ترحيب دولي «حذر» ببوادر الديمقراطية في مصر

أوباما اتصل بمرسي وشفيق.. وأشتون تشير لتضحيات الشباب من أجل المستقبل

مؤيدون للرئيس المصري المنتخب مرسي يهتفون ضد المجلس العسكري في ميدان التحرير أمس (أ.ف.ب.)
TT

استمر التفاعل الدولي مع الإعلان عن انتخاب الدكتور محمد مرسي كأول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في تاريخ مصر. وتوالت الاتصالات المهنئة على الدكتور مرسي، ومن بينها اتصال من الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي لم ينس الاتصال أيضا بمنافسه الخاسر في الانتخابات الفريق أحمد شفيق لتشجيعه على الاستمرار في العمل السياسي.. بينما علقت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بأن ما يحدث في مصر يجعلها تتذكر تضحيات الشباب من أجل التغيير.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما هنأ الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي هاتفيا مساء أول من أمس عقب ساعات من إعلان فوزه، كما اتصل أيضا بمنافس مرسي الخاسر في الانتخابات أحمد شفيق لتشجيعه على أن يظل نشطا في الحياة السياسية المصرية.

وقال البيت الأبيض في بيان بشأن مكالمة أوباما مع مرسي إن «الرئيس أكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم تحول مصر إلى الديمقراطية والوقوف إلى جانب الشعب المصري مع استكمال أهداف ثورته»، وأضاف في بيان منفصل عن مكالمة شفيق أن «الرئيس شدد على حرصه على العمل مع الرئيس المصري الجديد، ومع كل الجماعات السياسية المصرية لتعزيز المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر».. وأن أوباما «حث شفيق على المساعدة في توحيد الشعب المصري».

من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن دعمه الكامل للفترة الانتقالية في مصر، مع التأكيد على ضرورة نقل المسؤوليات للسلطة المدنية بشكل كامل وفي أسرع وقت. كما طالب وزراء الخارجية الرئيس المصري الجديد بضمان الفصل بين السلطات في البلاد وإقامة دولة القانون، ومشاركة مجتمع مدني مستقل في الحياة الديمقراطية.. مرحبين بإعلان مرسي سعيه لتشكيل حكومة «شاملة»، تحكم باسم الشعب المصري بأسره، وتمد يدها لجميع الأحزاب وكافة جمعيات المجتمع المدني.

بينما قالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية، لـ«الشرق الأوسط» إنها هنأت الرئيس المنتخب، وأعربت عن الاستعداد للعمل المشترك والتعاون معه ومع الحكومة الجديدة. وأضافت: «أتذكر الآن ما حدث في التحرير، والشباب الذي عمل كثيرا من أجل تغيير الوضع وضمان مستقبل أفضل لمصر»، منوهة إلى أنه «على الرئيس والحكومة الجديدة أن يستجيبوا لتطلعات هؤلاء».

ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي أمس مرسي إلى مواصلة «العملية الديمقراطية» في إطار «الاحترام التام لحقوق الإنسان والأقليات الدينية». وكان مونتي قد اتصل بمرسي «لتهنئته» والتأكيد على «الأهمية التاريخية» للاقتراع بحسب البيان الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء.

وخلال الاتصال ذكر مونتي «بتوقعات الأسرة الدولية حول الدور الذي يعتزم (مرسي) الاضطلاع به لإتمام العملية الديمقراطية في مصر ضمن الاحترام التام لحقوق الإنسان والأقليات الدينية والترويج للتعددية السياسية». وأعرب مونتي عن «ثقته» بالتعهد الذي قطعه الرئيس المصري الجديد باحترام كافة المعاهدات الدولية «خصوصا مساهمة مصر الحاسمة في إرساء الاستقرار في كل المنطقة».

كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برقية تهنئة لمرسي إن «استمرار التحول الديمقراطي ودعم الوحدة الوطنية» من أهم التحديات التي تواجه الرئيس المصري الجديد. وأشارت ميركل إلى ضرورة دعم التطور الاجتماعي والاقتصادي في مصر وضمان السلام الداخلي والخارجي وقالت إن ألمانيا ستقف إلى جانب مصر وتدعمها من أجل التغلب على هذه المهام.

