبن أثناء وصولها أمس إلى مبنى السفارة التي لجأ إليها أسانج (أ.ف.ب)
TT

يبدو أن «إقامة» مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج في سفارة الإكوادور في لندن مرشحة لأن تطول أكثر مما قاله مسؤولون إكوادوريون في السابق. فقد أمضى أسانج أمس يوما جديدا داخل السفارة التي لجأ إليها مساء الثلاثاء، بعد أن استنفد كل الطعون القانونية في المملكة المتحدة تفاديا لترحيله إلى السويد التي تتهمه بارتكاب اعتداءين جنسيين.

وذكر نائب وزير خارجية الإكوادور ماركو البوجا، في بداية بروز هذا التطور، أن قرارا يتخذ في غضون 24 ساعة، إلا أن الرئيس الإكوادوري بدا أكثر غموضا حول الموضوع أمس. فقد صرح رافاييل كوريا لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش قمة «ريو+ 20»: «علينا أن نحدد ما إذا كان أسانج يواجه خطر الإعدام أم لا، وأن نحلل ما إذا كانت محاكمته عادلة أم لا، فالإكوادور بلد يعارض الاضطهاد لدوافع آيديولوجية. لقد عرض مبررات وسنتحقق منها بجدية مطلقة. إنها مسؤولية مطلقة لكن ذلك لا يستبعد أن نأخذ الوقت اللازم لتحليل الطلب».

وفي غضون ذلك، أفاد تقرير إعلامي في العاصمة الإكوادورية كيتو أمس، بأن أسانج والسفارة الإكوادورية في لندن كانا على اتصال ببعضهما بعضا لأشهر قبل احتمائه بالسفارة وطلبه اللجوء. ونقلت صحيفة «إل يونيفرسو» الإكوادورية عن مصدر دبلوماسي قوله «ظلت السفارة الإكوادورية في لندن وأسانج على اتصال لبضعة أشهر». وأضاف المصدر أن الرئيس الإكوادوري «كوريا وأسانج يتبنيان آيديولوجية واحدة، وهما ضد المؤسسات الإعلامية الكبرى». وكان أسانج أجرى مقابلة مع كوريا لصالح قناة «روسيا اليوم» في أواخر أبريل (نيسان) الماضي. ودخلت مراسلة «إل يونيفرسو» مبنى السفارة الواقع في حي نايتسبريدج بلندن وتحدثت إلى بعض الموظفين الذين لم تكشف عن أسمائهم.

وصباح أمس، كان هناك شرطي واحد خارج سفارة الإكوادور، وطالما بقي موجودا داخل المبنى، فإن مؤسس «ويكيليكس» سيبقى خارج سلطة الشرطة، لكن يمكن أن يتم توقيفه فور خروجه لأن الشرطة أعلنت أنه خالف شروط توقيفه.

واستنفد أسانج، الذي أوقف في ديسمبر (كانون الأول) 2010، كل وسائل اللجوء لدى القضاء في بريطانيا. ونفى باستمرار الاتهامات الموجهة ضده في السويد، وأكد أن العلاقات التي اتهمته بها امرأتان في السويد إنما تمت بالرضا. ومنذ بدء القضية، بينما كان موقع «ويكيليكس» ينشر وثائق دبلوماسية أميركية سرية، يكرر أسانج أنه ضحية مؤامرة من تدبير الولايات المتحدة. وقال محاموه إنه قلق من أن تسلمه السويد إلى الولايات المتحدة حيث يواجه احتمال الحكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس.

واختار أسانج الإكوادور التي اقترحت استضافته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الوقت الذي أثار فيه غضب الولايات المتحدة عند نشره آلاف البرقيات الدبلوماسية. ويشكل طلب اللجوء فرصة لتحسين صورة كوريا الذي تنتقده منظمات غير حكومية عدة مثل «مراسلون بلا حدود» بانتهاك حرية الإعلام.

وكانت المحكمة العليا في لندن قد أعلنت في 14 يونيو (حزيران) الحالي رفضها طلب الاستئناف الأخير الذي تقدم به أسانج لإعادة النظر في ملفه. وقالت المحكمة العليا آنذاك إن إجراء التسليم سيصبح ساريا اعتبارا من 28 يونيو، لكن لا يزال أمام أسانج احتمال تقديم طلب أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.

وبموجب الحرية المشروطة، يمنع على أسانج التحرك بين الساعة العاشرة ليلا والثامنة صباحا، كما توجب عليه دفع كفالة بقيمة مائتي ألف دولار أسهمت فيها شخصيات مشهورة مثل المخرج الأميركي مايكل مور والبريطاني كين لوتش.