اشتباكات عنيفة في دير الزور.. والقصف مستمر على ريف دمشق

قيادي في الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: هناك تزايد في عدد المنشقين ولا سيما الضباط.. والعدد سيتضاعف في الفترة المقبلة

مجموعة من عناصر الجيش النظامي يخرجون من سياراتهم بعد أن قطع المحتجون الطريق أمامهم بالحجارة في منطقة السبيل جنوب درعا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

في وقت كثفت فيه قوات النظام السوري عملياتها في مناطق سوريا عدّة، ولا سيما حمص ودرعا وريف دمشق وحلب، مستخدمة المدفعية والطائرات والدبابات، وصل عدد قتلى أمس، بحسب الحصيلة الأولية للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى 65 قتيلا؛ 18 منهم في ريف دمشق، و14 في دير الزور، وسقط 8 في كل من حلب وحمص، وثلاثة قتلى في درعا وقتيلان في حماه وواحد في الرقة، بينما شهدت دير الزور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر، وذلك على وقع استمرار القصف على أحياء عدة أدت إلى سقوط نحو 38 قتيلا بينهم متطوع في الهلال الأحمر وأكثر من 100 قتيل خلال 24 ساعة، وهدم عدد من المنازل، وانشقاق عقيد ورائد مع العناصر التابعة لهما والأسلحة، بحسب ما أكد ناشطون.

وأكد ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن اشتباكات عنيفة وقعت، ليل أمس، في دير الزور، بين قوات النظام والجيش الحر، أدّت إلى تدمير 12 دبابة وعدد من الآليات العسكرية تجاوز عددها الـ10، إضافة إلى مقتل عدد من عناصر الجيش النظامي، وتدمير «حاجز الدلة» في دوار السيوف، لافتا إلى انشقاق 40 عسكريا بأسلحتهم بينهم ملازم أول، بينما دارت اشتباكات عنيفة أيضا في مطار المدينة في محاولة من الجيش الحر للسيطرة عليه.

وأشار الضابط إلى امتلاكهم معلومات أكيدة تشير إلى أن هذه الأعداد ستتضاعف في الفترة المقبلة، وخير دليل على ذلك تزايد عدد المنشقين في الفترة الأخيرة بما فيهم الضباط، على الرغم من منع الإجازات والحظر والتضييق الذي يقوم به النظام تجاه عناصره ولا سيما الضباط منهم. كذلك، تخوّف من عملية تقوم بها قوات النظام، على غرار بلدة الحفة، في جبل الأكراد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، محافظة دير الزور، بأن اشتباكات عنيفة دارت في شارع الهجانة وشارع نادي الضباط ودوار المدلجي بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وقتل طفل إثر إصابته برصاص قناصة في المدينة.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن 5 قذائف سقطت بعد ظهر أمس خلال عشر دقائق فقط في حي الحميدية، فيما تم قطع التيار الكهربائي عن معظم أحياء دير الزور، قبل محاصرتها وقصفها بشكل متتال، لا سيما في الهجمة بالحويقة والعرضي والشيخ ياسين ثم الجبيلة والحميدية والقصور، حيث يعاني الأهالي من نقص حاد في المواد الغذائية.

ولفت اتحاد التنسيقيات إلى أن أرتال الدبابات قد تجمّعت في حي الحويقة، ونفذت فيه حملة مداهمات قبل أن يقصف بالمدفعية والهاون ويطلق فيه الرصاص بشكل كثيف.

وطال القصف المدفعي مستشفى السيد في شارع النهر، وأصابت القذائف غرفة العناية المركزة، وبقي الأطباء والمرضى محاصرين في الداخل، مع ورود أنباء عن سقوط قتلى.

وفجر أمس، أفاد ناشطون بأنه شوهدت المروحيات فوق دير الزور وتوزع للقناصة فوق الأسطح والمباني العالية في الحويقة والحميدية والجبيلة والقصور.

وفي حمص، جرت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في محاولة من الأخير لاستعادة بابا عمرو، بينما لا تزال أغلب الأحياء والمدن تتعرض منذ أسبوعين لهجمات ومحاولات اقتحام في المناطق التي تستعصي على النظام لوجود الجيش السوري الحر فيها. وتعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والوعر ودير بعلبة لقصف بالهاون، كما اشتدت وطأة القصف الثقيل على مدن تلبيسة والقصير والرستن مع تدخل المروحيات أحيانا.

