الإعلام الإيراني يقول إن مرسي يدعو لعودة العلاقات معها.. والقاهرة تنفي

قيادات إخوانية لـ «الشرق الأوسط»: ما نشر في طهران يهدف لإثارة مخاوف الغرب

TT

تناقلت وسائل إعلام عربية وغربية خبرا منقولا عن وكالة الأنباء الإيرانية (فارس)، يحوي تصريحات منسوبة للرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي يقول فيها إنه يؤيد مراجعة اتفاقات السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل، ويدعو إلى «استعادة العلاقات الطبيعية» بين مصر وإيران والمقطوعة منذ أكثر من 30 عاما، وهو ما نفاه جهاد حداد، المتحدث الإعلامي باسم حملة مرسي الرئاسية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأمر كله عبارة عن كذبة كبيرة وإشاعة»، وكذلك نفى مصدر إعلامي برئاسة الجمهورية بالقاهرة، وفقا لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، إجراء مرسي لأي مقابلات مع وكالة الأنباء الإيرانية (فارس).

ولقي ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية اهتماما كبيرا بعد أن تناقلته وسائل إعلام أجنبية بسبب حساسية العلاقات بين القاهرة وطهران على المجريات السياسية والتوجهات الاستراتيجية لكل منهما، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وقال النائب الإخواني رضا فهمي، رئيس لجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن التصريحات المنسوبة لمرسي تهدف إلى إثارة المخاوف من دفع مصر لعلاقات قوية مع إيران بما قد يغضب الغرب. وقطعت طهران علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة في 1980 بعد الثورة الإسلامية احتجاجا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل في 1979. وكان نظام الرئيس السابق حسني مبارك يتخوف من إيران ويعتبرها عنصر عدم استقرار في المنطقة، لكن العلاقات بين الجانبين شهدت منذ سقوط مبارك، محاولات من جانب إيران للتقارب. وكانت إيران أيدت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك، ورحبت بفوز مرسي.

ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد قال مرسي في المقابلة مع «وكالة فارس»، التي قالت إنها أجرتها معه يوم أول من أمس الأحد، قبيل إعلان فوزه رسميا بمنصب الرئيس، إن مصر «ستقوم بالنظر في جميع الاتفاقيات، كامب ديفيد وغيرها التي تمت بين مصر وإسرائيل من أجل تحقيق مصلحة مصر وفلسطين أولا»، مضيفا أنه «لا بد من مراجعة كل القرارات السابقة من خلال مؤسسات الدولة والحكومة، لأنني طبعا لن أتخذ أي قرار منفردا سواء في الداخل أو الخارج». ومن جانبه، أوضح جهاد حداد، المتحدث الإعلامي لحملة مرسي، أن ما نشرته وكالة أنباء «فارس» «مختلق وغير حقيقي ويهدف للبلبلة وإثارة القلق والمخاوف حول فوزه بالرئاسة»، مضيفا أن «موقف الدكتور مرسي الرسمي من إيران مذكور بدقة في برنامجه الانتخابي».

ويتضمن البرنامج الانتخابي لمرسي التأكيد على «حماية الأمن القومي العربي وأمن الخليج ودفع التعاون العربي والإسلامي إلى آفاق جديدة بما يتفق مع مصالح الشعب المصري».

وأعرب رئيس لجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان المصري)، عن اعتقاده أن أطروحة التوجه المصري نحو إيران بوصول رئيس إسلامي للسلطة غير دقيقة وفي الطريق الخاطئ تماما.

وقال فهمي إن «مثل هذه التصريحات تهدف أساسا لإثارة المخاوف والقلق حول نية الدكتور مرسي في دفع مصر لعلاقات قوية مع إيران وهو ما قد يغضب الغرب». وتابع فهمي أن «أي نظام جديد في العالم يعيد تقييم علاقاته الخارجية إما بالإبقاء عليها كما هي أو العمل على تطويرها».

ومن جانبه، قال الدكتور محمود حسين، الأمين العام للإخوان المسلمين، إن الأصل أن تكون علاقات مصر مع الدول الإسلامية جيدة، مضيفا «لكن مصر لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها بالتأكيد».

يشار إلى أن إيران استقبلت عدة وفود شعبية مصرية ضمت سياسيين وشخصيات عامة غالبيتها من تيار الإسلام السياسي، منذ سقوط نظام مبارك مطلع العام الماضي.. كما دعت مؤخرا وفدا من أسر شهداء الثورة المصرية لتكريمهم في طهران، وهو ما لاقي غضبا من قطاع واسع من أسر الشهداء بمصر ممن وصفوا التكريم الإيراني بـ«المريب».