اليمن: تحرير «إمارة عزان» من «القاعدة».. وقتلى وجرحى في اشتباكات بمأرب

هادي يشيد بدور الجيش ويحذر من صعوبات تعترض العملية السياسية

جنود يمنيون في دورية على الطريق الواصل بين زنجبار وجعار بعد دحر «القاعدة» في محافظة أبين، أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، رسميا تحرير مدينة عزان في محافظة شبوة الجنوبية الشرقية من سيطرة عناصر تنظيم القاعدة، في الوقت الذي سقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين قوة أمنية ومسلحين يقومون بتخريب شبكات الكهرباء.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن قوات من الجيش مسنودة باللجان الشعبية تمكنت، أمس، من السيطرة التامة على مدينة عزان، التي أعلنتها «القاعدة» إمارة إسلامية في وقت سابق من العام الماضي، وذكرت الوزارة، في بيان لها، أن «وحدات عسكرية من اللواء (21 ميكانيك) واللواء الثاني مشاة بحري والأمن المركزي والأمن العام والنجدة والمجاميع الشعبية.. قد تحركت اليوم من عتق باتجاه عزان بعد أن خاضت معارك عنيفة سقط خلالها عدد من المعاقل وقتل العشرات من الإرهابيين الذين لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت الضربات الساحقة للقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية»، وأضاف البيان أن «وحدات القوات المسلحة والأمن تواصل عملية المطاردة والتمشيط وتفجير ونزع الألغام التي زرعها الإرهابيون قبل هزيمتهم واندحارهم من عزان».

وقالت مصادر محلية في شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة العسكرية داهمت عزان من جهتي الشمال قادمة من مدينة عتق، والجنوب من جهة رضوم، وكان في مقدمتها محافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية وعدد من قادة الألوية العسكرية، وأشارت المصادر إلى عدم سقوط ضحايا في عملية استعادة السيطرة على المدينة، خصوصا أن مسلحي «القاعدة» فروا إلى مناطق أخرى بالمحافظة.

وأكد الشيخ لحمر لسود، أحد مشايخ مديرية الصعيد في شبوة لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر «القاعدة» تفرقوا وتوزعوا على المناطق الأخرى بين شبوة وأبين، مؤكدا أن بعض الذين ينتمون للمنطقة، لجأوا إلى قبائلهم لحمايتهم، وأشار إلى مغادرة بعضهم إلى قرب حدود محافظة حضرموت.

وأشاد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بعملية دحر «القاعدة» في محافظة شبوة، واعتبر، في برقية بعث بها إلى المحافظ الدكتور علي حسن الأحمدي، والقيادات العسكرية واللجان الشعبية في شبوة، أن ما جرى هو إسقاط «لمشروعهم الإرهابي التدميري الفاشل (إمارة عزان) التي ألقيتم بها في مزبلة التاريخ بعد إمارة أبين التي فتحت النصر الحاسم على كل الإرهاب وعناصره في يمننا الغالي»، ودعا هادي «الجميع إلى الوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب وعناصره والتصدي بحزم لكل مشاريعهم الإجرامية ومحاربة عناصر التخريب ممن يتجرأون يوميا بالاعتداء على ممتلكات الشعب من كهرباء وخطوط نقل الغاز والنفط وغيرها من المؤسسات الخدمية والتنموية»، وأضاف: «ليكن نصر عزان وإسقاط إمارتها حافزا للجميع نحو يمن خال من الإرهاب، يمن خال من التخريب والإجرام، يمن يسوده الأمن وينعم أبناؤه بخيراته في ظل اليمن الجديد، يمن الوحدة والعدل والمواطنة المتساوية».

على صعيد آخر، تحدث الرئيس هادي عن صعوبات «تعترض مسيرة التسوية السياسية التاريخية في اليمن»، وذلك خلال لقائه، أمس، سفراء الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي المتبنية للمبادرة الخليجية، وأكد أنه «لا بد من المضي إلى الأمام مهما كانت الصعوبات وليس هناك أي مخرج آخر سوى تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 كي لا يذهب اليمن إلى مزالق أخرى لا تحمد عقباها»، ودعا هادي إلى «إطلاق النيات الصادقة والطيبة تجاه اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وعلى جميع القوى السياسية والاجتماعية من أحزاب وقوى سياسية بذل مزيد من التعاون».

من ناحية ثانية، بدأت السلطات اليمنية، أمس، حملة عسكرية على المناطق القبلية التي تتعرض فيها أبراج الكهرباء المركزية لعمليات تخريب، في الوقت الذي يعيش اليمن في ظلام دامس منذ فترة طويلة، خصوصا الأيام القليلة الماضية بعد أن تعرضت تلك الأبراج لعمليات تخريب متواصلة عقب كل محاولة إصلاح تقوم بها وزارة الكهرباء، وقالت السلطات اليمنية إن جنديين اثنين قتلا في الاشتباكات التي دارت في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب، بالإضافة إلى مقتل أحد أبرز المطلوبين المدرجة أسماؤهم في «القائمة السوداء» الخاصة بمن يستهدفون أبراج الكهرباء، الذي يدعى محسن مدراج، وإصابة عدد من المسلحين المرافقين معه.

وفي هذا السياق قالت مصادر قبلية في محافظة مأرب في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «بعد موجة الاعتداءات السابقة جرت اتفاقات بين قبائل الجدعان والسلطات المحلية لمنع الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء، ومؤخرا بذل وجهاء المنطقة جهودا مكثفة لخلق موقف رافض للتعرض للكهرباء، حيث تكفلت كل قبيلة بمنع تخريب الكهرباء في أراضيها»، وأضافت المصادر القبلية أن أصحاب السوابق في المنطقة «عادوا لسابق عهدهم في التخريب، خصوصا أنهم يطالبون بتوظيفهم في السلك العسكري بناء على اتفاق مع قائد المنطقة السابق»، وذكرت المصادر أن «وجهاء الجدعان حاولوا إقناع المخربين برفع متاريس وضعوها لمنع إصلاح خط الكهرباء، لكنهم عندما لم يصلوا إلى نتيجة مع هؤلاء أعلنوا براءتهم منهم، وتركوا الأمر بيد الجهات الأمنية للتعامل مع القضية» وجاءت الحملة العسكرية بعد أن تزايدت أعمال استهداف أبراج الكهرباء في محافظة مأرب، التي أدت إلى خروج المنظومة الكهربائية في اليمن عن الخدمة بشكل تام، وانقطاع التيار عن العاصمة صنعاء والمدن اليمنية عموما، وبعد أن أعلنت وزارة الكهرباء أنها لن تقوم بإصلاح الأعطال التي نتجت عن أعمال التخريب، إلا بعد توفير الحماية الأمنية لخطوط نقل الكهرباء، وفي السياق ذاته، بحث الرئيس عبد ربه منصور هادي مع محافظ مأرب، سلطان العرادة، ورئيس هيئة الأركان العامة وعدد من المسؤولين، الأوضاع الأمنية في مأرب والانعكاسات الكبيرة لقطع التيار الكهربائي على المواطنين واقتصاد البلاد وآثار ذلك الكبيرة على المستشفيات ووحدات غسيل الكلى في المستشفيات اليمنية، حيث توفي عدد من المرضى جراء ذلك.