وفي حين أفاد اتحاد التنسيقيات بأن المدينة تتعرض للقصف بمعدل قذيفة كل 3 دقائق، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جانب مسجد عثمان (ساحة الحرية) والمشجر الجنوبي، أكد الرائد سامي الكردي، الناطق باسم المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها، أن حمص تتعرض لعملية انتقامية من النظام السوري، وأمس كان هناك استهداف بالمدافع وسقط عدد من القتلى، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء عن المدينة.

وأضاف: «الشعب هنا صامد وعلى الرغم من كل ما يحصل فإن الشعب حسم أمره، ولن يدع الجيش السوري يقتحم المدينة والجيش السوري الحر يتصدى لكل محاولات الاقتحام التي تجري».

وفي درعا، هزت انفجارات عدة وسط المدينة، كما طوقت تعزيزات عسكرية جديدة مدينة إنخل وأقامت حواجز على أطراف المدينة لمنع النازحين من العودة إلى منازلهم. أما نوى فتعرضت لهجمات وإطلاق نار من أغلب الحواجز العسكرية المنتشرة في المدينة. وتعرضت للشيء ذاته الكرك الشرقي وبلدة نصيب الحدودية. كما كانت بلدة محجة التي اقتحمتها قوات النظام بالدبابات، في مرمى القصف، مما تسبب بدمار أكثر من خمسين بيتا بشكل كامل، كما دمرت أغلب خطوط الكهرباء والهاتف مع استمرار الحصار المضروب عليها ومنع الجرحى من الحصول على مساعدة طبية، وفق ما أوردته شبكة «شام» الإخبارية.

وفي ريف دمشق، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بوقوع انفجارات عنيفة في بلدة زملكا ترافقت مع إطلاق رصاص، كما شهدت بلدات عربين وكفربطنا وجديدة عرطوز إطلاق نار كثيفا وإقامة حواجز، ولكن الحصة الأكبر من القتلى والقصف لحق بمدينة دوما والمعضمية في المحافظة ذاتها، كما هز انفجار قوي منطقة الغوطة الشرقية.

أما في حلب، فشهدت مدينة عندان قصفا مكثفا بالمروحيات وراجمات الصواريخ، كما شهدت مدينة دارة عزة اشتباكات عنيفة سقط فيها أكثر من 20 قتيلا من قوات النظام، وبث ناشطون صورا قالوا إنها لشبيحة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتعرض مدينة الباب لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الحوامات في تمشيط المنطقة، وأصيب أحد المنازل خلال القصف، مما أدى إلى إصابة سبعة مواطنين بجراح، ودارت اشتباكات عنيفة في المدينة.

كما تمكّن لواء أحرار الشمال من تدمير 4 دبابات وقتل عدد من عناصر قوات النظام.

كذلك، تعرّضت بلدتا تلمنس ومعرشمشة بمحافظة إدلب للقصف. وفي حماه، قالت شبكة «شام»، إن حربا حقيقية شهدتها أحياء في حماه المدينة، وقد سقط جرحى لم تعرف أعدادهم بعد جراء القصف بالهاون وإطلاق النار في أحياء الأربعين والحميدية وطريق حلب الذي طوق بالدبابات ويتعرض لحملة دهم واعتقال على غرار ما حصل في حي الصليبة في اللاذقية.

من جهة أخرى، بث المرصد السوري لحقوق الإنسان شريطا مصورا يظهر من قال إنهم عناصر من الشبيحة يقومون بالاشتراك مع عناصر الأمن بقمع المتظاهرين في حي المزة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ومن ثم اعتقالهم، لافتا إلى أن هذه المشاهد تؤكد ما يتحدث عنه المرصد بشكل مستمر عن مشاركة الشبيحة بقمع المظاهرات والاعتداء على المتظاهرين، وخير دليل على ذلك حادثة إطلاق النار على مسجد أبو بكر الصديق في بانياس بتاريخ 10 أبريل (نيسان) 2011، ومشاركتهم لقوات الأمن بالاعتداء على أهالي قرية البيضا وقمع مظاهرات جبلة واللاذقية وحمص وحلب، وأخيرا حادثة أول من أمس (الجمعة) بحي المزة.

في المقابل أفادت «الإخبارية السورية» بأن «أمانة جمارك جديدة يابوس ضبطت 23 مليون ليرة سوريا مهربة إلى لبنان ضمن سيارة عمومية سورية»، كما أكدت مقتل عدد من سمتهم بـ«الإرهابيين» و4 مواطنين بانفجار برميل متفجرات في دير الزور.