كارتر يشن هجوما على استخدام أوباما الطائرات من دون طيار في مواجهة «الإرهاب»

اعتبره «غير أخلاقي» في انتقاد نادر من رئيس أسبق لإدارة أميركية

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر
TT

شن الرئيس السابق جيمي كارتر هجوما عنيفا على استخدام الولايات المتحدة طائرات «درون» (من دون طيار) في العمليات العسكرية الأميركية ضد الإرهابيين في أفغانستان، وباكستان، والصومال، واليمن. وسارع قادة جمهوريون وشنوا هجوما عنيفا عليه، واتهموه بالتساهل في الحفاظ على الأمن الأميركي، وبالتعاطف مع الإرهابيين.

وكتب كارتر رأيا في صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، قال فيه إن هجمات «درون» المستهدفة «تنتهك حقوق الإنسان بطريقة تحرض أعداءنا وتنفر أصدقاءنا». وقال إن هذا النوع من السياسة الخارجية يوضح أن الولايات المتحدة «تتخلى عن دورها كبطلة لحقوق الإنسان». ودعا الرئيس باراك أوباما للعمل على «تغيير هذا المسار، واستعادة زعامتنا الأخلاقية».

وشمل كارتر في نقده الحاد كلا من الرئيس أوباما، والرئيس السابق جورج بوش الابن. وأشار إلى أن الرئيسين تكتما على هذه العمليات، وأن إدارة الرئيس كارتر لم تعترف بها إلا في الشهر الماضي. وكتب أن الاعتراف لا يوضح كل شيء، وأن هناك احتمالات كبيرة بأن هناك أشياء لم تعلن. وقال، على أي حال، إن ما كشف يوضح أن كبار المسؤولين الأميركيين «يستهدفون شخصيات، بمن في ذلك مواطنون أميركيون».

ومن غير الإشارة إلى ربيع العرب وإلى ثورات ديمقراطية في دول أخرى، كتب كارتر: «في الوقت الذي تجتاح فيه ثورات شعبية العالم، ينبغي أن تعمل الولايات المتحدة على تعزيز، وليس على إضعاف القواعد الأساسية للقانون، ومبادئ العدالة». وشن كارتر هجوما عنيفا على قادة الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، وقال إن هجمات «درون»، وعمليات تعذيب وغيرها من عمليات خرق حقوق الإنسان «بدأت، وتصاعدت بقرارات تنفيذية وإجراءات تشريعية، من دون معارضة من عامة الناس. لهذا، لا يقدر وطننا على التحدث بأسس أخلاقية في هذه القضايا الهامة». وقال: «في حين أن بلادنا ارتكبت أخطاء في الماضي، فإن الاعتداء على نطاق واسع على حقوق الإنسان على مدى العقد الماضي يعتبر تغييرا جذريا».

وانتقد كارتر، أيضا، التشريعات القانونية الأخيرة التي أصدرها الكونغرس، والتي وقع عليها الرئيس أوباما، والتي تعطيه الحق في احتجاز أي شخص إلى أجل غير مسمى بتهمة الانتساب إلى منظمات إرهابية أو منظمة مرتبطة بمنظمة إرهابية. وقال: «ينتهك هذا القانون الحق في حرية التعبير. حق الإنسان في أنه بريء حتى تثبت إدانته من البنود الأساسية في قانون حقوق الإنسان».

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن كارتر كان انتقد في السابق سياسات للرئيس باراك أوباما، منها تصعيده للحرب في أفغانستان، وتردده في الضغط على إسرائيل لتنفيذ الوعود التي كان قطعها أوباما عندما دخل البيت الأبيض سنة 2009. وقالت المصادر إن هجوم أمس يعكس آراء جماعات كبيرة داخل الحزب الديمقراطي ترى أن أوباما لم يوف بوعوده، ليس فقط في السياسة الداخلية، ولكن في السياسة الخارجية أيضا.

وبينما لا يتوقع أن يصوت هؤلاء الديمقراطيون الناقدون للمرشح الجمهوري ميت رومني، تخشى دوائر إخبارية أميركية من أن خيبة أمل ديمقراطيين في أوباما ربما ستجعل نسبة كبيرة منهم لا تصوت في الانتخابات، وبهذا، تكون زادت فرص فوز رومني.

وصباح أمس، سارع جمهوريون بانتقاد هذه الآراء. وقال مقدما برنامج «بيرني آند بيرني» في إذاعة «دبليو إيه إم» المحافظة في واشنطن، إن كارتر «بهذه الآراء الخرقة قد كتب مقدما سقوط أوباما في الانتخابات المقبلة، ليس لأنه هاجم أوباما، ولكن لأنه يجعل الناس يربطون بينه وبين أوباما: رئيس فترة واحدة، وفاشل، وليس حريصا على أمن الولايات المتحدة».