وبعث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس ببرقية تهنئة للرئيس المصري محمد مرسي بانتخابه رئيسا، متمنيا تحقيق ما يصبو له الشعب المصري من تقدم وازدهار، حسب ما أفاد به الديوان الملكي في بيان. كما بعث أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية، أعرب فيها عن خالص التهنئة بالثقة التي أولاها له الشعب المصري بانتخاب الدكتور مرسي رئيسا للجمهورية.

وهنأ الرئيس الصيني هو جينتاو مرسي بفوزه، ونقل التلفزيون عن الرئيس الصيني قوله إن «الصين تهنئ مرسي على انتخابه رئيسا لمصر»، وإن «الصين تحترم خيار الشعب المصري لنظامهم السياسي ومسيرتهم التنموية».

كما هنأ عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين والسيناتور جو ليبرمان الدكتور مرسي بانتخابه رئيسا لمصر، وقالا في بيان مشترك: «أعلن المصريون عن اختيارهم، ونحن نحترمه. ونتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب محمد مرسي بروح من الاحترام المتبادل، وسعيا وراء تحقيق العديد من المصالح المشتركة للولايات المتحدة ومصر». مشيرين إلى أن «مصلحة الولايات المتحدة في انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر لم تكن أبدا تتعلق بانتصار أو هزيمة مرشح معين.. وهدف أميركا هو رؤية عملية ديمقراطية شفافة وخاضعة للمساءلة». كما أشاد عضو مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي جون كيري بنتيجة الانتخابات، وقال في بيان «هذه لحظة تاريخية بالنسبة للمصريين في فترة ما بعد الثورة، وقد كان هناك الكثير من المخاوف الأميركية من تصريحات جماعة الإخوان المسلمين في الماضي، لكن سيكون من الخطأ أن ننسحب من مشاركتنا مع مصر حرة وديمقراطية، وهذا هو الوقت لاختبار النوايا، وعدم إصدار أحكام مسبقة».

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان صحافي «بالمناخ السلمي الذي جرت فيه الانتخابات الرئاسية»، وأعرب عن ثقته أن «الرئيس المنتخب لن يألو جهدا في تحقيق تطلعات الشعب المصري في مزيد من الديمقراطية، وتعزيز حقوق الإنسان لتكون مصر أكثر ازدهارا واستقرارا لجميع المواطنين».

من جانبه قال نائب مستشار الأمن القومي السابق إليوت ابرامز إن «فوز مرسي يمهد الطريق لمعركة مستمرة بين الإخوان المسلمين وجميع القوي المعارضة من الجيش إلى الأقباط إلى القوي الليبرالية والعلمانية»، وأضاف «أما بالنسبة للولايات المتحدة، فعلينا أن نوضح أن العلاقات مع مصر سوف تعتمد على ما إذا كانت جماعة الإخوان تقود حكومة تحترم حقوق الإنسان وتلعب دورا بناء في المنطقة، بما في ذلك الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل أم لا».

وقال ستيفن مكينيرني المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط «ليس واضحا حجم السلطات السياسية التي ستكون لمرشح الإخوان في أعقاب الإعلان الدستوري المكمل الذي يجرد الرئيس المصري الجديد من كثير من صلاحياته. كما أدى حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان إلى تفكيك سيطرة الإخوان، والأيام والأسابيع المقبلة ستكشف الكثير من التحرك لتحقيق توازن بين القوي عندما يقوم مرسي بتشكيل حكومته». وطالب مكينيرني بتفادي العودة إلى الوراء في «ديكتاتورية فاسدة وقمعية»، ونصح الإدارة الأميركية بعدم الاحتفاء بالانتخابات بصورة عمياء. في حين اعتبر جوناثان سكانزيز بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية أن التحالف بين الولايات المتحدة ومصر قد انتهى، وأن مصر لن تكون ركيزة السياسية الأميركية في الشرق الأوسط. مشيرا إلى أن قوة الولايات المتحدة في المنطقة قد تقلص مرة أخرى، وأن فوز مرشح الإخوان يعد بمثابة ضربة ساحقة.