«شفيق يا راجل»، و«مرسي عايز كرسي».. إفيهان مسرحيان شهيران، طالما أضحكا المصريين، لكن يبدو أنهما انتقلا بقوة إلى خشبة مسرح اللجنة العليا المنوط بها إدارة انتخابات الرئاسة في مصر، بعد تسريبات تناثرت من داخل اللجنة عن حالة حادة من الجدل والمحاججة بين أعضائها، حيث يتمسك طرف بإعلان «شفيق» رئيسا، وطرف آخر يتمسك بإعلان «مرسي»، حسما لحالة الولادة المتعسرة وهشاشة فارق نسبة التصويت بينهما.
في طيات هذا المشهد، يضحك الممثل الكوميدي محمد نجم وهو ينتحل شخصية رجل عجوز في مسرحية «عش المجانين» صارخا في وجه والد حبيبته الممثل حسن عابدين: «شفيق يا راجل»، لكن عابدين الذي يشترط ألا يزوج ابنته الصغرى إلا بعد زواج ابنته الكبرى، لم تنطل عليه الحيلة، ويشك في شخصيته فيكرر عليه السؤال عن أصله ونسبه، ويرد نجم بتهكم كوميدي: «ما قلت لك.. شفيق يا راجل».
وبينما يتواصل هذا الإفيه على مدار المسرحية، يصرخ الممثل سعيد صالح في «مدرسة المشاغبين»، وبعد أن كسرت ذراعه مدرّسته القوية سهير البابلي: «مرسي ابن الزناتي انهزم يا رجاله».. وإمعانا في السخرية يطلب منه زميله في المدرسة الممثل عادل إمام أن يقول هذا الإفيه بالإنجليزية، فيتصرف في المأزق قائلا «مرسي ابن الزناتي انهزم يا mens».
وما بين «عش المجانين» و«مدرسة المشاغبين»، يحاول الممثل الكوميدي أحمد بدير، في المسرحية الاستعراضية «مرسي عايز كرسي» أن يهمش دور الكرسي كرمز للسلطة والنفوذ السياسي، وأنه يمكن تحقيق أحلام المجتمع عن طريق كسب حب الناس وتأييدهم من دون الحاجة إلى كرسي أو منصب.
بعد مرور سنوات عديدة على هذه العروض المسرحية، والتي منحت المصريين مساحة أصبحت مفتقدة من الضحك والدعابة الصافية، ترى كيف سيستعيد هؤلاء الفنانون أجواءها وذكرياتها، بعدما أوقعت المصادفة إفيهاتها الساخرة في حالة من الإسقاط السياسي المباشر، على اسمي الرئيسين المنتظرين لمصر أحمد «شفيق»، ومحمد «مرسي»؟! وماذا سيفعلون لو فكروا في إعادة عرضها من جديد على الجمهور؟! يبتسم محمد إبراهيم، صحافي شاب، وهو يقول لصديقه على المقهى: «على هؤلاء الفنانين أن ينسوا أنهم كانوا أبطال هذه المسرحيات، وأنهم أضحكونا في يوم ما.. شفيق، لو كان هو الرئيس سينحاز لانضباطه كرجل عسكري سابق ولن يسمح بأن يقترن اسمه بإفيه (شفيق يا راجل). ومرسي كذلك، ناهيك عن أن فكرة التمثيل والفن نفسها، مهددة بالانقراض في عقيدة الكثير من التيارات الإسلامية، شاهدنا ذلك في العديد من مواقفهم على أرض الواقع، وكان أخطرها تغطية تماثيل الميادين بالإسكندرية».
وعلى كركرات «الشيشة»، يرد عليه زميله: «لكن الرئيس المنتظر محمد مرسي، وعلى طريقة جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن يتفاوض في تغيير بعض الرتوش، وتغيير المسار الدرامي والكوميدي والتشريعي، خاصة لمسرحية أحمد بدير».. ثم يتابع وهو يقهقه بصوت عال: «على فكرة، يمكن أن يسمحوا بعرضها في ميدان التحرير».
وعلى سبيل الخروج من مأزق إعلان اسم الرئيس، اقترح أحد المواطنين في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، أن يتقاسم «مرسي وشفيق» كرسي الرئاسة على مدار أيام الأسبوع السبعة، بواقع ثلاثة أيام لكل منهما، ثم يستريحان في اليوم السابع (الجمعة) ويتركان الكرسي.
وأضاف أحدهم معلقا: «يمكن للمواطنين في يوم الجمعة زيارة (مقام الكرسي) والتبرك به والتمسح في غباره، وإشعال المباخر حوله، وأيضا عمل رقى وأحجبة لحفظه من الحسد، وعين الحسود».