السكر يؤذي صحة القلب

انتشار المنتجات الغذائية العصرية الغنية به يؤدي إلى ازدياد أخطاره الصحية

TT

على الرغم من أن دراسات حديثة أكدت براءة القهوة من الآثار السلبية، فيما أشار بعض آخر من الدراسات إلى أن تناول الشوكولاته الداكنة والمكسرات وغيرها قد يكون مفيدا في الواقع، فإن الناس لا يزالون قلقين من الثمن الذي يجب أن يدفعوه مقابل الحصول على كل لذة، خاصة عند تناولهم الحلويات أو المواد المحلاة بالسكر. وربما يرجع السبب في ذلك إلى الاستحسان الذي تلقاه الأطعمة والمشروبات حلوة المذاق في شتى أنحاء العالم.

وقد فشلت مخاوف الإصابة بالسمنة أو السكري في كبح شهية الناس، خصوصا الأميركيين، لتناول الحلويات، وذلك على الرغم من صعوبة تجاهل هذه المخاوف، في الوقت الذي ربطت فيه الأبحاث الحديثة بين تناول السكر وزيادة خطر التعرض لأمراض القلب، مما يجعل من الصعب الاستمرار في تناول كميات كبيرة من السكر.

وتوجد السكريات الطبيعية في الفاكهة والخضراوات ومنتجات الألبان، وهي تعتبر أطعمة صحية نظرا لاحتوائها على كميات متواضعة من السكر الذي يحتوي على العناصر الغذائية المهمة. أما السكريات المضافة، فهي عبارة عن بعض العصائر والحبيبات الصغيرة التي يتم إضافتها إلى الأطعمة خلال عملية التصنيع أو التجهيز أو حتى على المائدة.

ويعتبر شراب الذرة عالي الفركتوز أكثر أنواع السكريات المضافة شيوعا هذه الأيام، ويحتوي المنتج النهائي على خليط من الغلوكوز والفركتوز الذي يشبه سكر المائدة بصورة كبيرة.

وفي الفترة ما بين سبعينات القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، قفز متوسط اكتساب السعرات الحرارية لدى الأميركيين البالغين بمعدل يتجاوز 500 سعر حراري في اليوم، وهو أكثر مما يكفي لإحداث تلك الزيادة في السمنة التي وقعت خلال هذه الفترة نفسها.

ويمثل الإفراط في تناول السكر ما يربو على 15 في المائة من زيادة السعرات الحرارية، ومن أهم مصادره المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية وعصائر الفواكه ومشروبات الطاقة والمياه المعدنية، حيث تضاعف استهلاك هذه المشروبات ثلاث مرات خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

وقد ازدادت بالتوازي مع السمنة معدلات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ومن الظاهر أن المشروبات المحلاة بالسكر كان لها دور مهم في ذلك. وقد ربطت دراسة أجرتها «جامعة هارفارد» عام 2011، بين ارتفاع معدل تناول المشروبات المحلاة بالسكر وارتفاع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 24 في المائة.