استقبل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز حليفه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بحفاوة في العاصمة كراكاس مساء أول من أمس، وخلال اللقاء الذي جمعهما في القصر الرئاسي تحدث أحمدي نجاد عن «مساوئ الإمبريالية» وصمود الشعب الفنزويلي بوجهها، داعيا إلى ضرورة تشكيل جبهة موحدة تضم الحكومات والشعوب الداعية للعدالة والتحرر لـ«مواجهة أطماع المستكبرين والإمبريالية العالمية»، بينما انتقد شافيز العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي وقال إن «التهديدات والعقوبات غير مجدية ضد إيران وإنها لن تصل إلى نتيجة».
ويزور نجاد فنزويلا لتوقيع سلسلة من العقود بعد أسبوع على تعزيز تعاونهما لإنتاج طائرات من دون طيار، قادما من البرازيل حيث شارك في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة «ريو+20».
وكان شافيز قد كشف الأسبوع الماضي عن إنتاج طائرة من دون طيار بمساعدة خبراء إيرانيين، حيث تلقى المهندسون الذين صنعوا تلك الطائرة دورات تدريبية في إيران، بينما ذكرت مصادر إخبارية أن الطرفين وقعا على اتفاقيات تجارية بقيمة 5 مليارات دولار.
وأفادت وكالة مهر للأنباء الإيرانية أمس بأن محمود أحمدي نجاد أشار خلال مراسم الاستقبال الرسمي التي أجريت له مساء الجمعة حسب التوقيت المحلي بالقصر الرئاسي بفنزويلا، إلى «صمود حكومة وشعب فنزويلا أمام الهيمنة الإمبريالية»، وأضاف أن «الشعب الإيراني يعرف جيدا قدر صمود الشعب الفنزويلي أمام ضغوط الإمبريالية، ويفخر بصداقته مع هذا الشعب».
وقال إن «الشعب الفنزويلي صامد اليوم بوجه أطماع المستكبرين، بعد مائة عام من أجل استقلاله وحريته الحقيقية وتطوره، وإنه عازم على قطع خيوط الإمبريالية وأيدي المعتدين الذين ينهبون دوما شعوب المنطقة»، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة والغرب عموما، ولفت إلى أن «العالم يشهد اليوم سباقا باسم المقاومة، ومن المؤكد أن الشعوب التواقة للحرية ستكون الفائز الرئيسي في هذا السباق»، وأضاف أن «مؤشرات زوال الإمبريالية في العالم بدأت تلوح في الأفق بشكل واضح، وبعون الله ثم بصمود الشعوب ستتحطم هيمنتهم المشؤومة».
وأشار إلى أن «الشعب الإيراني سيقف دوما إلى جانب الشعب الفنزويلي ورئيسه الشجاع.. وأن بعد المسافة لن يحول أبدا دون التضامن والتعاون والتحرك في جبهة واحدة بين إيران وفنزويلا».
وتابع بحماس قائلا إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفنزويلا اعتمادا على شعبيهما، ستبنيان بلديهما بعيدا عن سلطة الإمبريالية، وستبلغان قمم التطور.. من المؤكد أن الموجة الثورية التي عمت اليوم قارة أميركا اللاتينية ستستمر بقوة حتى اجتثاث جميع جذور الإمبريالية».
وفي هذه المراسم، وصف الرئيس الفنزويلي إيران بأنها «بلد مؤثر ويحظى بأهمية على الصعيد الدولي.. وأن التهديدات والعقوبات غير مجدية ضد إيران، ولن تصل إلى نتيجة».
وأمس دعا الرئيس الإيراني خلال محادثات مشتركة بين الوفدين الإيراني والفنزويلي ف كراكاس إلى «تشكيل جبهة موحدة تضم الحكومات والشعوب الداعية للعدالة والتحرر لمواجهة أطماع المستكبرين والإمبريالية العالمية»، وأضاف أنه «عل جميع الشعوب أن تشارك بشكل بناء لإيجاد نظام عالم جديد يرتكز عل العدالة والحرية، وأن تتقدم ف طريق العزة والتطور ف ظل تطوير التعاون في ما بينهما».
وأشار إلى التعاون القائم بين بلاده وفنزويلا في شت المجالات بما فيها الزراعية والصناعية والتجارية والعلمية والتكنولوجية والسكن والطاقة، وقال إن العلاقات بين البلدين هي الآن ف مستو ممتاز، وإن كلا البلدن يعملان عل استثمار الإمكانات والطاقات المتاحة بينهما بأفضل وجه ممكن وف إطار تعزيز العلاقات الشاملة.
وكان شافيز، الذي يعالج من السرطان منذ أكثر من سنة وترشح للانتخابات الرئاسية لولاية ثانية في أكتوبر (تشرين الأول)، عبر عن «تضامنه» مع إيران التي تتعرض لضغوط كبيرة بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وأكد أنه ينوي توقيع سلسلة من الاتفاقات لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات عدة من الإسكان إلى التكنولوجيا.
وقال هوغو شافيز خلال استقباله نظيره الإيراني إن «فنزويلا حكومة وشعبا تواصل مساندتها وستبقى دوما إلى جانب الشعب الإيراني»، مؤكدا على ضرورة تعزيز العلاقات وتطوير الأواصر بين إيران وفنزويلا، مشددا على عزم مسؤولي البلدين رفع مستوى العلاقات الشاملة.