الأنبا بسنتي لـ «الشرق الأوسط»: نتمنى من قلوبنا التوفيق للرئيس من أجل مصر

رفض اشاعات حول انتقام جماعة الإخوان من الكنيسة المصرية

TT

ما إن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات بمصر فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة، حتى وضع غالبية المسيحيين المصريين أيديهم على قلوبهم، معربين عن قلقهم من وصول مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إلى الحكم. وحاول مرسي تبديد المخاوف، في وقت تستعد فيه الكنيسة المصرية على ما يبدو للدخول في معية الرئيس الجديد.. وقال الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك: «نصلي من أجل أن يوفقه الله».

وأكد الأنبا باخوميوس، في رسالته لتهنئة الرئيس المنتخب، أن الكنيسة ستتعاون مع الرئيس الجديد، وقال: «نصلي من أجل أن يوفقه الله في تحقيق آمال الثورة البيضاء لرفعة مصر وتحقيق الديمقراطية ولم شمل المصريين من كل الأطياف وتوحيدهم على قلب واحد وهدف واحد».

من جانبه، حرص مرسي على طمأنة المسيحيين في أول خطاب له قائلا «المصريون جميعا؛ المسلمين والمسيحيين.. إنهم جميعا أهلي».

وقال الأنبا بسنتي، أسقف حلوان والمعصرة عضو المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية، لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى من قلوبنا التوفيق للرئيس المنتخب محمد مرسي من أجل مصر»، مضيفا أن برقية التهنئة التي بعث بها الأنبا باخوميوس أول من أمس للرئيس مرسي تعبر عن موقف الكنيسة الأرثوذكسية.

ونفى الأنبا بسنتي وجود أي اتصالات بين الكنيسة الأرثوذكسية وجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة الانتخابات، وقال: «لم توجد أي اتصالات بالجماعة، ولكن على المستوى الشخصي لدي عدد من الأصدقاء من القريبين من الجماعة، وأكدت في حديثي معهم ضرورة مصلحة مصر، بصرف النظر عن الأشخاص».

وعن مطالب المسيحيين في الفترة المقبلة، قال الأنبا بسنتي «الكنيسة لا تحاول التدخل في مطالب الأشخاص.. كل فرد عليه أن يتبع الأسلوب المناسب له. وبالنسبة لمطالب الكنيسة، فهي تسلك الطرق الرسمية مع مؤسسات الدولة الرسمية كالمعتاد.. ونتمنى الاستجابة لها».

وحول ما تردد عن نية الرئيس المنتخب مرسي تعيين نائب له من المسيحيين، قال الأنبا بسنتي إن «الكنيسة لن تتدخل في هذا الأمر بترشيح أسماء للرئيس للاختيار من بينها.. الأمر متروك له فهو حر في أن يضع ثقته بمن يشاء.. المهم أن يكون شخصا يخاف على مصر». ورفض الأنبا بسنتي مقولة رددها البعض بأن جماعة الإخوان ستنتقم من الكنيسة لما تردد عن توجيهها أتباعها للتصويت لصالح الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة، قائلا: «لم يكن هناك توجيه رسمي من الكنيسة بالتصويت لصالح مرشح بعينه.. كان هناك توجيه وحث للمسيحيين بالذهاب للتصويت، على أن يختار كل فرد الأصلح من وجهة نظره، وهذا لا ينفي حقيقة أن بعض المسيحيين صوتوا بالفعل لصالح شفيق، وهناك البعض قاطع وآخرون صوتوا لصالح الدكتور مرسي».

وأعرب الدكتور القس أندريه زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، عن تهنئته لمرسي، وقال في تصريح له أمس: «نؤكد أهمية تكاتف كافة طوائف المجتمع حول الرئيس الجديد من أجل بناء مصر الحديثة، وتحقيق الديمقراطية والعدل بين جميع أبناء الوطن».

وأكد المطران الدكتور منير حنا أنيس، رئيس الطائفة الأسقفية بمصر والشرق الأوسط، احترامه لنتائج الانتخابات قائلا: «سوف نصلي من أجله حتى يستطيع أن يحقق أحلام شعب مصر التي تشمل الحرية والديمقراطية وتحقيق حقوق المواطنة وتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الوطن الواحد».

من جانبه، حذر ائتلاف أقباط مصر في بيان له أمس مرسي من مخالفة وعوده، وقال: «سنكون في صفوف معارضيك.. ليس من أجل المعارضة، لكن من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن الحبيب».