جدل في تونس حول كتاب «حقيقتي» لليلى بن علي

قالت فيه إن ما جرى يوم 14 يناير انقلاب بطله علي السرياطي

TT

أثار تداول كتاب «حقيقتي» لصاحبته ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، جدلا واسعا حول ما قدمه من معلومات ومعطيات، خاصة المتعلقة بيوم 14 يناير (كانون الثاني) 2011، يوم فرار الرئيس التونسي الأسبق خارج البلاد، والقبض على عائلة الطرابلسية.

ودعت أطراف سياسية تونسية قبل الإعلان عن نشر الكتاب إلى مقاطعته وعدم اقتنائه حتى لا تتمتع زوجة الرئيس الأسبق بعائداته المالية، في حين اعتبرت أطراف أخرى أنه من قلة الدراية عدم الاطلاع على وجهة نظر مختلفة تقدمها شخصية سياسية تونسية على اطلاع بشأن الكثير من خفايا ما دار خلال الساعات الأخيرة من نظام حكم بن علي الذي استمر 23 عاما.

ومما ورد في الكتاب وجذب اهتمام التونسيين أن الرئيس الأسبق أحس بخطر الاحتجاجات الاجتماعية خلال الأيام الأربعة الأخيرة من حكمه، وظهور مجموعات منظمة تحرك الاحتجاجات، وانحياز الاتحاد التونسي للشغل (المنظمة العمالية) ومساندته تلك الاحتجاجات.

وقالت ليلى الطرابلسي في كتابها إن علي السرياطي، المدير العام للأمن الرئاسي بالغ في إخافة بن علي، وأجبره على ركوب الطائرة، واعتبرت ما جرى في تونس «انقلابا بطله السرياطي» الذي كان يتلقى الأوامر إما من الجنرال رشيد عمار، أو من رضا قريرة وزير الدفاع آنذاك.

وقالت راضية النصراوي، رئيسة «المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب» لـ«الشرق الأوسط»: «لا أنصح أحدا بقراءة هذا الكتاب، فهو مليء بالأكاذيب، ويزيد في الغموض بدل استجلاء حقيقة ما جرى خلال اللحظات الأخيرة من حياة النظام السابق». وأضافت النصراوي أن «تلك المرأة عدو التونسيين، ومن غير المعقول دعم كتابها بمبلغ 16 يورو (نحو 32 دينارا تونسيا) يدفعه التونسيون لكتاب يفتقر إلى المصداقية».

وكانت صفحات كثيرة من كتاب «حقيقتي» قد تداولها التونسيون مجانا على شبكة الإنترنت لقطع المفاجأة، وتخفيض الإقبال على الكتاب.

وتوزع التونسيون بين الدعوة إلى الاطلاع على الكتاب لما يحتويه من معلومات، ومقاطعته والالتزام باللامبالاة تجاهه وتجاه محتواه وكاتبته أيضا.

وفي هذا السياق، قال الإعلامي التونسي كمال الشيحاوي، إنه من غير المنطقي عدم الاطلاع على ما احتواه كتاب ليلى الطرابلسي والحال أن التونسيين في معظمهم ما زالوا يبحثون عن إجابة شافية لما حدث يوم 14 يناير 2011. واعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المقاطعة لا يمكن أن تعطي فوائد مباشرة، وأن من يود الاطلاع على الكتاب، يمكنه فعل ذلك دون اللجوء إلى اقتنائه. فما تناقله التونسيون من معطيات قد يوفر على الكثير منهم عناء دفع ثمنه، على حد قوله. بيد أنه أكد ضرورة قراءة الكتاب من مصدره حتى لا يحكم الكثير على محتواه دون علم بما ورد بداخله من معلومات.

يذكر أن كتاب «حقيقتي» لليلى الطرابلسي صدر باللغة الفرنسية في باريس الخميس الماضي، ولم يصل بعد إلى المكتبات التونسية، وقد حرره الصحافي الفرنسي إيف ديراي بالاستناد إلى إفادات قال إنه جمعها عبر «سكايب». وقال إن ليلى بن علي تنازلت عن حقوق النشر، ولن تستفيد ماديا من عملية خروج الكتاب إلى الأسواق.