الملف الإيراني على رأس أجندة بوتين في تل أبيب اليوم

الرئيس الروسي يزور إسرائيل وفلسطين والأردن

TT

يصل إلى تل أبيب، اليوم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة رسمية خاطفة تستغرق 24 ساعة فقط، ستتخللها زيارة إلى بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني ثم يتحول إلى الأردن.

وقد أكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية تعلق أهمية كبيرة على هذه الزيارة وتريد لها أن تنتهي بتفاهمات حول عدد من القضايا الكبرى، فضلا عن تعميق وتحسين العلاقات بين البلدين. وسيأتي على رأس هذه القضايا الموضوع الإيراني؛ إذ إن إسرائيل قلقة من تأثير الدعم الروسي لإيران على تطوير قدراتها النووية. وتتوقع أن يتاح إقناع بوتين باتخاذ موقف حازم يمنع تطوير تسلح نووي في إيران، مقابل تقديم مساعدات إسرائيلية لروسيا في مجال التطور التكنولوجي.

بيد أن مصادر أخرى قالت إن بوتين اختار إسرائيل لتكون رابع دولة يزورها منذ انتخابه رئيسا للمرة الثانية منذ مارس (آذار) الماضي، بغية السعي لتحريك مسيرة السلام في الشرق الأوسط بهدف تحسين علاقات روسيا مع العالم العربي، التي ساءت كثيرا في الشهور الأخيرة بسبب دعمها النظام الحاكم في سوريا.

وسيحل بوتين ضيفا على الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، بالأساس. وسيبدأ زيارته بإزاحة الستار عن نصب تذكاري جديد يقام في إسرائيل، بشراكة مع روسيا، لتخليد جنود الجيش الأحمر السوفياتي الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية في مواجهة الجيش النازي الألماني. ثم يتناول طعام الغداء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويجري لقاء عمل سياسيا. وفي المساء يصل إلى مقر رؤساء إسرائيل حيث يقيم بيريس على شرفه مأدبة عشاء، يسبقها لقاء عمل.

وحسب بيان رسمي من مكتب بيريس، فإن المباحثات مع بوتين ستتركز على موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ثم حول الموضوع الإيراني، ثم الأوضاع في العالم العربي، وبعدئذ العلاقات الثنائية. وصباح غد ينتقل بوتين إلى مدينة بيت لحم حيث سيحل ضيفا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيشارك في مراسم افتتاح المركز الروسي للثقافة والعلوم في بيت لحم. وسيعمل هذا المركز على قاعدة مركز الثقافة والأعمال الذي قام الجانب الفلسطيني بتسليمه إلى الممثلية الروسية للتعاون الثقافي بهدف الاستخدام المجاني. وبعد الافتتاح، سيلتقي عباس مع بوتين في جلسة محادثات معمقة.

وفي اليوم نفسه، ستنظم زيارة عمل للرئيس بوتين إلى الأردن أيضا حيث سيشارك في افتتاح دار الحجاج الروس التي قام الجانب الروسي بإنشائها في الأردن، ثم يجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين.

وكان نتنياهو هو الذي وجه الدعوة للرئيس بوتين عندما التقى به في موسكو وهو رئيس لحكومة روسيا في فبراير (شباط) 2010، ودعاه يومها إلى العمل المشترك على إقامة نصب تذكاري في نتانيا لإحياء ذكرى الجنود اليهود الذين خدموا في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان بوتين قد زار إسرائيل في أبريل (نيسان) 2005، عندما كان أرييل شارون رئيسا للوزراء. وكان من المقرر في يناير (كانون الثاني) 2011 زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، إلا أن إسرائيل طلبت تأجيلها بسبب إضراب عمال وزارة الخارجية، فشعر الرئيس الروسي بالإهانة وألغى الزيارة تماما.