الشارع المصري يعيش اللحظات الأخيرة لنتيجة الرئاسة بروح «الثانوية العامة»

انتظار اسم الرئيس المقبل ولد مشاعر التوتر والقلق

TT

شعور بعدم الراحة سيطر على الشارع المصري خلال الأيام الماضية إزاء تأجيل إعلان اسم الرئيس المصري الجديد أكثر من مرة من جانب اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة.. ورغم أنه لا حديث يعلو على نتيجة الانتخابات الرئاسية، ولمن سيبتسم الحظ في النهاية، هل لمحمد مرسي أم منافسه أحمد شفيق؟ أصبح انتظار النتيجة حدثا في حد ذاته، وجعلها أشبه بالولادة المتعثرة.

وبينما سيعرف المصريون رئيسهم عندما تشير عقارب الساعة إلى الثالثة عصر اليوم بالتوقيت المحلي، أعادت الساعات الأخيرة قبل إعلان النتيجة آلاف المصريين إلى ذكريات سنوات الدراسة وتحديدا نتيجة «الثانوية العامة»، حيث ينتظر كثيرون الكشف عن اسم الرئيس المقبل بنفس المشاعر المتوترة والقلقة التي كانوا ينتظرون بها نتيجة الدراسة، وينتظرون النتائج النهائية بفارغ الصبر، لمعرفة إلى أين ستتجه بوصلة مستقبلهم.

وعمل إعلان كل حملة للمرشحين المتنافسين أن مرشحها هو الفائز بحكم مصر، منذ بدء عملية فرز الأصوات عقب انتهاء التصويت بجولة الإعادة الأحد الماضي، على شيوع حالة من البلبلة لدى الشارع، ومزيج من مشاعر الترقب والتوتر لمن يكون الفائز الحقيقي.

وتلخص العشرينية «مي» حالة القلق التي تنتاب كثيرين بقولها: «لا أعرف لماذا كل هذا التخبط، ننتظر النتيجة منذ أسبوع كأننا في الثانوية العامة، عندما انتظرت النتيجة على أحر من الجمر لأعرف مصيري الدراسي بل وحياتي كلها، هذه المرة الأمر أصعب بكثير لأنني أنتظر مصير البلد بأكملها».

ويروي الطالب الجامعي شريف حسين، عن تجربته الانتخابية قائلا: «عندما ذهبت للتصويت شعرت برهبة عندما تسلمت ورقة التصويت، وكأنني تسلمت ورقة امتحان الثانوية العامة، وقتها شعرت بمسؤولية كبيرة جدا وخوف من المجهول، والآن يتجدد نفس إحساس انتظار نتيجة الثانوية العامة مع انتظار النتيجة الرئاسية».

أما زميلته ميادة طلعت، فتقول: «لا أستطيع أن أتوقف لحظة واحدة عن التفكير في المصير الذي ينتظر المصريين جميعا، أشعر بالقلق والخوف، وكلما أفكر في أن النتيجة قد تحسم لصالح المرشح الذي لم أنتخبه، أشعر أني على وشك الانهيار».

في أحد الأحياء الشعبية، وبعكس الآراء السابقة التي تنتظر بشغف نتيجة الانتخابات، قال الخمسيني عوض عريبي: «كل تأخيرة وفيها خيرة»، ثم يتبعه بمثل شعبي آخر: «يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش».

على مواقع التواصل الاجتماعي كان القلق وانتظار نتيجة الانتخابات أمرا ملموسا في كلمات الأعضاء وتعليقاتهم، فكتب أحدهم بلغة فلسفية: «الانتظار هو السجان الأكبر، يدفع بالذي يعيش حالة العبودية إلى الاعتقاد بأنه سيتحرر، والذي يعيش حالة الجوع بأنه سيشبع، فيقضي العمر كله عبدا وجائعا ويدرك تقصيره متأخرا عندما يصبح عاجزا عن القيام بما كان عليه أن يفعل».

ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي أيضا من الطرافة، وكتب أحد الأعضاء أمس تعليقا يقول: «لو النتيجة تأجلت للغد يبقى على الأقل اليوم يعلنوا العشرة الأوائل»، وهو التقليد المتبع في مصر بإعلان أسماء الطلاب العشرة الأوائل على مستوى مصر في اليوم السابق للنتيجة.

وتواصلت الطرافة أيضا مع وصف أحد الأعضاء التنافس بين المرشحين شفيق ومرسي بأنهما يلعبان سويا لعبة الكراسي الموسيقية، بينما وصفت أخرى سخونة الأجواء بقولها: «جرى إيه؟، محسسني إن الحرب العالمية الثالثة هتقوم في مصر»، بينما استدعت ثالثة مشهدا سينمائيا لتعبر عن أمنيتها في فوز المرشح أحمد شفيق بقولها: «يا ترى ممكن النتيجة تتغير زي ما حصل في فيلم (بخيت وعديلة) واللي إحنا عايزينه يكسب في آخر وقت؟!».