المستشار فاروق سلطان.. «يحرق» أعصاب المصريين

في آخر ظهور له قبل بلوغه التقاعد

TT

على مدار أكثر من ساعة كاملة، احترقت أعصاب المصريين بالأمس، وهم يسمعون نص كلمة المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، قبل أن يعلن النتيجة النهائية بفوز محمد مرسي برئاسة مصر.

وبعد تأخر بداية المؤتمر الصحافي، الذي عقد للإعلان عن نتائج جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، عن موعده بنحو 45 دقيقة، وعلى مدار ما يقرب من ساعة أخرى مرت كأنها دهرا، استمع المصريون لخطاب سلطان في المؤتمر، والذي تحدث فيه عن الطعون الانتخابية وأجواء الانتخابات ودور اللجنة، وهي الدقائق التي أصابت ملايين المصريين بالملل والضيق و«حرقت أعصابهم»، بسبب شغفهم الشديد لمعرفة اسم رئيس البلاد.

ورغم ما تحمله أجواء «ساعة الصفر» من توتر وترقب وحبس للأنفاس، فإنه وكعادة المصريين، لم يمر الموقف - البالغ من العمر ساعة - دون فكاهة أو دعابة، حيث تحولت نقاشات المصريين أمام الشاشات التلفزيونية التي التفوا حولها، وأمام شاشات الإنترنت إلى إلقاء النكات الساخرة واصطياد الكلمات اللاذعة المعبرة عن الموقف والانتظار، بما جعل البعض يشبهها بـ«نكت تيك أواي.. على الماشي».

واستوحت التعليقات، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، من وحي الثورة والأعمال الفنية والإعلانات التجارية والمباريات الرياضية، إلى جانب تعليقات بوقع إخباري تحمل قبلها كلمة «عاجل».

فمع طول دقائق الخطاب تداول النشطاء على «فيس بوك» عبارة: «الشعب يريد إنهاء الخطاب»، إلى جانب تعليقات أخرى مثل «أول مرة أسمع خطبة الجمعة يوم الأحد»، «يا جماعة أنا أتفرجت على مسلسل مهند ونور أسهل من كده ودول كانوا 10 آلاف حلقة تقريبا»، «انزل بالمشاريب للناس الحلوة دي علشان لسه فيه ضربات جزاء»، «يا خوفي.. الراجل ده يطلع في النهاية زي العريس اللي نسي الدبلة يوم خطوبته».

ومع إسهاب رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في الحديث عن أجواء الانتخابات وتفاصيل التصويت، قال بعض الأعضاء: «بعد قليل إعلان أسماء الناخبين نفر نفر»، «ناقص فيلم وثائقي بموسيقى تصويرية مؤثرة عن أجمل لحظات كل لجنة في مصر»، «أنا خلصت قراءة كتاب إمبارح أسرع من كده»، «متعرفوش حد في أي دولة عربية.. يقولوا النتيجة ظهرت فلكيا هناك»، «أنا فهمت خطتهم.. يفضلوا يعلنوا النتيجة 4 سنين وبعدين يقولوا لمرسي أنت كسبت بس المدة الرئاسية بتاعتك خلصت»، «طبعا لازم يأجلوا إعلان النتيجة كذا يوم.. علشان يعرف يكتب الخطاب دا كله».

ومع كلمة عاجل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات على غرار: «عاجل: بلاغ للنائب العام من مرشحي الرئاسة في مصر، يتهم المستشار فاروق سلطان بالسعي لإهدار الفترة الرئاسية ومدتها 4 سنوات في تلاوة قرار اللجنة»، «عاجل: اللجنة العليا تعلن يوم الأربعاء القادم تاريخ نهاية الخطاب»، «عاجل: فاروق سلطان مش مستعجل.. لو حد مستعجل يشوف له دولة تانية فيها رئيس»، «عاجل.. سلطان: والآن سأقوم بتلاوة أسماء الناخبين الذين اختاروا شفيق، ثم أسماء الناخبين الذين اختاروا مرسي».

ومع خلو الشوارع من المارة، واختفاء الزحام وقت إعلان النتيجة، كتب الأعضاء: «لو فاروق سلطان يقدر يحل الأزمة المرورية بالمنظر ده إحنا هنخليه يخطب فينا 24 ساعة».

ودأب بعض الأعضاء على توجيه نصائح ساخرة لرئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة مثل: «اعلن النتيجة بقى.. الناس اتسلقت في الشمس في التحرير»، «لو صعب أوى كده قولنا أول حرف وإحنا نفهم»، «حرام عليك.. الرئيس حيستلم الشعب مشلول».

ومن وحي الأعمال الفنية والإعلانية، تداول الأعضاء تعليقات مثل: «هو الفنان حسين رياض كان بيتشل قبل النتيجة ولا بعدها»، «طيب كانوا يقولولنا كنا عملنا حسابنا وطلبنا فشار للتسلية».. ومع إعلان اسم محمد مرسي رئيسا لمصر، لم ينس الأعضاء توجيه الشكر لرئيس اللجنة، وكتب أحدهم: «خطاب سلطان حرق دمنا.. وفي النهاية جاب لنا حقنا».